برواز 

سجَلت تايوان أول حالة إصابة بفيروس كورونا تنتقل محليًا منذ شهر أبريل الماضي، شهدت الجزيرة واحدة من أنجح الاستجابات الوبائية في العالم، لتصبح البلاد خالية من العدوى بفيروس كورونا لمدة 255 يومًا دون إصابات، مما يؤكد الصعوبات في السيطرة على الفيروس حتى في المناطق التي تم القضاء فيها على الفيروس إلى حد كبير.

وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة في تايوان، فقد أُصيبت إمرأة في الثلاثينيات من عمرها بعد تعاملها مع طيار أجنبي ثبتت إصابته أيضًا بالفيروس ما بين 8 و12 ديسمبر الحالى.

أصبحت تايوان خالية من فيروس كورونا منذ 12 أبريل الماضى، ولا تسجل سوى الحالات الواردة إليها من الخارج فقط، حيث يجب على الركاب الذين يصلون إلى الجزيرة الدخول في الحجر الصحي، ويتم عزل أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.

يُنظر إلى تايوان وهي جزيرة حكمها ديمقراطي ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة قبالة سواحل الصين، كقائدة عالمية لاستجابتها الفعالة لفيروس كورونا.

بدأت السلطات التايوانية فحص الركاب على متن رحلات جوية مباشرة قادمة من مدينة ووهان الصينية منشأ الفيروس، حيث تم التعرف على الفيروس لأول مرة في 31 ديسمبر 2019.

أكدت تايوان أن أول حالة كان قد تم الإبلاغ عنها في 21 يناير الماضى، وبعد ذلك قامت تايوان بمنع سكان ووهان من السفر إلى الجزيرة، وطُلب من جميع الركاب القادمين من البر الرئيسي للصين وهونج كونج وماكاو الخضوع للفحص الطبى والعزل.

حدث كل هذا قبل أن يتم إغلاق ووهان نفسها في 23 يناير الماضى، وبحلول شهر مارس حظرت تايوان جميع الرعايا الأجانب من دخول الجزيرة، باستثناء الدبلوماسيين والمقيمين وأصحاب تأشيرات الدخول الخاصة.

في الوقت نفسه مكّنت برامج التتبع والتعقب والاختبارات الواسعة النطاق التى قامت بها السلطات التايوانية من السيطرة الفعالة على الوباء المحلي وعلاج المصابين.

مكّن نجاح تايوان في إبعاد الفيروس الجزيرة من الانفتاح والعودة إلى الوضع الطبيعي النسبي في الأشهر الأخيرة، حتى في الوقت الذي تعرضت فيه أجزاء أخرى من شرق آسيا للإغلاق أو تشديد القيود نتيجة لموجات جديدة من العدوى.

وقال مسؤول صحي تايواني كبير إنه لن يفكر في حظر الرحلات الجوية من المملكة المتحدة، حيث تم اكتشاف سلالة جديدة للفيروس، وذلك بسبب الإجراءات الوقائية الكافية المعمول بها بالفعل فى تايوان.

يمكن أن يواجه أولئك الذين يخالفون الإجراءات الوقائية والصحية التى فرضتها تايوان عقوبة شديدة، ففي وقت سابق من هذا الشهر تم تغريم رجل 3500 دولار من قبل السلطات التايوانية بعد خرق الحجر الصحي لمدة 8 ثوان فقط.

كان الرجل وهو عامل مهاجر من الفلبين يخضع للحجر الصحي في فندق بمدينة كاوشيونج عندما خرج لفترة وجيزة من غرفته إلى الردهة، تم كشفه على كاميرا المراقبة وإبلاغ وزارة الصحة التي وقعت عليه الغرامة.

ومع ذلك من غير المحتمل ظهور أعداد مماثلة من الإصابات في تايوان، لأن العزلة الجغرافية للجزيرة تجعل السيطرة على العدوى وتتبعها أسهل مما هو عليه في أجزاء أخرى من آسيا.