تحقيقات وتقاريرعلوم وتكنولوجيا

مقارنة بين اللقاحات الثلاثة المعلن عنهم لمكافحة الكورونا

بعد شهور من القلق حول العالم بشأن ما إذا كان لقاح COVID-19 ممكنًا إنتاجه أم لا، وما المدة الزمنية التى يحتاجها العلماء للنجاح فى وجود لقاح للفيروس، أصبح لدينا الآن ثلاثة لقاحات مرشحين بنسب عالية فى الشفاء من هذه الجائحة.

ثلاثة لقاحات مرشحين حتى الآن لديهم الأدوات الحيوية للحد من جائحة COVID-19، وذلك بعد أن أعلنت شركة الأدوية البريطانية AstraZeneca أن لقاحها نجح في منع الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

حيث كانت قد أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية Moderna، وأيضاً شركات الأدوية Pfizer وBioNTech الأسبوع الماضي أن لقاحاتهم جاهزة لتقديمها إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للحصول على إذن للاستخدام في حالات الطوارئ.

تعد هذه الأحداث بوادر أمل حيث أن عدد الوفيات العالمية من COVID-19 يقترب من مليون ونصف المليون شخص، ومازال العدد فى ازدياد يوماً بعد يوم.

ومع ذلك يحذر العلماء من أن كل ما يعرفونه عن هذه اللقاحات هو ما قالته الشركات أصحابها في البيانات الصحفية.

من المنتظر أن تتوافر المزيد من البيانات في الأسابيع المقبلة، عندما تأخذ الشركات طلباتها إلى إدارة الغذاء والدواء، ولكن حتى ذلك الحين إليك كيفية مقارنة اللقاحات الثلاثة المعلن عنهم حتى الآن، وذلك بناءً على المعلومات المحدودة المقدمة في البيانات الصحفية للشركات المنتجة لها.

 

من حيث الفعالية

أخبرت إدارة الغذاء والدواء الشركات أن منتجاتها يجب أن تحقق على الأقل نسبة 50٪ من الفاعلية فى العلاج والقضاء على الفيروس، وذلك للحصول على موافقة الطوارئ.

ولكن تبدو اللقاحات الثلاثة جميعها فعالة للغاية، فقد تجاوزت الثلاثة لقاحات هذه العلامة كثيرًا، بينما تطلبت جرعتين لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.

صرحت شركتى Pfizer وBioNTech أن فاعلية اللقاح الخاص بهما ضد فيروس كورونا قد تصل إلى 95 % من تجاربها السريرية.

كما أعلنت أيضاً شركة Moderna عن أن فعالية لقاحها تصل إلى 95٪ في تجاربهم السريرية.

أما لقاح شركة AstraZeneca فقد وجد أنه فعالاً بنسبة تصل إلى 90٪، على الرغم من أن نظام الجرعات الواحد كان أقل فعالية ووصل إلى 62٪ فقط.

ومع ذلك لم تنشر الشركات بعد جميع البيانات المتعلقة بمدى نجاح اللقاح في مختلف الفئات العمرية أو العرقية، أو للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مختلفة، قد تكون الدراسات صغيرة جدًا للإجابة على هذه الأسئلة بشكل كامل.

البيانات المعلنة من الشركات لم تحدد فعالية اللقاح بالنسبة لمن؟ حيث أنه لم يتم إجراء دراسات حتى الآن على الأطفال أو النساء الحوامل، وأيضاً لم تحدد الدراسات مدة استمرار الحماية التى يقدمها اللقاح.

وأيضاً لم يتم الإعلان ما إذا كان اللقاح يمنع الإصابة بالعدوى، أو يخفض كمية الفيروس بما يكفي لمنع إصابة الشخص بالمرض.

فإذا وجد أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم لا يزالون قادرين على حمل الفيروس ونشره، فلا يزال يتعين على الناس ارتداء الأقنعة الواقية ومراعاة التباعد الاجتماعي وما إلى ذلك، وهذا ما سيجعل الكثير من الناس غاضبين بسبب عدم تغيير أى شيء فى الإجراءات المتبعة حالياً.

 

من حيث السلامة

لم تبلغ أي من الشركات التى أعلنت عن انتاج اللقاح الخاص بفيروس كورونا المستجد عن أي مشاكل كبيرة تتعلق بالسلامة أو أى آثار جانبية خطيرة.

بالنسبة للقاحات Pfizer وModerna كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي التهاب الذراعين الذي يستمر لأكثر من يوم والحمى والتعب، وقد علق العلماء أن هذه الآثار لا تعد خطيرة، خاصة وأنها تزول بعد وقت ليس بكثير.

وقالت شركة AstraZeneca إنه لم يتم التعرف على مشاكل أو آثار جانبية خطيرة بعد تجربة اللقاح، ولكنها لم تكشف عن تفاصيل.

كانت الشركة قد أوقفت التجربة مرتين، لأن اثنين من المشاركين في الدراسة أصيبوا بمشاكل عصبية خطيرة، وقد علق مجلس السلامة في الدراسة على إنها كانت مصادفة وليس بسبب اللقاح، لكن الخبراء الخارجيين لم يروا البيانات بعد.

 

من حيث التوفر

صرحت شركة AstraZeneca أنه قد يكون لديها معظم الجرعات المتاحة في وقت مبكر وقريب جداً، ولم يحدد الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريوت الأرقام الدقيقة، لكنه قال إن الشركة ستحصل على مئات الملايين من الجرعات فور الحصول الموافقة.

كانت الشركة قد أبرمت إتفاقيات لإنتاج 1.7 مليار جرعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك صفقة مع معهد Serum Institute of India لإنتاج مليار جرعة بشكل أساسي للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

صرحت شركة فايزر للأدوية إنها ستنتج 50 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية هذا العام وما يصل إلى 1.3 مليار جرعة العام المقبل.

هذا وتهدف شركة موديرنا إلى شحن 20 مليون جرعة في الولايات المتحدة هذا العام و 500 مليون إلى مليار جرعة على مستوى العالم في عام 2021.

لقد اتخذت جميع الشركات الثلاث خطوة غير عادية للغاية لتوسيع نطاق التصنيع قبل ظهور نتائج تجاربها السريرية، وهذا يعني أنه يمكن البدء في توزيع الجرعات بمجرد أن يعطي المنظمون الضوء الأخضر.

 

من حيث التوزيع

حسب ما تم الإعلان عنه فإن لقاح شركة AstraZeneca هو الأسهل في الشحن والتخزين عن باقى اللقاحان المعلنان من قبل الشركات الأخرى، وهو يمكن تخزينه لمدة ستة أشهر على الأقل في الثلاجة العادية دون الحاجة إلى درجات تبريد عالية.

أما عن شركة موديرنا وشركة فايزر فإنه يجب تجميد لقاحاتهما فى درجات شديدة البرودة لتخزينها على المدى الطويل، حيث يدوم لقاح موديرنا لمدة شهر على الأقل في الثلاجة العادية، بينما تحتاج شركة Pfizer إلى مجمدات خاصة شديدة البرودة لا تتوفر عادة خارج المراكز الطبية الأكاديمية وتستمر حتى خمسة أيام في الثلاجة.

 

من حيث التكلفة

من حيث التكلفة فإن لقاح شركة AstraZeneca سيكون أرخص تكلفة، حيث تعهدت الشركة المنتجة له بعدم تحقيق ربح من اللقاح أثناء فترة الوباء حتى الانتهاء منه تماماً.

كما صرحت الشركة بأنه من المتوقع أن تكون تكلفة اللقاحات الخاصة بها أقل من 5 دولارات لكل منها، مقارنة بحوالي من 20 إلى 40 دولارًا للقاحات الشركات الأخرى.

ونظرًا لأن حكومات دول العالم ستكون هى المشترين الرئيسيين، فستكون التكلفة عاملاً أساسيًا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومع المنظمات غير الربحية والمجموعات العامة والخاصة التي ستشتري اللقاحات وتوزعها مجاناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى