العرب والعالمغير مصنفموضوع مميز

تقرير في برواز: انتخابات الجزائر 2019…انقسام شعبي والبلاد على موعد تاريخي مع تجسيد الديمقراطية

خاض – برواز

تمر الجزائر بأكثر المراحل حساسية وتعقيدا في تاريخها منذ العشرية السوداء مطلع التسعينات، والتي انتهت على وقع 250 ألف قتيل من المدنيين، ومنذ ذلك الوقت أصبحت قضية الأمن الوطني خط أحمر بالنسبة لجميع، ومع حلول 2019، شهدت الجمهورية الجزائرية عدة تغييرات خاصة على مستوى كرسي الحكم، الذي عرف رحيل عبد العزيز بوتفليقة لأول مرة منذ 1999.

الحراك الشعبي …انقسام ومطالب متفرقة

كان الحراك الشعبي الجزائري منذ فبراير الماضي، هو نقطة تحول في مستقبل وسياسة البلاد، وتسبب في استقالة بوتفليقة وعرشه، وابطال مفعول العهدة الخامسة، والأهم من كل هذا الحفاظ على الاستقرار وتجنب الفوضى والاستمرار في المظاهرات السلمية، ولكن مباشرة بعد الإعلان عن موعد 12 ديسمبر لإجراء الانتخابات الرئاسية الرسمية، تعالت الأصوات بين مؤيد ومعارض لهذا القرار الذي جاء بتزكية من المؤسسة العسكرية الجزائرية، وظهرت فئة معتبرة تطالب بعدم التصويت لأن المترشحين والنظام الذي سيشرف على الانتخابات له علاقة بالنظام السابق، وتحول الحراك الشعبي من المطالبة برحيل ما يطلق عليها بـ”العصابة” إلى رفض اجراء انتخابات رئاسية.

140 مترشح…أسماء نظيفة وأخرى في عين الإعصار

وبعد إغلاق مهلة وضع ملفات الترشح أمس، واستقبال حوالي 140 ملف كامل لجميع المترشحين الراغبين في التقدم لهذا الجدث الديمقراطي التاريخي الذي ستمر به الجزائر، انتشرت العديد من الفرضيات والاشاعات والتقارير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منها التي كانت عن طريق (الذباب الإلكتروني) الذي يطعن في جميع المترشحين على حساب آخرين لمصالح خاصة، وأخرى تتهم بعض الأسماء التي ترشحت بعدما كانت لسنوات في نظام بوتفليقة سابقا، وعلى رأسهم الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، ورئيس الحكومة أيضا علي بن فليس.

من جهة أخرى ظهرت بعض الأسماء النظيفة وذات الترحيب الشعبي والسياسي الكبير، على غرار الأستاذ خرشي النوي وعبد القادر بن قرينة، وهذا الثنائي يمكننا القول أنهم الأكثر قبولا من الجانب الشعبي وسط الجزائرين، مع نسبة قليلة تسير مع الاستاذ سليمان بخليلي رغم ما أشيع عنه من أقاويل في الفترة الماضية.

المؤسسة العسكرية تؤكد حنكتها وترد على المنتقدين

وحسب مصادرنا الخاصة، فإن العديد من الناشطين والمعارضين المتواجدين خارج الجزائر، حاولوا في الفترة الماضية قيادة معارضة من نوع آخر، ليس الهدف منها النقد البناء، وإنما التحريض بطريقة غير مباشرة على المؤسسة العسكرية الجزائرية، بقيادة القايد صالح رئيس الأركان، هذا الأخير قطع الشك باليقين، ورد على الجميع من خلال بيان رسمي أوضح فيه أنه سيمنع أي عسكري من ممارسة السياسة، وسيقتصر دور المؤسسة في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومراقبة الانتخابات وضمان سيرها وفق القوانين والدستور دون أي تجاوزات، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية لا تملك أي طمع من بعيد أو قريب لدخول قصر الرئاسة، مشددا على أن الجزائر دولة ديمقراطية مدنية بغض النظر عن كل ما يشار.

أقل من 45 يوم على أهم حدث سياسي في تاريخ الجزائر

وإلى جد كتابة هذه الأسطر، تفصلنا حوالي 45 يوما لإجراء الانتخابات الرئاسية 2019، وهي حدث تاريخي ومهم جدا بالنسبة للبلاد وللقارة الإفريقية والأمة العربية، نظرا لدور الجزائر الحساس والمهم في جميع المجالات والمواقف.

في هذا الصدد، وعند الحديث مع مجموعة من الطلبة والمواطنين والأستاذة، يبدو أن الأغلبية فيهم تؤيد هذه الانتخابات وتراها المخرج لقيام دولة الجزائر الجديد التي قد تسير نحو استغلال ثرواتها الطبيعية الهائلة وقوتها الاقتصادية التي كانت بين الأيادي الخارجية لفترة طويلة، وكل هذا سيتم الإجابة عليه بعد الانتخابات واختيار الرئيس والشخص المناسب لقيادة البلاد في أهم فترة لها منذ عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى