بورتريه

نزار قباني: شاعر الرومانسية العربي الأبرز في القرن العشرين

يعتبر الشاعر السوري نزار قباني واحدًا من أشهر الشعراء العرب في العصر الحديث، والذي عُرف بقصائده ذات الطابع الرومانسي، وهنا نستعرض أبرز ملامح حياته.

نشأته وحياته الشخصية

هو نزار بن توفيق القباني، وُلد في 21 مارس 1923م في دمشق القديمة في حي “مئذنة الشحم”، في أسرة عريقة، كان جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي، وورث عن أبيه ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله.

وترجع أصول عائلة قباني إلى أصول حجازية يرجع نسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ثم انتقلت إلى جهة العراق فأقام أجدادها فيها، بعد ذلك في عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى سوريا، ثم تشعّبوا في بلاد الشام.

درس قباني الحقوق في الجامعة السورية، وتخرج منها عام 1945م، ثم إنخرط في السلك الدبلوماسي وتنقل بين عواصم مختلفة، حيث عُين سفيرًا لبلاده في أكثر من دولة مثل المملكة المتحدة، وتركيا، والصين، وإسبانيا، حتى استقر في لبنان بعد تفرغه للشعر عام 1966م.

ولدى نزار قباني 5 أشفاء، 3 ذكور وأختين، وتزوج قباني مرتين، الأولى أنجب منها هدباء وتوفيق، وتوفت زوجته الأولى في عام 2007م، أما زوجته الثانية فكانت عراقية الأصل وتُدعى بلقيس الراوي، وأنجب منها عمر وزينب وتوفيت عام 1982م.

شهد الشاعر السوري نزار قباني في حياته مواقف مأساوية كثيرة، ففي طفولته انتحرت شقيقته وصال، بسبب قيام أهلها بإجبارها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه؛ مما أثر عليه في صياغة فلسفته للعشق فيما بعد ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها.

يقول نزار قباني عن حادثة انتحار شقيقته: “صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي، كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة”.

كما قُتلت زوجته بلقيس في تفجير انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، كما شهد في حياته وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.

نزار قباني ورحلته مع الشعر

بدأ قباني رحلته في كتابة الشعر حينما كان في رحلة مدرسية بحرية إلى روما عام 1939م، حيث كان عمره حينها 16 عامًا، حيث يعتبر متابعوه يوم 15 أغسطس 1939م هو تاريخ ميلاد نزار قباني شعريًا، وخلال دراسته الجامعية أصدر أول دواوينه الشعرية، في عام 1944م، بعنوان «قالت لي السمراء»، والذي قام بطباعته على نفقته الشخصية.

وقدّم قباني خلال نصف قرن من الزمن حوالي 35 ديوان شعر، أبرزهم ديوان “طفولة نهد” وديوان “الرسم بالكلمات”، وأسس قباني دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني”، وكان لمدينتي دمشق وبيروت حيِّز خاص في أشعاره من أبرزها “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”.

وبعد نكسة 1967م تحول نزار قباني من كونه “شاعر الحب والمرأة”، ليدخل في معترك السياسة، حيث أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام، كما كانت قصيدتي “عنترة” و”يوميات سياف عربي” من أشهر قصائده التي وجهها ضد الحكومات والأنظمة السياسية العربية.

اقرأ أيضًا: أحمد خالد توفيق.. العراب المصري الذي جعل الشباب يقرأون

أيامه الأخيرة ووفاته

عاش نزار قباني السنوات الأخيرة من حياته بعد مقتل زوجته بلقيس متنقلًا بين باريس وجنيف حتى استقرت إقامته في لندن، وعاش هناك حوالي 15 عامًا، حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟” و”المهرولون”.

غيّب الموت الشاعر السوري نزار قباني في 30 أبريل 1998م، عن عمر ناهز 75 عامًا؛ إثر إصابته بأزمة قلبية بعد تردي حالته الصحية، ودُفن في مسقط رأسه بالعاصمة السورية دمشق، ليبقى واحدًا من العلامات الفارقة في تاريخ الشعر العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى