عامموضوع مميز

الفكر العربي بين السيسي و سلمان ..مقال بدور المطيري في جريدة الاهرام المصرية

في مقال نشرته جريدة الاهرام المصرية لرئيس تحرير جريدة برواز الالكترونية الصحفية بدور المطيري بعنوان (الفكر العربي بين السيسي وسلمان ) حول وجود قائدان عربيان يقودان المنطقة العربية الى مستوى فكري جديد .

 

نعول كثيرا كشباب فى الوطن العربى على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة على رجلين يقودان عملية هى من أكثر العمليات صعوبة فى تاريخ المجتمعات الإنسانية، فالحديث عنها يعتبر جريمة كبرى لا تغتفر فكيف حال من يقترب منها، ولكنهما يملكان قلب الأسد برؤيتهما فى التنفيذ لأخطر عملية إنسانية وهى عملية تجديد الوعي، وكسر الجمود الفكرى الذى لازم العقلية العربية لسنوات طويلة،لأسباب عديدة يطول شرحها، لعل أهمها هو أن العقول المحنطة تدر ذهبا لبعض المجموعات التى تقتات على هذا التحنيط، بل وكانت تحرص على ان تزداد ترسبات الغبار والرمال على هذه العقول وتهاجم بشدة كل من يحاول أن يحمل معولا ليزيل هذه الترسبات. وكم كانت فاجعة الجيل الأكبر منا سنا حين دخلت التكنولوجيا الى العالم، وكشف لهم الانترنت خفايا حياة بعض دعاة منهج التحنيط و تربيتهم وحرصهم على ألا يعانى أبناؤهم من تحنيط العقول، وكيف قاموا بإرسالهم الى بلاد الغرب للتعليم بعيدا عن مناهجهم، فى نفس الوقت الذى كانوا يحملون أدوات التحنيط لعقول من حولهم، ليصاب الجيل الأكبر بالحسرة ويضرب أخماسا بأسداس على سنوات عمرهم التى ضاعت وهم يؤمنون بأفكار مغلوطة ومشوهة لم يطبقها صانعو هذه المناهج على أنفسهم أو حتى على أبنائهم.

إلا أن من عدالة حياة المجتمعات الإنسانية أن لكل حقبة يسود فيها الظلام تعقبها انفراجات على يد رواد يحملون قناديل العلم والأنوار، والقارئ للمشهد العربى بأكمله سيجد أن هناك قائدين عربيين يحملان هذه الشعلة وهما فى جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، رغم إدراكهما صعوبة ووعورة هذا الطريق. فمنذ استلامه دفة قيادة جمهورية مصر العربية، لم يفوت الرئيس عبدالفتاح السيسى أى فرصة فى الخطابات العامة أو الصحفية وهو يصر على أن الجهل يمثل ألد أعداء الشعوب، وأنه كلما زاد الوعى يصبح من السهل مواجهة التحديات، فكم من أمم تدمرت على أيدى الجهلاء وكم رفع العلم والعقل المنير أمما.

والأمر لم يختلف كثيرا عن جارتها فى الجانب الآخر للبحر الأحمر حيث نجد أن المملكة العربية السعودية قد حملت راية التطوير بخطوات سارت بها بسرعة ضوئية تجعل من كان فى غيبوبة فى خمس سنوات ثم أفاق منها يجزم بأنه فى عام 2090 وليس 2022 نظرا للتطورات الهائلة والشاملة المتكاملة التى شهدتها المملكة العربية السعودية مع انطلاق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومهندس الرؤية ولى عهده الأمير محمد بن سلمان.

اللافت أن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بقائديهما يتفقان كثيرا فى هذه الرؤية وفى إيجاد بيئة صالحة تتناسب مع مستجدات إنسان هذا العصر الحديث وعقلية شبابه الذى يحتاج كثيرا الى منارة ترشده والى وضوح الطريق فى التمسك بهويته العربية المميزة وفى إزالة الشوائب التى وجد نفسه غارقا بها دون ذنب منه حتى لا يضيع فى متاهات فكرية أو صراعات نفسية يمكن ان تتلقفه فيها أيدى الضلال أو الضياع التى ستجد فرصتها فى عملية الانتقال الثقافى لاختطاف العقول، اذ لابد من صياغة رسائل الهوية العربية الإسلامية الوسطية بأسلوب يتناسب مع عقلية شبابه وزمانه وأدواته. حيث إننى أتابع كما يتابع الجميع كافة الجهود الكبيرة التى تقوم بها الدولتان الكبريان واللتان تشكلان أهم ركائز البيت العربى ،وندرك عمق تأثيرهما ،فما يحدث فيهما صوت يتردد صداه فعلا على بقية الدول العربية. رغم أنهما تحملان الآن راية التجديد، ولكن المتابع يرى أن كلتا الدولتين تعمل بجهود مستقلة على حدة، بينما يمكن رؤية أن بعض هذه الجهود تتقاطع بما يمكن أن يتم توحيدها فى هذا الجانب ليكون بشكل تكاملى شامل والاستفادة من الرؤية الموحدة التى تحملها كل منهما بتطوير التعاون على مختلف الأصعدة الدينية والإعلامية والفنية والأدبية فى تشكيل هذه الرسالة. ولعمرى أن التاريخ سيسجل لهما نقطة التحول التاريخية وفى انطلاق المسيرة المليئة بالتحديات التى تحتاج الى سنوات طويلة، وكلنا ثقة بأن الله سيكون خير معين لهما فى هذه المسئولية الجسيمة لما فيه خير الإنسانية والأمة الإسلامية،عسى أن نرى العقل العربى النقدى والمفكر يقود الأمم من جديد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى