تحقيقات وتقارير

تقرير برواز: كيف ساعدت الدول العربية مصر في حرب 6 أكتوبر 1973؟

خاص – برواز

تعتبر حرب السادس من أكتوبر واحدة من أهم المعارك العسكرية التي خاضها العرب في العصر الحديث، والذي تمكنت فيه قوات الجيش المصري بإلحاق الخسارة بالجيش الإسرائيلي، لتتمكن فيما بعد من تحرير أرضها بالكامل.

لكن في هذه الحرب كان هناك دورًا بارزًا للعديد من الدول العربية التي ساعدت مصر في تحقيق انتصارها هذا،كانت هذه المساعدات في شكل إمدادات عسكرية ومالية إلى جانب مجموعة من القرارات السياسية التي ساهمت في الضغط على العدو الإسرائيلي وحلفائه، كان أبرزها قرار وقف تصدير المواد البترولية للدول المؤيدة والداعمة للكيان الصهيوني، وفيما يلي نذكر أبرز هذه المساعدات.

سوريا.. الحليف الأكبر لمصر في الحرب

تُعد العلاقة بين مصر وسوريا من أعمق العلاقات بين الدول العربية، حيث أنهما كان يخضعان لحكم واحد أيام الوحدة بين البلدين في الفترة بين 1958 و1961، وغيرها من المواقف القوية في مختلف الأزمات التي تعرضت لها البلدان.

كانت القوات السورية تحارب على الجبهة الأخرى ضد إسرائيل لتحرير هضبة الجولان، حيث اندلعت هذه المعركة في نفس وقت اندلاع الحرب على الجبهة المصرية مما أدى لإنهاك القوات الإسرائيلية.

السعودية.. العودة للخيام أفضل من بيع النفط للعدو

كانت السعودية من الدول العربية التي أتخذت قرارات حاسمة في مساعدة مصر، حيث قررت حظر تصدير النفط للدول الداعمة للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل من أكتوبر إلى ديسمبر 1973؛ فارتفع سعره من 3 دولار إلى 11 دولار للبرميل الواحد، هذا إلى جانب إرسال 20 ألف جنديًا للحرب على الجبهة السورية.

وقال العاهل السعودي الملك فيصل بن عبدالعزيز مقولته الشهيرة آنذاك: «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، وإننا قد تعودنا على عيش الخيام، ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا ولا تصل إلى أيد أعدائنا».

الإمارات.. علاج المصابين في أوروبا

بالرغم من أن دولة الإمارات لم تكن قد أكملت حينها عامها الثاني، لكن كان لقائدها الشيخ زايد مواقف شجاعة أثناء الحرب، فأمر الشيخ زايد السفير الإماراتي في لندن بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة والقيام بشراء كل الغرف المشابهة في أوروبا ليعالج فيها مصابين الجيش المصري والسوري.

وقام الشيخ زايد بجمع 40 صحفيًا من مختلف وسائل الإعلام في أوروبا الغربية وأمر بنقديم التسهيلات لهم للسفر وتغطية الأحداث من على الجبهات العربية لينقل للعالم الحقيقة بعدما شعر بوجود تحيز للجانب الإسرائيلي في البداية، كما استدان الشيخ زايد مبلغ 100 مليون جنيه إسترليني لصالح المعارك الدائرة وذلك بضمان البترول؛ بسبب وجود ضائقة مالية تمر بها أبوظبي في ذلك الوقت فلم يكن يمتلك المبلغ الكافي.

وقال الشيخ زايد مقولته الشهيرة آنذاك: «إن الثروة لا معنى لها بدون حرية أو كرامة، وإن على الأمة العربية وهي تواجه منعطفًا خطيرًا أن تختار بين البقاء والفناء بين أن تكون أو لا تكون بين أن تنكس أعلامها إلى الأبد أو أن تعيش أبية عزيزة مرفوعة أعلامها مرددة أناشيدها منتصرة».

العراق.. وحداتنا العسكرية بأيادي مصر وسوريا

أثناء الحرب بين مصر وسوريا من ناحية وقوات الاحتلال من ناحية أخرى، قررت دولة العراق وضع كافة الوحدات العسكرية رهن إشارة القيادة المصرية والسورية في الحرب، وكانت القوات الجوية تحارب في مصر، بينما القوات البرية على الجبهة السورية، وذلك حسبما أوضحت وثائق سرية تم الكشف عنها مؤخرًا.

اليمن.. باب المندب تحت السيطرة

قامت دولة اليمن بمساعدة هامة لمصر في هذه الحرب، حيث قررت القيادة اليمنية إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن، مما منع وصول العديد من المساعدات لكيان الاحتلال.

ليبيا.. طيارين مصريين بجوازات سفر ليبية

شاركت ليبيا في الحرب بدور كبير حيث قامت بنقل الكلية البحرية المصرية لأراضيها، كما قامت بعمل صفقة طائرات حربية مع فرنسا، وقامت باستخراج جوازات سفر ليبية لطيارين مصريين ليتمكنوا من التدريب على هذه الطائرات داخل فرنسا، وذلك بعد أن وجدت مصر أن هناك تفوق للقوات الجوية الإسرائيلية.

الجزائر.. مساعدات مالية لشراء ذخيرة

إلى جانب ما قدمته الجزائر من إرسال قوات لمساعدة مصر وسوريا في الحرب أيام 9 و10 و11 أكتوبر، قام الرئيس الجزائري بالسفر إلى موسكو نوفمبر 1973 وأودع مبلغ 200 مليون دولار أمريكي في حساب مصر وسوريا تحسبًا لاحتياجهم لأي ذخيرة أو أسلحة.

لتبقى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة واحدة من أهم الأحداث التي أبرزت كيف يمكن للعرب أن يفعلوا إذا تمكنوا من التوحد ودحر الخلافات وتنحيتها جانبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى