غير مصنفمحليات

هنادي العماني:أول محامية كفيفة في الكويت

 

 خاص-برواز

” لا مستحيل تحت الشمس ” قالها نابليون بونابرت وطبقتها فعلا هذه المرأة ،هي مثال للتحدي و النأي بالنفس عن الصورة النمطية لذوي الهمم ، رفعت شعار” ليس المعاق معاق العقل والجسد، إنما المعاق معاق الفكر والخلق”، ببساطة هي  هنادي جاسم العماني، أول محامية كفيفة في الكويت جعلت من أهدافها الحصول على حقوق ذوي الإعاقة و سن قوانين لخدمتهم لكونهم أفرادا فاعلين في المجتمع الكويتي فقدت البصر  فعززت بصيرتها في الدفاع عن المظلومين ،لتكون مصدر قوة وإلهام .

 

تحدي الإعاقة:

ولدت هنادي جاسم العماني في 24 من مارس/آذار من سنة 1968 م، كانت طفولتها كباقي قريناتها، تابعت دراستها بتفوق في المدارس الحكومية العادية من الروضة إلى المتوسطة.

إلا أنها أكملت الدراسة الثانوية في مدرسة خاصة بالمكفوفين بعد أن فقدت بصرها في عمر 15 سنة لكنها لم تفقد بصيرتها لأنها واصلت تفوقها رغم ما أصابها و يرجع الفضل لعائلتها التي دعمتها بكل ما أوتيت من قوة.

وقد واجهت عدة صعوبات في الدراسة كون المراجع و الكتب الدراسية في ذلك الوقت لم تكن متوفرة بطريقة البرايل، فكانت تستعين بوالديها و أخواتها لتسجيل الكتب على أشرطة الكاسيت و تقوم بتفريغها و كتابتها بنفسها.

وأثناء عملها كمحامية لم تخلو مسيرتها العملية من العقبات و الصعاب فقد كانت تعاني من عدم توفر القوانين و المراجع القانونية المطبوعة بطريقة برايل بالإضافة لعدم تهيئة المحاكم لتتأقلم و ظروف ذوي الإعاقة و المكفوفين ووجود صعوبة في التنقل بين أروقتها.

وقد نلمس من هنا مدى إرادتها و حبها للتعلم و الوصول، و لا تعتبر العماني نعتها بالعمياء إساءة فهي تعتبره وساما على صدرها لأنها لو لم تكن كذلك لما عرفت و لما ذاع صيتها و لما كان لها هدف نبيل في حياتها و هو السعي وراء حقوق أقرانها من ذوي الإعاقة.

 

الدراسة و التحصيل العلمي:

التحقت هنادي العماني في جامعة الكويت بكلية الحقوق و قد كان لها السبق لأنه من النادر التحاق المكفوفين في الكويت بالحقوق.

وقد عانت أثناء دراستها في الجامعة من عدة مشاكل إلى جانب عدم توفر الكتب الدراسية و المراجع و الكمبيوتر بطريقة بريل و الجهد الذي كانت تبدله في كتابة الكتب الضخمة، لكنها ورغما عن كل الظروف تفوقت و تخرجت من الجامعة.

 

تحديات سوق العمل :

بعد التخرج من الجامعة عام 1992م تدربت هنادي العماني في مكتب للمحاماة وقد رحبوا بها في البداية لكن سرعان ما تحول الترحاب إلى تخوف من إتمام المسيرة معهم فقررت الابتعاد لفترة، ثم حصلت على وظيفة كباحثة إدارية في إدارة مدارس التربية الخاصة من 1992 إلى 1995م.

بعدها انتقلت للعمل ما بين سنة 1995 – 1999م كمدققة برايل في مطبعة النور و في عام 1999م أصبحت رئيسة المطبعة.

بعد 12 عاما من المطالبة و الانتظار، قررت سنة 2011م التقديم مرة أخرى لرخصة مزاول المهنة و قد كان هناك شيء من التردد في بادئ الأمر لكن سرعان ما تلاشت المخاوف بعد التأكد من كفاءتها و قدرتها على مزاولة المحاماة مثلها مثل زملائها في المهنة.

في كل هذا الدرب المليء بالصعوبات و المعاناة كانت عائلة هنادي هي خير المعين و المساند لها في تخطي العقبات فقد كانت بين المطرقة و السندان، كانت تعاني من قوانين لم تكن تنصف ذوي الإعاقة و من مجتمع لا يرحم و لا يقبل الاختلاف.

أثناء مزاولتها لمهنة المحاماة تلقت الدعم من زملائها الأساتذة و قد لمست نظرة الموكلين و تخوفهم من إشرافها على قضاياهم لكن بالنظر لكفاءتها تلاشى هذا الأمر و أصبحت تجاري زملائها و ترافع في القضايا كأي محام عادي وقد  ذاع صيتها بعد أن تخصصت في قضايا ذوي الإعاقة و قضايا الأحوال الشخصية.

 

هواياتها و الجوائز التي تحصلت عليها:

تهوى هنادي العماني ممارسة الرياضة كالسباحة، تنس المكفوفين، السفر و كتابة بعض الخواطر و الاستماع إلى الشعر و تبرع في استخدام الحاسوب و الانترنت فقد كانت تدريبها ذاتيا على استخدامه وفك وتركيب بعض أجزاء الكمبيوتر و هي حاصلة على دورات في علم الحاسوب و برامج الكمبيوتر Windows Xp , Office XP .

وقد شاركت أيضا في عدة دورات في ألمانيا و بريطانيا على كيفية استخدام جهاز Packmate و كيفية التعامل مع برنامج قارئ الشاشة Jaws.

من بين الجوائز التي تحصلت عليها العماني هي حصولها على المركز الثالث لمسابقة الخرافي لحفظ القرآن وفي مجال الرياضة، حصولها على الميدالية الذهبية في مسابقات ألعاب القوى ببريطانيا و تبوؤها المراكز الأولى في تنس المكفوفين و حصولها على المركز الثالث في سباق المشي المنظم من طرف البنك الوطني الكويتي.

 

 

المناصب التي شغلتها:

شغلت هنادي العماني عدة مناصب خلال مسيرتها منها:

نائب رئيس لجنة الحاسوب في الفترة ما بين 2002- 2006م و نائب رئيس لجنة المرأة ما بين 2004- 2006م بجمعية المكفوفين الكويتية، و عضو اللجنة الفرعية لتقييم الأجهزة التعويضية بالمجلس الأعلى للمعاقين و منسقة الشرق الأوسط في لجنة المرأة باتحاد آسيا للمكفوفين و قد مثلت الكويت في عدة محافل دولية خاصة بالمكفوفين و بالمرأة في الهند وسوريا والأردن والبحرين …

وهي مدربة دولية في مجال استخدام الحاسوب وعلى برنامج إبصار والآلة القارئة للمكفوفين و تعمل كمتطوعة لاختبار الإصدارات الجديدة لبرامج الكمبيوتر الحديثة لعدة شركات عالمية منها  شركة صخر، برايل هاوس.

 

أهدافها و طموحاتها:

تطمح العماني لتعميم تجربتها على كل المكفوفين وأن يتحلوا بالإرادة والعزيمة والتغلب على كل الصعاب التي تواجههم وعدم التخلي عن أحلامهم وطموحاتهم.

وتتمنى من الجميع أن لا ينظروا إلى هذه الفئة من المجتمع بنظرة الشفقة ففي الأخير هم بشر كسائر البشر فقدوا إحدى الحواس وعوضهم الله وأنعم عليهم بملكات أخرى قد يفتقر إليها الأصحاء.

ومن أهدافها أيضا إيجاد حلول لقضايا تخص ذوي الإعاقة وتضمن حقوقهم وتنتشيهم من مشاكل قد تعوق طريقهم وتصل بهم إلى بر الأمان.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى