تحقيقات وتقارير

مصر: 25 يناير بين البكاء على الثورة والاحتفال بعيد الشرطة

خاص برواز

لم يكن اختيار يوم 25 يناير 2011 لخروج تظاهرات محدودة إلى وسط العاصمة المصرية القاهرة للتعبير على الغضب محل صدفة، بل كان اختيار اليوم بسبب أنه يوافق عيد الشرطة المصرية، لكن سرعان ما تحولت التظاهرات بثورة شعبية أطاحت بنظام الحكم المصري آنذاك.

وفي كل عام في شهر يناير يزداد الحديث في الشارع المصري بين ما إذا كان يوم 25 يناير هو عيد للثورة أن عيد للشرطة التي كانت الثورة تهاجمها في البداية؟ وبعد مرور 9 أعوام على إندلاع ثورة يناير في مصر ينقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تسمية اليوم.

بين البكاء على ثورة يرى كثير من المصريين أنها فشلت في تحقيق أهدافها، وبين الاحتفال بعودة الشرطة إلى قوتها بعدما انسحبت من الشوارع المصرية في ليلة جمعة الغضب في أعقاب فتح عدد من السجون وحريق العديد من أقسام الشرطة؛ مما تسبب في حالة فوضى عارمة في البلاد نتج عنها نزول الجيش المصري إلى الشوارع لحماية البلاد إلى جانب تشكيل ما يُعرف باللجان الشعبية لحماية المنازل والممتلكات.

ذكرى ثورة شعب

أبناء ثورة 25 يناير لم يفوتوا اليوم دون إعادة نشر مقاطع فيديو وصور وأغاني عن أبرز أحداث الثورة المصرية، مصاحبينها بعبارات الحزن على ثورة لم تكتمل -بحسب وجهة نظرهم- محملين أسباب الفشل لبعض التيارات السياسية التي شاركت في الثورة.

الدكتور المصري عصام حجي، العالم بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، ونائب الرئيس المصري المؤقت في أعقاب أحداث 30 يونيو عدلي منصور، قال على حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “بعمر نهر النيل وبطوله، أحلام 100 مليون مصري بالتغير السلمي الحضاري لن توقفها غلاظة العصا وقسوة حاملها”.

وأضاف حجي: “اليوم، غدًا، بعد شهر أو بعد سنة سنرى الحلم إذا ما أفقنا من خيبة اليأس. السذاجة ليست أن تحلم بل أن تتخيل أن غيرك سيحقق لك أحلامك”.

أما الإعلامية ليليان داود، فنشرت على حسابها تغريدة قالت فيها: “كل سنة والأمل موجود وحلم التغيير مستمر #٢٥_يناير #مصر”.

وقال الفنان المصري عمرو واكد، في تغريدة له: “أتقدم اليوم بالعزاء لكل أب وأم وأخ وأخت وابن وبنت فقدوا ذويهم في ثورة يناير العظيمة. وأدعو الله أن ينتقم من كل فرد قتلهم وكل فرد دافع عن القاتل وكل فرد فرط في حق دمائهم وكل فرد يحاول أن ننساهم. شهداء ثورة مصر هم أنقى من كانوا وحقهم هيرجع وحق كل مظلوم هيرجع ومش هننسى ومش هنطاطي”.

ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة

على الجانب الآخر احتفل الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر باليوم على أنه ذكرى عيد الشرطة المصرية، ولم يقتصر الاحتفال على مواقع التواصل فحسب بل أن القنوات المصرية الرسمية والخاصة وضعت شعار الشرطة على شاشتها متجاهلة ذكرى الثورة من الأساس، على الرغم من أن الدستور المصري يعترف بثورة 25 يناير.

حيث تنص ديباجة الدستور المصري على أنه “ثورة 25 يناير – 30 يونية، فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهى أيضًا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معًا.

كما تم عقد احتفالية كبرى بعيد الشرطة المصرية الـ68 حضرها رئيس الجمهورية المصرية عبدالفتاح السيسي، ومسؤولي الدولة، ووضع السيسي أكليل زهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، وتكريم ذويهم، ولم تنشر الحسابات الرسمية للرئيس المصري أي شيء عن ذكرى ثورة 25 يناير.

ويبقى السؤال الذي يتردد في نفس اليوم من كل عام، هل أعلنت مصر فشل ثورة 25 يناير بشكل رسمي؟ أم أنها تعدت مرحلة الفشل وأصبحت حدث يتم تجاهله من الأساس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى