تحقيقات وتقارير

تقرير: أسبوع ساخن بأزمة سد النهضة.. الحرب أم استكمال المفاوضات؟

خاص – برواز

تعتبر أزمة سد النهضة الإثيوبي بين كل من إثيوبيا ومصر والسودان، واحدة من أبرز الأزمات الدولية في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، والتي لا يخلو أسبوعًا دون انتشار تصريحات مثيرة جديدة بخصوصه، خاصة مع إعلان الحكومة المصرية في أكثر من مرة فشل التفاوضات، وإلقاء اللوم على ثورة 25 يناير، وفي الأسبوع المنقضي تطورت التصريحات حتى وصلت إلى حد التهديد بالحرب؛ مما يهدد بدخول الأزمة في منعطفًا جديدًا.

إثيوبيا تهدد بالحشد والحرب

حذّر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، بشن الحرب على مصر وحشد الملايين إذا ما قامت مصر بأي محاولة عسكرية لضرب السد، مما أثار استهجان الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المصرية لهذه التصريحات، متعاملين مع الأمر بسخرية في ظل الفروق الكبيرة بين الجيش المصري والجيش الإثيوبي، والتي تقع في صالح الجيش المصري المُصنف الـ12 عالميًا، والأول إفريقيًا.

وقال آبي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام منذ أيام، خلال جلسة استجواب بالبرلمان: “يتحدث البعض عن استخدام القوة من جانب مصر، يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد، إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين، إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ، فيمكن لآخرين استخدام قنابل، لكن هذا ليس في صالح أي منا”.

الخارجية المصرية تعلن دهشتها من التصريحات

لم يمر سوى بضع ساعات على التصريحات حتى أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، وصفه بعض المصريين بالضعيف نوعًا ما، في حين رآه آخرين أنه متزن وحكيم، حيث قالت فيه: “أن مصر دعت وحرصت دومًا على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحُسن نية على مدار سنوات طويلة”.

وأعربت مصر عن دهشتها من تلك التصريحات، والتي تأتي بعد أيام من حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام، وحفاوة الجميع بها، “وهو الأمر الذي كان من الأحرى أن يدفع الجانب الإثيوبي إلى إبداء الإرادة السياسية والمرونة وحُسن النوايا نحو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل يراعي مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، حيث لا يمكن التعامل مع قضية بهذا القدر من الحساسية والتأثير علي مقدرات الشعوب الثلاثة استنادًا لوعود مرسلة”.

هل لإسرائيل علاقة بالموضوع؟

في حين تناول الكثير من المصريين تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بالسخرية إلا أن البعض حذّر من أن إسرائيل تقف وراء هذا الأمر؛ مما لن يجعل الحرب ـ إذا ما اندلعت ـ سهلة، لكن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ردت على هذا الأمر في تغريدة لها على تويتر، حيث نفت قيامها بنصب نظم دفاعية لحماية سد النهضة، مؤكدة “إن دولة أخرى هي التي باعت منظومة دفاعها إلى إثيوبيا”.

الدفاع الجوي المصري.. مستعد

أصدر قائد قوات الدفاع الجوي المصري علي فهمي، تصريحات خلال استقباله مجموعة من أعضاء مجلس النواب المصري، وصفها الكثيرين بأنها قوية وواضحة رغم كونها مقتضبة، فقال: أن القوات الدفاعية تمتلك أحدث النظم العالمية من الأسلحة والصواريخ ووسائل الاستطلاع والإنذار للتصدي لكافة التهديدات، وتأمين المجال الجوي المصري، وتنفيذ المهام المكلفة بها في ظل التطور المستمر لنظم القتال”.

اقرأ.. القوات الجوية المصرية: نمتلك أحدث النظم للتصدي لكافة التهديدات

السيسي يلتقي آبي أحمد في روسيا

واختتم الأسبوع بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش القمة الروسية الافريقية بمنتجع (سوتشي) الروسي، أمس الخميس، أكد السيسي فيه على تمسك بلاده بـ”حقوقها التاريخية” في مياه نهر النيل، مشددًا على أن مساعي إثيوبيا لتحقيق التنمية يجب ألا تكون على حساب حقوق مصر.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي على أن تصريحاته الأخيرة أمام برلمان بلاده بشأن ملف السد “تم اجتزاؤها خارج سياقها، وأنه يكن كل تقدير واحترام لمصر قيادة وحكومة وشعبًا”، واتفق الطرفان ـ بحسب بيان للرئاسة المصرية ـ على الاستئناف الفوري لأعمال لجنة بحثية فنية مستقلة على نحو أكثر انفتاحًا وايجابية بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

يُذكر أن قضية سد النهضة تُثار منذ عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، لكنها اشتعلت بعد اندلاع ثورة 25 يناير، واستغلال إثيوبيا لعدم الاستقرار في النظام السياسي في مصر، لكن على مدار الأعوام السابقة كان الرد المصري على التهديدات الإثيوبية دائمًا التهديد بضرب السد عسكريًا، وتبقى القضية محل جدل وصراع لكن إلى أين ستصل القضية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى