سياحةموضوع مميز

ما هو سبب انحناء برج بيزا المائل في إيطاليا؟

يُعتبر برج بيزا المائل بلا شك أحد أعظم العمارة الرومانية الرائعة في إيطاليا، حيث يُعد هذا النصب، الذي يُعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، معجزة مطلقة لهندسة العصور الوسطى، واجتذب برج الجرس الأبيض القائم بذاته والذي يتحدى الجاذبية بميله المميز السياح من جميع أنحاء العالم.

سبب بناء برج بيزا المائل

كان البرج جزءًا من المشروع الكبير للتفاخر بالانتصارات العسكرية وعظمة بيزا، فمنذ حوالي عام 1000م بيزا كانت واحدة من أربع جمهوريات بحرية قامت ببناء أساطيل من السفن لحمايتها ودعم شبكات التجارة الواسعة عبر البحر الأبيض المتوسط، مما منحها دورًا أساسيًا في الحروب الصليبية.

ومع شهرة بيزا وقوتها نمت تدريجيًا على مر السنين، حيث انخرطوا في العديد من النزاعات العسكرية والاتفاقيات التجارية، وفي مؤسستهم البارزة، قاموا بنهب العديد من المدن وحصلوا على العديد من الامتيازات مثل الحصانة من الضرائب.

كل ذلك أدى إلى تنامي مكانتهم وثروتهم وتقرر أنهم سيظهرون ذلك من خلال بناء مجمع كاتدرائية كبيرة يسمى “حقل المعجزات”، وتضمنت الخطة كاتدرائية ومعمودية ومقبرة وبرج جرس، ويُعرف هذا المجمع اليوم باسم ميدان المعجزات، ويشتهر بكونه من أرقى المجمعات المعمارية في العالم.

من الذي بنى البرج؟

في حين يوجد الكثير من الجدل حول الهوية الحقيقية للمهندس المعماري الذي بنى البرج، فإن جيوفاني دي سيمون هو الذي يشتهر بأنه قام بشكل رئيسي بتصميم هذه الأعجوبة البشرية، وبدأ البناء بكامل قوته في 9 أغسطس 1173م واستمر حتى عام 1178م.

ولكن سرعان ما بدا واضحًا أن المبنى بدأ في الانحناء، حيث لوحظ لأول مرة عندما تم بناء ثلاثة من الطوابق الثمانية للبرج، حاول سيمون استخدام مكونات أصغر قليلًا على الجانب القصير للتعويض عن النحافة، لكن وزن الطوابق الإضافية تسبب فقط في غرق الصرح أكثر وانحناء أكثر.

وقد خلص إلى أن وجود تربة طينية ناعمة على جانب واحد من أساسات المباني تسبب في انحناء البرج بسبب ضعف الأرض وعدم ثباتها، كان عنصرًا من شأنه أن يعيب التصميم من البداية إذا تم معرفته أو اعتباره.

وبسبب عدم القدرة على إصلاح المشكلة أو البناء بعد معرفة هذا العيب، توقف المشروع وتوقف البناء لاحقًا لمدة قرن تقريبًا، حيث انخرطت بيزا في معارك مع جنوا ولوكا وفلورنسا.

كيف استقر برج بيزا المائل؟

لحسن الحظ، أعطى هذا الأمر وقتًا لاستقرار التربة الأساسية، وإلا لكان البرج قد انهار بشكل شبه مؤكد، واعتبارًا من ديسمبر 1233م، استمر بناء البرج مع الجهود المبذولة لمواصلة البناء مع تعويض إمالة البرج.

وفي عام 1272م، في عهد المهندس المعماري دي سيمون بنى المهندسون طوابق علوية يكون أحد جوانبها أطول من الآخر، ولهذا السبب أصبح البرج منحنيًا.

وفي نهاية المطاف، تمت إضافة برج الجرس في عام 1372م، مع تركيب أكبر الأجراس السبعة في عام 1655م.

ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من هيكله غير المستقر، إلا أن البرج لا يزال معنا حتى اليوم، ونجا من الحروب والكوارث الطبيعية، حيث يُعتقد أن ما لا يقل عن 4 زلازل ضربت منطقة بيزا منذ عام 1280م، لكن برج بيزا المائل على ما يبدو لا يزال معرضًا للخطر.

استنتج المهندسون أن هذا حدث نتيجة للتفاعل الديناميكي بين بنية التربة والذي يمكّن البرج من تحمل الهزات، من خلال حدوث مزيج من ارتفاع المباني وصلابتها وأساساتها الناعمة، حيث لا يتردد صداها مع حركة الأرض الزلزالية؛ مما يجعل أكبر نقاط ضعفها سببًا للبقاء، ليبقى برج بيزا المائل أحد أشهر المعالم السياحية الموجودة في العالم حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى