العرب والعالمغير مصنف

رشيد نكاز….. المترشح اللغز الذي أثار جدلا واسعا في رئاسيات الجزائر

 

خاص -برواز

تداولت أكبر المنابر الإعلامية على المستوى العربي والعالمي، اسم رشيد نكاز، المترشح المثير للجدل الذي أحدث ضجة غير مسبوقة، وقام بتصرفات استثنائية لكي يستطيع تمرير ملف ترشحه لرئاسة الجزائر 2019، والتغلب على شروط وعراقيل المجلس الدستوري.

من هو رشيد نكاز ؟

ولد رشيد نكاز يوم 9 يناير 1972 في بلدة (فيل ناف سان جورج) بالعاصمة الفرنسية باريس، أصله أمازيغي من مدينة بجاية، وانتقل والده إلى الغرب إبان الاستعمار وإلى مدينة الشلف تحديدا.

حقق نكاز نجاحا كبيرا في حياته المهنية، وأصبح يملك مشاريع كثيرة للترقية العقارية في أكبر البلدان الأوروبية، وصنع ثروته في ظرف 10 سنوات كاملة، ليقرر دخول المعترك السياسي، وبدأ بتخصيص صندوق موجه للنساء المنقبات في القارة الأوروبية، وفرنسا بالتحديد، وضع فيه مبلغ 2 مليون يورو، يقوم من خلال بتسديد مخالفات ارتداء النقاب تلقائيا، بالنسبة لكل النساء اللواتي يواجهن هذه العقوبة في الأماكن العامة في بعض الدول الأوروبية.

كيف دخل نكاز عالم السياسة في الجزائر وماذا حدث في 2014 ؟

أراد نكاز نقل تفوقه في المجال الاقتصادي والعقاري إلى مجال السياسة، وحاول الترشح لمنصب رئيس فرنسا، ولكنه فضل العودة إلى جذوره وأصله، وعاد إلى الجزائر 2013 ليقوم بجولة شعبية لكسب ود الناس والترشح للانتخابات الرئاسية 2014.

وتمكن نكاز من جمع النصاب القانوني لعدد الاستمارات من أجل الترشح في رئاسيات 2014، وفي اليوم المقرر لدفع الملف، تمت سرقة الاستمارات والسيارة التي كان تقلها على حد قوله، اضافة إلى اختطاف شقيقه واقتيادهم لمكان مجهول، ليبدأ نكاز مسلسل الشهرة والأحداث الغريبة في مسيرته نحو قصر المرادية وتولي منصب الرئيس.

كيف كسب نكاز شعبيته الجارفة في الوسط الشعبي الجزائري طيلة الـ5 سنوات ؟

بعد حادثة 2014، أعلن نكاز توسع أعماله وقدرته على تغطية العجز المالي الجزائري بمشاريعه ورؤيته المستقبلية، كما وعد بتقديم المشعل للشباب والتركيز على استغلال الثروات الهائلة للجزائر، ولكنه اعتمد على طريقة استثنائية للترويج لأفكاره، وقام بإنشاء صفحة رسمية على شبكة الفيسبوك، وأصبح يجول ويصول في كل الولايات الجزائرية دون استثناء، وقام بمسيرة فردية مشيا على الأقدام من الشمال الجزائري إلى أقصى الجنوب، مر بها على أكثر من 2000 كلم، وأصبح مشهورا ويتابعه مئات الآلاف على صفحته الرسمية.

واعتمد نكاز على أسلوب مخاطبة الشعب مباشرة، ونقل كل الوقائع عبر صفحته من خلال البث المباشر، ولم يستعمل المونتاج أو قص الكلام أو تزييف الحقائق، وفي ظرف 5 سنوات أصبح المترشح الأكثر شعبية على الإطلاق، سواء من خلال خرجاته الطريفة، واحتكاكه المتواصل بالشعب، هذا الأخير أصبح يرى فيه الشخص المناسب لجمهورية الجزائر الجديدة بعد حقبة بوتفليقة.

مسلسل وسيناريو غريب، ماذا حدث في اليوم الحاسم لتقديم ملف الترشح الرسمي للرئاسيات ؟

في ظرف ثلاثة أشهر، استطاع نكاز جمع النصاب القانوني لعدد الاستمارات، وجاء اليوم الحاسم لتقديم ملف الترشح الرسمي لرئاسيات الجزائر 2019، وبعد مشاركته لمتابعيه عبر الصفحة الرسمية ببث مباشر قبل دخوله إلى المجلس الدستوري، انقطعت أخبار نكاز، وأعلن المتحدث باسمه أنه تم اختطافه من طرف الشرطة المدنية، ولم يفهم أي شخص حقيقة ترشح نكاز من عدمه، وبقي الأمر معلقا وسط انتشار الاشاعات والتقارير غير المؤكدة التي تزامنت مع انسحاب العديد من المترشحين لأسباب مجهولة، وقبول ملف عبد العزيز بوتفليقة دون مشاكل، رغم المسيرات والمظاهرات الحاشدة التي خرجت للشوارع رفضا لاستمرار حكم بوتفليقة.

نكاز جديد باسم مختلف، خبث سياسي أم خطوة كوميدية فقد على إثرها ثقة الشعب ؟

بعد اختفاء رشيد نكاز عن الساحة وعدم ادلائه بأي تصريحات رسمية، خرج شخص آخر باسم رشيد نكاز، وأكد أنه المترشح الأصلي، وأنه يفكر في سحب ترشحه بعد تعرضه لضغوطات، مشيرا أن رشيد نكاز الآخر هو مدير حملته فقط، وهم أبناء العم فقط.

بعد ساعات من انتشار الاشاعات والتقارير الإخبارية، خرج نكاز الأصلي في بث مباشر شاهدته أكثر من 300 ألف شخص في آن واحد، شرح فيه خطته الغريبة والمثيرة للجدل، والتي قام فيها بترشيح إبن عمه من أجل قبول ملفه رسميا، وأكد للشعب أن هذه الخطوة حيلة منه لتمرير ملفه ثم يقوم بتعديل الدستور لينشأ منصب نائب الرئيس، وبعدها يقوم إبن عمه بتقديم الاستقالة مقابل صعود نكاز الأصلي إلى منصب الرئاسة، وهو سيناريو مثير للجدل وغريب جعل نسبة معتبرة من الشعب يفقد ثقته في نكاز، بسبب خطوته المثيرة للجدل في أحد أبرز وأكثر المحطات أهمية في تاريخ الجزائر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى