علوم وتكنولوجيا

تغير المناخ يسرع من انتشار فيروس غرب النيل

تشير دراسة جديدة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المناخ سوف ييعزز من انتشار وانتقال فيروس غرب النيل والفيروسات الأخرى التى ينقلها البعوض عندما تكون درجات الحرارة أقل من النطاق الطبيعى والأمثل للحشرات.

فيروس غرب النيل الذى ينقله البعوض بشكل رئيسى إلى البشر وصل لأول مرة إلى أمريكا الشمالية فى عام 1999، ومنذ ذلك الحين أصبح أكثر أنواع العدوى التى ينقلها البعوض شيوعًا فى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

تتوقع النماذج العلمية فى جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا أن ينتشر الفيروس بسهولة أكبر فى الأجزاء الأكثر برودة من البلاد مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة فى الصيف بسبب تغير المناخ.

من المحتمل أيضًا أن يعنى ارتفاع درجات الحرارة أن الانتقال الموسمى للفيروس يبدأ فى وقت مبكر من الربيع وينتهى فى وقت لاحق فى الخريف، ومع ذلك فى الوقت نفسه قد ينتشر الفيروس بسهولة أقل وأسرع فى المناطق الأكثر سخونة.

مع ارتفاع درجة حرارة المناخ من الأهمية فهم كيفية تأثير التغيرات على انتقال الأمراض التى ينقلها البعوض، فتغير المناخ مهيأ لزيادة انتقال فيروسات غرب النيل والفيروسات الأخرى التى ينقلها البعوض فى معظم أنحاء الولايات المتحدة، وقد تساهم العديد من العوامل الأخرى فى معدلات انتقال الفيروسات التى ينقلها البعوض.

لكن هذه الأمراض تعتمد أيضًا على اتصال الإنسان بالبعوض الذى يلامس أيضًا الحياة البرية قبل أن يلامس الإنسان بشكل مباشر.

لذا فإن عوامل مثل استخدام الأرض البشرية، ومكافحة البعوض، والتكيف مع البعوض والفيروسات، وظهور فيروسات جديدة تجعل التنبؤ بمستقبل الأمراض التى ينقلها البعوض تحديًا للجنس البشرى.

يقول الباحثون إن العامل الرئيسى لجميع الفيروسات التى درسوها هم الطيور البرية، والتى تعمل بمثابة مستودعات للعدوى وتكون بيئة خصبة لهم، لذا فإن نطاقها الجغرافى المتغير سيسهم أيضًا فى التغيرات فى معدلات الانتقال.

والجدير بالذكر هو أن كل نوع من أنواع البعوض يكون ناقل لعدة فيروسات، ويمكن أن يحمل كل فيروس عدة أنواع مختلفة.

لذلك ركز العلماء على استخدام بيانات من بحث سابق يقيس مدى تأثير درجة الحرارة على هذه الحشرات فى المختبر، وكانت العوامل المعتمدة على درجة الحرارة متوفرة داخل المعمل.

تتنبأ النماذج بأن انتقال الفيروسات سيبلغ ذروته فى درجات الحرارة المتوسطة وينخفض فى درجات البرودة والحرارة القصوى.

تحقق العلماء من صحة نموذج فيروس غرب النيل من خلال مقارنة تنبؤاتهم بأنماط الانتقال الفعلية حسب كل مقاطعة فى الولايات المتحدة، وأكد هذا أن الفيروس ينتشر بسرعة أكبر فى درجات حرارة معتدلة، ولكن يتم التحقق منه عندما تكون درجات الحرارة أعلى أو أقل من النطاق الأمثل لناقلات الحشرات.

ومع ذلك فقد لاحظوا أنه لا تزال هناك بعض الفجوات فى البيانات المستخدمة لبناء النماذج، وسوف يؤدى سد هذه الفجوات إلى تحسين الأبحاث ودقة تنبؤاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى