منوعاتموضوع مميز

زووم برواز (05): قصة طاعون الرقص….هيسيتريا الرقص المستمر حتى الموت !

يعج التاريخ القديم بحكايات وقصص غريبة ومثيرة للجدل، منها الشهيرة والتي وثقتها المخطوطات الراسخة، ومنها التي لم يجد أحد تفسير لها إلى يومنا هذا، وفي الحلقة الخامسة من سلسلة (زووم برواز)، سنقدم لكم قصة غريبة جدا، حدثت في أوروبا خلال القرن السادس عشر.

هيستيريا الرقص نوبات قلبية وحالات وفاة 

يعبر البعض عن سعادتهم بالرقص و يلجأون إليه في الإحتفالات والمناسبات السعيدة والمميزة بالنسبة لهم، ولكن هل فكرت يوما أنه يمكن أن يبدأ الناس في الرقص دون توقف، ولا يستطيعون ذلك ؟

هذا ما حدث بالفعل في عام 1518 ميلادي، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية حاليا، التي كانت في اقليم الألزاس سابقا، وجزءا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة بذلك الوقت.

في شهر يوليو من ذلك العام، انتشر في المدينة (طاعون الرقص)، نعم هكذا أطلق عليه، حيث سيطرت هيستريا رقص جماعية على العديد من الناس في المدينة، فرقصوا لعدة ايام متواصلة دون توقف، حتى مات الكثير منهم متأثرين بالإرهاق والصدمات القلبية.

400 ضحية الهيستيريا الراقصة كيف حدث ذلك ؟

وبدأ هذا الوباء، عندما خرجت إمراة تدعى (فراو تروفيا) إلى الشارع وبدأت ترقص بحماس، وإستمرت في الرقص من 4  إلى 6 أيام، وبعد أسبوع إنضم لها 34 آخرين، وبحلول أغسطس أنتشر الوباء ليشمل 400 ضحية، والبعض منهم مات نتيجة النوبات القلبية او السكتات الدماغية او الإرهاق.

إعتقد الأطباء في ذلك الوقت أن السبب في ذلك هو زيادة في الدم الحار في أجسام هؤلاء المرضى، ولكنهم نصحوا النبلاء بإقامة مسارح وقاعات ليرقص فيها هؤلاء المرضى، معتقدين أنهم سيتعافون إذا رقصوا بشكل مستمر، ولكن للإسف أصاب الإنهاك والتعب العديد من المرضى، حتى مات العديد منهم، ولم ينتهي الأمر حتى شهر سبتمبر.

قد يبدو الأمر بالنسبة للقراء مجرد أسطورةوخرافات، ولكن هذا الحدث الغريب موثق في السجلات التاريخية في القرن الـ 16، كما انه ليس الحادث الوحيد الفريد من نوعه،بل ظهرت حالات مشابهة لذلك الهوس في سويسرا وألمانيا وهولندا،ولكن ما حدث في العام 1518 في ستراسبورغ كان الاكثر فتكاً، والأكثر عدداً بالنسبة للمرضى .

ما الذي جعل الناس ترقص حتى الموت ؟

ربما هذا هو السؤال الذي حير الكثير من العلماء على مر العصور، ولم يستطع أحد يفسر سبب هذا الأمر الغريب، ذهب البعض مثل القديس فيتوس، وهو قديس كاثوليكي في القرن الـ 16 إلى ان هذا الوباء كان لعنة اصابت المدينة وخصوصاً مع وجود الاوبئة والمجاعات في تلك الفترة، وقد ظهرت نظريات اخرى تفسر الأمر على أن هذا الرقص ضمن طقوس لأعضاء طائفة دينية، إلا ان الراقصين لم يكن يبدو عليهم أنهم يشعرون بالراحة خلال رقصهم، بل بدا عليهم الذعر والخوف.

نظرية أخرى فسرت الامر على انه حالة من التسمم الجماعي عن طريق فطر ينمو على الخبز، يسبب الهلوسة، ولكن مع حالة التسمم سيبدو الامر مستحيلاً على المريض أن يرقص بشكل متواصل ولعدة ايام،لذا تم إستبعاد هذا التفسير أيضاً

هذه الحادثة الغريبة والتي سميت بـ (طاعون الرقص)، لم يستطيع احد تفسيرها حتى الآن، بل ظلت حبيسة كتب التاريخ، ولغزا محيرا، لأكبر العقول العلمية والطبية إلى يومنا هذا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى