تحقيقات وتقارير

البطة المطاطية التى أصبحت رمزاً للثورات

عانت العاصمة التايلاندية بانكوك من جنون انتشار البط المطاطي باللون الأصفر منذ أن استخدم المتظاهرون البطة المطاطية العملاقة لحماية أنفسهم من رذاذ خراطيم المياه من قبل الشرطة فى الشهر الماضي.

عندما شنت الشرطة حملة قمع على مسيرة في نوفمبر الماضى، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه خارج مبنى البرلمان، وانتشرت وقتها صور المتظاهرين المختبئين خلف البط العملاق لحماية أنفسهم من المياه.

في غضون أيام أصبحت الأدوات التي تحمل طابع البط عنصرًا أساسيًا بين الباعة الجائلين في التجمعات الخاصة بالاحتجاجات، حيث ظهرت الطيور في كل شيء من القبعات إلى مقاطع الشعر، حتى إلى أقنعة حماية الوجه جراء فيروس كورونا المستجد.

طالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء برايوت تشان، وإعادة صياغة الدستور الذي صاغه الجيش وإجراء إصلاحات للنظام الملكي، وهو مطلب يحطم المحظورات في بلد لطالما كانت العائلة المالكة فائقة الثراء غير قابلة للمس.

حدث ظهور اللعبة كرمز للاحتجاج بالصدفة، وكان المحتجون يعتزمون أن يطفووا على بطة قابلة للنفخ أسفل نهر تشاو فرايا في بانكوك خلف مبنى البرلمان، بينما يناقش المشرعون داخل البرلمان مقترحات لتغيير الدستور.

لكن منذ إعادة انتشارها كحماية من الغاز المسيل للدموع والمياه المكسوة بالكيماويات التي تطلق من المدافع الرشاشة الخاصة بالشرطة، يقول بعض المتظاهرين إن البط ساعد حركة الاحتجاج على كسب حرب العلاقات العامة مع السلطات.

قال أحد المتظاهرين البالغ من العمر 30 عامًا أنهم يعتبرون البط المطاطى بمسابة حراس للأشخاص الذين يستخدمون طرقًا سلمية في الاحتجاج، وأن لديهم بط لطيف للقتال ضد الشرطة المسلحة بالكامل.

كما قالت السيدة راتيكارن ساهور البالغة من العمر 39 سنة، أنها تبيع منفاخ فقاعات البط فى كشك، وإن منتجاتها تساعد في تخفيف الحالة المزاجية في المسيرات للمحتجين، وإن عائدات مبيعاتها دعمت فرق طبية متطوعة في الاحتجاجات.

وقالت أيضاً: “نريد أن تكون الاحتجاج أقل توترا، ومليئة بالأفكار الإبداعية التي تظهر أننا نحب حقا الاحتجاج بسلام، ولا نريد أي عنف، لذلك ساعد البط في جعل كل شيء يبدو أخف وزنا.

تعد هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام أشياء كرموز للتحدي والاحتجاج.

في عام 2013 طفت تمثال البطة القابلة للنفخ للفنان الهولندي فلورنتين هوفمان البالغ طولها 16 مترًا في ميناء هونج كونج، لكنها سرعان ما أصبحت غارقة في الجدل.

وفى عام 1989 قام أحد مستخدمي Weibo بتحرير صورة شهيرة من حملة ميدان تيانانمين، واستبدل الدبابات بالبط مما دفع الحكومة الصينية إلى حظر البحث على الإنترنت عن “البطة الصفراء الكبيرة”.

كما ظهر البط المطاطي العملاق في احتجاجات في البرازيل في عام 2016 أثناء محاولة عزل الرئيسة آنذاك ديلما روسيف، وتسليط الضوء على التراجع الاقتصادي لحكومتها.

وفى عام 2017 أصبحوا أيضاً رمزًا للاحتجاج في روسيا، عندما ظهر أن رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف كان يمتلك العديد من العقارات الفاخرة، بما في ذلك منزل يضم بركة خاصة للبط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى