علوم وتكنولوجياغير مصنف

عقارًا مرشحًا لمرض اليد والقدم والفم

قدمت دراسة جديدة بعض الأخبار الجيدة فى البحث عن الأدوية المضادة للفيروسات للأمراض التى يصعب علاجها، فقد حدد الباحثون عقارًا جديدًا مرشحًا محتملًا ضد الفيروس المعوى 71، وهو سبب شائع لمرض اليد والقدم والفم عند الرضع والأطفال الصغار.

المركب الجديد محل الإهتمام هو عبارة عن جزيء صغير يرتبط بـ RNA وهى المادة الوراثية للفيروس، ويغير شكله بطريقة تمنع الفيروس من التكاثر دون الإضرار بالجسم البشرى.

المعروف أنه لا توجد حاليًا أى أدوية أو لقاحات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA للفيروس المعوى 71 الذى يصيب مئات الآلاف من الأطفال كل عام خاصة فى جنوب شرق آسيا.

في حين أن معظم الناس يتحسنون فى غضون 7 إلى 10 أيام بعد المعاناة من الحمى والطفح الجلدى، فإن الحالات الشديدة يمكن أن تسبب التهاب المخ والشلل وحتى الموت.

يمكن لهذا البحث أن يمهد الطريق لعلاجات جديدة للعدوى الفيروسية الأخرى أيضًا، كما يقول فريق من العلماء فى جامعة ديوك وجامعة كيس ويسترن ريزيرف وجامعة روتجرز.

معظم الأدوية الموجودة الآن والتى تساعد فى علاج هذا المرض ترتبط بالبروتينات لمنع أو تعطيل الفيروس المتسبب فى المرض، لكن الكثير من الجينوم فى البشر ومسببات الأمراض الميكروبية لا يرمز أو يعتمد على البروتينات، مما يعنى أن جزءًا بسيطًا فقط من المادة الجينية للفيروس يتم استهدافه بواسطة الأدوية الموجودة.

وبدلاً من استهداف البروتينات يبحث العلماء الآن عن جزيئات صغيرة تستهدف الحمض النووى الريبى للمرض، وهو ما أغفلته معظم برامج اكتشاف الأدوية.

عندما يصيب فيروس مثل الفيروس المعوى 71 أو الفيروس المسبب لـ COVID-19 خلية بشرية، فإنه يحقن الحمض النووى الريبى الخاص به فى الخلية، ويختطف الآلية الداخلية لعمل نسخ من نفسه لإصابة الخلايا المجاورة.

تركز البحث السابق على الفيروس المعوى 71 جزءًا واحدًا من هيكل الحمض النووى الريبى الخاص به الذى يساعد الفيروس على اختيار الآلية المضيفة التى يحتاجها لتكرارها.

يقول الباحثون إنه إذا أمكن تطوير دواء لتثبيط هذه المنطقة، فقد نتمكن من منع الفيروس قبل أن تتاح له فرصة الانتشار.

بالنسبة للدراسة الحالية قام فريق العلماء بفحص مكتبة تضم حوالى 30 جزيءًا صغيرًا، وذلك بحثًا عن جزيئات ترتبط بشدة بالمعدة وليس مواقع أخرى فى الحمض النووى الريبى للفيروس.

الحمض النووى الريبى هو جزيء متذبذب عندما يرتبط بجزيئات أخرى مثل البروتينات المضيفة أو الأدوية الجزيئية الصغيرة فإنه يأخذ أشكالًا ثلاثية الأبعاد مختلفة.

وقد حدد الباحثون جزيءًا واحدًا يُدعى DMA-135، يدخل الخلايا البشرية المصابة ويلصق نفسه بسطح المعدة مما يخلق التواء فى هذه المنطقة.

هذا التغيير في الشكل يفتح بدوره الوصول إلى جزيء آخر – وهو بروتين مانع للإنسان يمنع “قراءة” التعليمات الجينية للفيروس ، مما يوقف نمو الفيروس في مساراته.

في إحدى التجارب تمكن الباحثون من استخدام هذا الجزيء لمنع الفيروس من التكوّن داخل مزارع الخلايا البشرية فى المختبر مع تأثيرات أكبر عند الجرعات العالية.

يقول الباحثون إن الأمر سيستغرق خمس سنوات على الأقل للإعلان عن أى دواء جديد لأمراض اليد والقدم والفم قبل أن يصل إلى المرضى، فإن الخطوة التالية هى التأكد من أنه آمن وفعال من خلال تجربته أولاً على الفئران.

فى غضون ذلك يبنى الباحثون على نجاحهم مع الفيروس المعوى 71 ويبحثون في إمكانية استخدام جزيئات صغيرة تستهدف الحمض النووى الريبى داخل الجسم لمعالجة الفيروسات الأخرى أيضًا بما فى ذلك الفيروس المتسبب فى الكورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى