العرب والعالم

ممثل الأمين العام للأمم المتحدة: الكويت تقوم بجهود كبيرة لوضع كرسي لها على «طاولة الكبار»

قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى البلاد الدكتور طارق الشيخ إن دولة الكويت وعلى مدار سنوات عديدة قامت بجهود كبيرة في العمل الدولي واستثمارات هامة في العلاقات الدولية ومتعددة الأطراف وذلك لوضع كرسي لها على «طاولة الكبار»، مضيفًا أن حضورها «القوي» في المجتمع الدولي لصالح المنطقة ككل.

وأوضح الشيخ، في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم الأربعاء؛ بمناسبة انتهاء فترة عمله ممثلًا للأمين العام للأمم المتحدة لدى البلاد، أن جهود الكويت في تجهيز الدبلوماسيين والاستثمار في العلاقات الدولية والعلاقات متعددة الأطراف والحضور اللافت في المحافل الدولية ووضع روية متوازنة ومسافة متساوية من الجميع لاقى استحسانًا عالميًا.

وشدد على أهمية تلك الجهود المبذولة التي تعتبر استثمارًا للمستقبل فالعالم يمر بمتغيرات عديدة ومتسارعة، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار لهذه المتغيرات، مضيفًا أن مستقبل العمل الدولي يكون بالتعاون والبناء وتنمية العلاقات.

كما شدد على أهمية الاستثمار في قيادات الدولة ودعم جهودها التي أدت إلى هذا الحضور اللافت “فالوجود على طاولة الكبار يحتاج إلى استثمار”.

وذكر أن تجربة العمل في دولة الكويت – كما اسماها بلدي الثاني – كانت “ثرية” فأهلها كرام ومرحبين ومتفهمين وفاعلين في العمل الأممي، كما أن لديهم القدرة على استيعاب التعاون والشراكة بصورة كبيرة، منوهًا بتعاون مؤسسات مختلفة مع بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

وبين أنه منذ بداية مهام عمله كمنسق مقيم للأمم المتحدة في بداية عام 2018 وجد الترحيب من قبل وزارة الخارجية الكويتية التي فتحت كافة الأبواب وقدمت كل سبل التعاون.

وقال إنه حظي في أول شهر عمل له بشرف لقاء سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة للعمل على الاستعدادات المختلفة ودعم البرنامج والخطط التنموية لمؤتمر إعادة إعمار العراق الذي أقيم في فبراير عام 2018 والذي لاقى نجاحًا كبيرًا.

وتطرق إلى التوجيهات والإرشادات التي صدرت من قبل سمو أمير البلاد الراحل خلال لقاءه مع الأمين العام للأمم المتحدة حول الشأن الدولي وبناء السلام والدبلوماسية الوقائية والتي سادت فيها الحكمة.

وأشار إلى التعاون البناء والمثمر مع مختلف المؤسسات الحكومية والبحثية والعلمية ومختلف المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في البلاد والتي وجد فيها تجاوبًا كبيرًا.

وأشاد بتعاون المؤسسات المختلفة وخاصة وزارة الإعلام الكويتية في دورهم في نشر الفكر والوعي حول أهمية التنمية المستدامة، مؤكدًا إيمان الأمم المتحدة بأهمية الدور الإعلامي في نشر الأهداف والخطط الخاصة، وذلك عبر ورش العمل والحلقات النقاشية والاحتفالات الدولية المختلفة.

وذكر أن بعثة الأمم المتحدة في البلاد وبالتعاون مع ديوان المحاسبة الكويتي عملا معًا في تطوير آليات التدقيق والشفافية في تطوير آليات العمل في قطاعات متعددة.

وأشار إلى التعاون مع المجتمع الأهلي في دعم جهود مكافحة الاتجار بالبشر وحقوق الإنسان ونشر الوعي حول ذلك، إضافة إلى دور الحكومة في تحفيز الجهات المختلفة المستقطبة للعمالة الخارجية، والذي كان له دور كبير في تطوير آليات العمل المختلفة للتعامل مع هذه القضية باحترافية.

ونوه بالتعاون الكبير مع وزارة الخارجية ومكتب مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان والديوان الوطني لحقوق الإنسان في الاستجابة للتوصيات التي وافقت عليها دولة الكويت في إطار المراجعات الدورية لتقارير حقوق الإنسان.

وعبر عن اعتزازه بمشاركته ودعمه للجهود المبذولة في دعم ذوي الإعاقة ودعم فرص تدريبهم وتأهيلهم للعمل الأمر الذي توليه الكويت اهتمامًا كبيرًا في الجانبين الحكومي والأهلي، مضيفًا أن التعاون مع هيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة بهذا الجانب كان ثريًا.

وقال إن بعثة الأمم المتحدة لدى البلاد وقعت اتفاقية مع غرفة تجارة وصناعة الكويت للتنسيق والعمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعاونهم في تحالف الأمم المتحدة للقطاع الخاص.

وبين أنه من ضمن أعمال البعثة تقديم التقارير والتحليلات المختلفة لدعم جهود الدولة في عملها بمختلف المجالات، مضيفًا أن من ضمن المشاريع المستقبلية مع الكويت وضع الإطار الاستراتيجي بينها والأمم المتحدة.

وأكد دعم بعثة الأمم المتحدة لدى البلاد لمؤسسات الدولة المختلفة في تحقيق أهدافها في إطار خطة التنمية وضمن برنامج عمل الحكومة وفي إطار رؤية الكويت 2035.

وأكد أهمية دعم الشباب وتعزيز قنوات التواصل معهم لتسليط الضوء على الإبداعات الشبابية، مشيدًا بدور الهيئة العامة للشباب ومجلس الشباب الكويتي في دعمهم للمبادرات الشبابية المختلفة.

وحول جهود دولة الكويت خلال جائحة (كوفيد-19)، قال الدكتور طارق الشيخ ان الكويت كانت حاضرة على المستوى العالمي خلال تلك الجائحة، مشيرًا إلى الدور القوي للكويت في مساعدتها للدول الأخرى ماليًا وفنيًا وتقنيًا خلال تلك الجائحة.

كما أشار إلى مساهمات الكويت مع منظمة الصحة العالمية في شأن البرتوكولات العلاجية ومساهمتها في برنامج توفير اللقاحات للدول الأخرى وتوفير الدعم الصحي والتطوير لأكثر من 114 مركزًا صحيًا في اليمن.

وقال إن الكويت كانت الدولة الوحيدة في العالم التي وفرت اللقاحات للمواطنين والمقيمين كافة وعلى حد سواء دون تفرقة، مشيدًا بالتحول الرقمي السريع بين قطاعات ومؤسسات الدولة خلال فترة الجائحة الأمر الذي يعكس التخطيط الاستراتيجي الذي قامت به الكويت.

وأشاد بجهود وزارة الخارجية ووزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح في تأمين إجلاء المواطنين الكويتيين من الخارج.

وذكر أن الأمم المتحدة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية قدمت تقريرًا حياديًا لتقييم كافة القطاعات ودورها خلال الجائحة يشيد بالإجراءات التي اتخذتها الكويت، لا سيما في مجال التحول التكنولوجي السريع والتعليم عن بعد وعملية الإمدادات والنقل وكيفية التعامل الوافدة المتأثرة من تلك الجائحة.

وأعرب عن تطلعه إلى زيادة أعداد الشباب الكويتيين العاملين في المنظمات الدولية والعمل التنموي.

وقال إن الشعب الكويتي مرحب بالآخر ولديه وعي ثقافي كبير، مبديًا إعجابه بالدواوين الكويتية والتي عادة ما تكون زاخرة بالأحاديث المتنوعة.

وأشاد بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

كما أشاد بالبادرة الجميلة واللفتة الكريمة من قبل سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في إهداءه (بيت شعر) لمبنى الأمم المتحدة في البلاد التي تعكس جزءًا من تاريخ الكويت.

وأعرب في ختام لقاءه عن أمله في أن تظل دولة الكويت دائمًا في المقدمة والصدارة وأن تبقى لولوة الخليج دومًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى