العرب والعالم

الكويت: القيم الرياضية سامية تساهم في بناء مجتمع مليء بالسلام والتعاون والمحبة

أكدت دولة الكويت أن القيم الرياضية التي تتجلى في التضامن والعمل الجماعي والتنافس الشريف والروح الرياضية “قيم سامية لا تساهم فقط في بناء جيل رياضي سليم بل تساهم في بناء مجتمع وعالم تملؤه روح السلام والتعاون والمحبة”.

جاء ذلك في بيان دولة الكويت الذي ألقاه الملحق الدبلوماسي بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة مبارك عبدالله، في اجتماع الجمعية العامة للمنظمة الدولية، مساء أمس الخميس، خلال مناقشة بند (الرياضة من أجل السلام والتنمية).

وقال عبدالله: “إن مشاركة الكويت في مناقشة هذا البند تأتي اعتبارًا من القناعة المتجذرة والراسخة بالدور الذي تلعبه الرياضة في تنمية المجتمع وتقوية وتعزيز أواصر العلاقة ما بين الشعوب ومساهمتها في تكوين شريحة الشباب تكوينًا تربويًا صالحًا باعتبارهم القاعدة الأساسية لبناء مستقبل الأمم المتقدمة والمجتمعات المزدهرة”.

وأضاف أن دولة الكويت تؤكد أهمية مداولات الجمعية العامة بشأن الرياضة من أجل السلام والتنمية.

وتابع عبدالله: “تؤكد بلادي على الدعوة التي وجهتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لكافة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني للاحتفال سنويًا باليوم العالمي للرياضة من أجل السلام والتنمية والتوعية به”.

وشدد عبدالله على أن أفضل الاستثمار هو الاستثمار في الإنسان لا البنيان، وأن الشباب هم عماد المستقبل، وأن خير وسيلة لتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والهدامة تكون عبر تسخير طاقاتهم نحو خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم.

كما أكد إيمان دولة الكويت وعملها الدؤوب وإيلاءها الاهتمام التام بفئة الشباب من خلال إنشائها ومنذ سنوات وزارة للشباب وإنشاء هيئة عامة للشباب والرياضة واللتين تعملان على تنمية وتوجيه الشباب للارتقاء بقدراتهم الرياضية وتفعيل مشاركتهم في الدورات والمسابقات الرياضية.

وأشار إلى الدور الكبير للنادي الكويتي الرياضي للمعاقين الذي يحتضن منذ نصف قرن صاحب كل إرادة حديدية وهمة صلبة وعزيمة قوية من الرياضيين ذوي الإعاقة الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإصرار والتحدي وتجاوز الصعاب لتحقيق طموحاتهم الرياضية “فالصعب ليس مستحيلًا وللأبطال إرادة”.

وتطرق إلى رؤية حكومة دولة الكويت لعام 2035، لا سيما الجانب المعني بالشباب حيث وضعت سياسة وطنية تمثل إطارًا توجيهيًا خاصًا بالشباب للسنوات الخمس القادمة تشمل كل السياسات المباشرة وغير المباشرة المتعلقة بالشباب.

وأوضح عبدالله أن ذلك يأتي من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتبني أو رعاية العديد من البرامج الشبابية مثل برنامج دوري الإبداع الشبابي وبرنامج المبادر المحترف وبرنامج (مباراتنا).

وأضاف أن دولة الكويت تهدف من خلال رؤيتها إلى إنشاء العديد من المراكز الشبابية التي تعمل على الاستفادة من طاقات الشباب وتلبية احتياجات كافة فئات المجتمع.

وبين عبدالله أن ذلك يتم من خلال استثمار أوقات الشباب في تنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم حيث توفر هذه المراكز الشبابية بيئة مناسبة وآمنة لممارسة كافة الهوايات والأنشطة الرياضية إذ تحتوي على العديد من النوادي الصحية والملاعب الداخلية والخارجية التي تتماشى مع شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم وأحواض السباحة الأولمبية.

وبين أن دولة الكويت تؤكد في رؤيتها لعام 2035 على الدور الريادي للمرأة الكويتية في مجال الرياضة حيث إنها تعمل على تطوير وتنمية أندية الفتيات ووضع البيئات الحاضنة للمواهب الإبداعية الرياضية للفتيات وزيادة الوعي التنموي الرياضي للمرأة وتنشيط الحركة الرياضية بين السيدات.

وذكر عبدالله أن ذلك يأتي من خلال زيادة الوعي الاجتماعي للمرأة وزيادة عدد المستفيدين من الأنشطة الرياضية ودعم جهود تمكين الفتيات الكويتيات في المجتمع وتوسيع دورهن.

كما أكد على أهمية الانسجام والاتساق الكبير بين الرياضة وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر 2015، ويظهر هذا الانسجام جليًا في الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة والذي ينص على الصحة الجيدة والرفاه.

وأضاف أن ذلك يظهر أيضًا في الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة الذي ينادي بالمساواة بين الجنسين حيث توفر الرياضة فرصًا متساوية للجنسين في العمل والاجتهاد والتعاون بين أعضاء الفريق الواحد.

ودعا إلى استغلال المناسبات الرياضية للتوضيح ولتوعية الجميع بخطورة تبعات التغيير المناخي، وما هي سبل مواجهتها.

وفيما يخص الهدف السابع عشر والأخير من أهداف التنمية المستدامة والذي ينادي بضرورة تنشيط الشراكة العالمية لتحقيق هذه الأهداف، قال عبدالله إن “لا منافس للرياضة في مجال التعاون والتضامن والعمل الجماعي وبهذا نكون قد حققنا انتصارنا بتسجيلنا أكبر عدد من الأهداف وهي أهداف التنمية المستدامة”.

وأشار إلى أن دولة قطر دشنت عهدًا جديدًا من عهود الدبلوماسية الرياضية وأصبحت عاصمة للرياضة ومحط أنظار العالم بعد أن نجحت نجاحًا باهرًا في هذا التنظيم الرائع، والذي نعده إنجازًا خليجيًا ونجاحًا عربيًا لاستضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها الـ22.

وتابع عبدالله: “إن هذه النسخة المميزة ستصبح مثالًا يحتذى به لجميع المناسبات الرياضية في المستقبل وستقدم مثالًا عمليًا تطبيقيًا لأهمية الرياضة ودورها الذي تلعبه في التقريب بين الأمم والتضامن الإنساني وتمكين الفرد وتعزيز مهاراته وتشجيع الاقتصاد وزيادة فرص الاستثمار مما يؤكد على أهمية الرياضة للسلام والتنمية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى