بورتريه

مصطفى محمود: الرجل الذي عاش حياته بسلاح العلم والإيمان

يعتبر الدكتور مصطفى محمود أحد أشهر المفكرين في التاريخ المصري الحديث، والذي اشتهر بالبحث عن أسرار الطبيعة وتبسيطها للناس من خلال برنامج العلم والإيمان.

نشأته وحياته الشخصية

وُلد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، في 25 ديسمبر 1921م، بمدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية في دلتا مصر، ودرس في كلية طب قصر العينى جامعة القاهرة وتخصص في جراحة المخ والأعصاب، ثم تفرغ بعدها للكتابة والبحث، حيث قام بتأليف 89 كتابًا، يتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية.

وعُرف عن مصطفى محمود حبه للعلوم منذ صغره، حيث كان يمتلك معملًا صغيرًا في المنزل، وبدأ بالفعل وهو صبي يصنع “مبيدات” يقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، فقد كان علم التشريح يستهويه بشدة في تلك الفترة المبكرة من حياته.

تزوج مرتين المرة الأولى كانت في عام 1961م وأنجب من هذا الزواج طفلين؛ ولد يدعى أدهم وبنت تسمى أمل، واستمر هذا الزواج لمدة 12 عامًا فقط، وبعد 10 أعوام من الطلاق تزوج للمرة الثانية من سيدة تدعى “زينب حمدي”، ولكن لم تطل فترة هذا الزواج وفي عام 1987 انفصل عن زوجته ولم ينجب منها أطفال.

مصطفى محمود الكاتب

امتهن المفكر المصري الكتابة في سنوات دراسته الأخيرة وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة “روز اليوسف”، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه عام 1953م، مما دفعه لاحتراف الكتابة، لكن في عام 1960 أصدر الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر قرارًا ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين‏، كان‏ ‏مصطفى‏ محمود وقتها يجمع بين عضوية نقابتي الأطباء والصحفيين.

وبناءً على هذا القرار قرر‏ ‏مصطفى محمود الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏، ‏وحرمان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏ممارسة المهنة إلى الأبد ‏مفضلًا ‏الانتماء إلى ‏نقابة‏ ‏الصحفيين‏، والعمل كأديب ومفكر.

وألّف مصطفى محمود حوالي 89 كتاب، في موضوعات متعددة منها: علمية وفلسفية وأدبية وسياسية واجتماعية ودينية، كما قام بكتابة مسرحيات وحكايات.

ومن أشهر مؤلفاته كتاب “لغز الموت” في 1959م، وكتاب “أينشتاين والنسبية” في عام 1961م، وكتاب “القرآن محاولة لفهم عصري” في عام 1969م، وفي عام 1970 كتب كتابه الشهير “رحلتي من الشك إلى الإيمان”، كما يُعد كتاب “حوار مع صديقي الملحد” واحدًا من أشهر المؤلفات المفكر الراحل.

اقرأ أيضًا: أحمد خالد توفيق.. العراب المصري الذي جعل الشباب يقرأون

رحلة مصطفى محمود مع العلم والإيمان

وفي عام 1971م، بدأ المفكر مصطفى محمود تقديم برنامجه الشهير “العلم والإيمان”، والذي استمر حوالي 28 سنة يُبث في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الأسس الإيمانية، قدّم خلال تلك الأعوام حوالي 400 حلقة.

لكن هناك شخص ما أصدر قراراً برفع البرنامج من خريطة البرامج التليفزيونية، وقال ابنه أدهم مصطفى محمود بعد ذلك أن قرار وقف البرنامج صدر من الرئاسة المصرية إلى وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف، بضغوط صهيونية.

توفى المفكر المصري مصطفى محمود في 31 أكتوبر 2009م، بعد قضاء رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عامًا، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين، ليبقى واحدًا من أبرز وأشهر المفكرين العرب في الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى