إنفوجرافيكبورتريه

الذكرى الأولى لوفاة أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

– مسيرة 60 عاما من العطاء.. لأحد صانعي تاريخ الكويت

– أوسمة وألقاب رفيعة تخلد سيرة حافلة بالعطاء

– تكريم الأمير ترجمة لمسيرة العمل الخيري والإنساني

 

تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاة أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، الذي حمل أمانة الكويت وشعبها.

وعمل من أجلها لتكون دولة عصرية ورائدة في المنطقة والعالم، وحفلت مسيرته بالإنجازات والعمل والعطاء من أجل نهضة الكويت واستقرارها.

ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي 2020، فجع أهل الكويت بخبر أليم اعتصر قلوب الصغار والكبار، الرجال والنساء.

بفقد رجل لطالما أحبهم وعمل من أجل إسعادهم ورفعة وطنهم، فبادلوه الحب والعمل حتى غدت الكويت في عهده بلد الإنسانية وعاصمة القمم ورائدة الوساطة الخليجية والعربية.

مسيرة 60 عاما من العطاء والإنجازات على المستوى الداخلي والإقليمي

مسيرة الأمير الراحل حفلت بالعديد من الإنجازات والأعمال والمواقف والمبادرات، سواء الداخلية والإقليمية، أيادي الخير امتدت للبلدان كافة لمساعدتها في الأزمات والكوارث

حتى استحق حصوله على العديد من الألقاب والأوسمة الرفيعة من دول وجامعات عربية وأجنبية وجهات مختلفة تقديرا لجهوده في المجالات كافة.

واطلق اسمه على عدد من الأماكن المهمة داخلياً وخارجياً، كما صدرت مجموعة من الكتب تخلد تاريخه وسيرته العطرة.

واختتمت مسيرة التقديرات الدولية الرفيعة قبل إنتقاله إلى جوار ربه بأيام قليلة، من خلال منحه وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى، وهو أعلى وسام أمريكي يمنح لقادة الدول الذين تميزوا بعطاءات ومواقف دولية مؤثرة تجمع عليها جميع دول العالم.

تكريمات على مستوى العالم تترجم مسيرة العمل الخيري والإنساني

شهد التاسع من سبتمبر عام 2014 محطة تاريخية، وهو اليوم الذي كرمت فيه الأمم المتحدة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني والكويت مركزا للعمل الإنساني.

وأصبح الأمير الراحل موضع إهتمام دولي كبير بصفته أميراً للإنسانية، واستناداً إلى مساعيه الدائمة في التعامل مع القضايا الإنسانية.

إلى جانب استضافة الكويت 3 مؤتمرات للمانحين لإغاثة الشعب السوري بحضور أكثر من 120 دولة ومنظمة إنسانية، وبلغ إجمالي التعهدات الدولية في عهد الراحل خلال المؤتمرات الثلاثة ما يقارب 8 مليارات دولار.

وقد أرسى الأمير الراحل وعلى مدى سنوات عديدة مفهوم دبلوماسية العمل الإنساني المثمرة، وأتى التكريم الأممي الأبرز من نوعه في احتفالية شهدتها الأمم المتحدة، تقديرًا وعرفانًا بالدور المهم الذي تقوم به دولة الكويت والأمير الراحل في دعم مسيرة العمل الخيري الممتدة إلى العديد من دول العالم المحتاجة للمساعدة.

وفي ختام الجلسة الإفتتاحية للقمة الخليجية الخامسة والثلاثين في دولة قطر التى أقيمت فى ديسمبر من عام 2014، كرم أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الشيخ صباح الأحمد بمناسبة منحه لقب قائد للعمل الإنساني وتسمية دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني من قبل منظمة الأمم المتحدة.

قائد العمل الإنساني الذى جعل الكويت مركزاً للعمل الإنساني

أصبح العمل الخيري في عهد الأمير الراحل، وكذا جميع أمراء الكويت إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للكويت، التي عرف عنها مبادراتها الإنسانية التي استهدفت مناطق عديدة في العالم.

وتوسع نشاطها مع تولي الأمير الراحل مقاليد الحكم فى عام 2006، إذ إزداد حجم المساعدات الإغاثية بشكل ملحوظ، واستمر لهذه اللحظة في ظروف أزمة كورونا، وتركت الكويت بصمة أكثر واقعية للعمل الإنساني العالمي.

وسجلت الكويت الكثير من الفعاليات الداعمة للعمل الإنساني من خلال توجيهات الأمير الراحل، بإرسال معونات إغاثة عاجلة للمتضررين لجميع الدول الشقيقة ودول العالم المختلفة.

ويبرز المغفور له من بين الرجال الذين ساهموا في صنع تاريخ الكويت، فهو بلا جدال كان رجل السياسة الخارجية الكويتية، وعميد الديبلوماسيين على مستوى العالم للمدة الطويلة التي قضاها وزيرا للخارجية، وللخبرة المتميزة التي عرف بها بين أقرانه من الدبلوماسيين.

إعلاء كلمة الكويت وإبراز دورها في المحافل الدولية

واستطاع إبراز دور الكويت في المحافل الدولية، وفي كل المجالات سواء الإقليمية والعربية أو الإسلامية والعالمية.

وكان حريصاً على مصلحة الكويت وإعلاء كلمتها في هذه المحافل، وكان بحق الحافظ للأمانة والقادر على إدارة شؤون الحكم في البلاد.

كما مكنت الخبرة الكبيرة والمتعددة للأمير الراحل لأن يكون مرجعية عربية وعالمية يركن إليها ويوثق بحاستها وحساسيتها السياسية.

فكان موضع استشارة ووسيطا لحل ومعالجة الكثير من المشكلات التي واجهت وتواجه أقطاراً عربية وغير عربية، والتي تكلل معظمها بالتوفيق.

وخلال تربعه على قمة الدبلوماسية الكويتية، استطاع أن ينسق السياسة الخارجية للدولة، وعلاقات الكويت مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية، ورعاية مصالح الكويتيين وحمايتهم في الخارج.

وفي هذا الشأن كانت للشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، بصمات واضحة حيث كان يقوم بجولات مكوكية لمختلف دول العالم، يرسخ بذلك علاقة الكويت مع هذه الدول في جميع المجالات.

كما كان يمتلك حضوراً سياسياً فاعلاً في المحافل الدولية، ورصيداً سياسياً كبيراً محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً.

النشأة والتعليم والمناصب التى تقلدها الأمير الراحل

تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وقام والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة وإكتساب الخبرات والمهارات السياسية، وللتعرف على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.

وفي عام 1954 عين عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا، وفي عام 1955 عين رئيسًا لدائرة الشؤون الإجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر، وفي عام 1956 كان عضوًا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي كان يساعد الحاكم آنذاك.

وبعد الاستقلال تم في 17 يناير 1962 تشكيل أول مجلس وزراء في الكويت والذي ترأسه أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، وذلك بعد إجراء إنتخابات المجلس التأسيسي، عين فيه وزيرًا للإرشاد والأنباء وهى ما تسمى بوزارة الإعلام بالوقت الحالي.

وفي 28 يناير 1963 وبعد إجراء انتخابات مجلس الأمة الأول عين وزيرًا للخارجية، واستمر وزيرًا للخارجية حتى 20 أبريل 1991.

وقد شغل في تلك الفترة بالإضافة إلى وزارة الخارجية وزارات أخرى بالوكالة، حيث في الفترة ما بين 29 ديسمبر 1963 حتى 13 مارس 1964 كان وزيرًا للإرشاد والأنباء بالوكالة.

كما كان في الفترة من 4 ديسمبر 1965 إلى 28 يناير 1967 وزيرًا للمالية والنفط بالوكالة، وفي الفترة ما بين 2 فبراير 1971 حتى 3 فبراير 1975 كان وزيرًا للإعلام بالوكالة، وفي الفترة من 4 مارس 1981 حتى 9 فبراير 1982 كان وزيرًا للإعلام بالوكالة.

أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة

بعد ذلك التاريخ عين وزيرًا للإعلام بالإضافة لكونه وزيرًا للخارجية، وفي الفترة من 16 فبراير 1978 حتى 18 مارس 1978 عين وزيرًا للداخلية بالوكالة.

وكان قد عين في 16 فبراير 1978 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه وزيرًا للخارجية، واستمر في هذا المنصب حتى 20 أبريل 1991.

وفي 20 أبريل 1991 خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال الكويت، إلا أنه عاد بتاريخ 18 أكتوبر 1992 إلى الوزارة مرة أخرى.

حيث عين نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية، وظل في هذه المناصب حتى يوليو من عام 2003 عندما عين رئيسًا للوزراء، إلى أن استلم مقاليد الحكم فى 29 يناير عام 2006.

وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبولها إنضمام دولة الكويت في 11 مايو عام 1963.

وذلك بعد أن عين وزيرًا للخارجية ورئيسًا للجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي عام 1963، وبحكم منصبه كوزير أصبح عضوًا في مجلس الأمة، وكان خلال هذه الفترة يترأس نادي المعلمين الكويتي.

تولى الأمير الراحل الحكم رسميًا في 29 يناير 2006، وذلك بعد مبايعته بالإجماع في مجلس الأمة، وهو أول أمير منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى