علوم وتكنولوجيا

مفهوم جديد فى مكافحة مرض السكرى

قدم باحثون من جامعة كوبنهاجن بالدنمارك مفهومًا بيولوجيًا جديدًا فى مكافحة وعلاج مرض السكرى وهو مقاومة الجلوكاجون، حيث تزيد مقاومة الجلوكاجون أو الحساسية المنخفضة لهرمون الجلوكاجون من خطر الإصابة بالنوع الثانى من داء السكرى، ويُظهر البحث الجديد أن مقاومة الجلوكاجون واضحة بشكل خاص فى الأشخاص المصابين بالكبد الدهنى، وقد يكون هذا هو المفتاح لفهم العلاقة بين الكبد الدهنى ومرض السكرى.

جاء هذا البحث بعد أن وجد العلماء أنه يعانى واحد من كل أربعة دانماركيين من تراكم غير صحى للدهون فى الكبد والذى يُعرف أيضًا باسم الكبد الدهنى، ونادرًا ما يكون الكبد الدهنى سببًا للأعراض فى حد ذاته، ولكن الأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهنى يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكرى، ومع ذلك فإن كيفية ارتباط هذين المرضين بالضبط غير معروفة حتى الآن.

الآن أظهرت دراسة جديدة من كلية الصحة والعلوم الطبية فى جامعة كوبنهاجن أن الأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهنى لديهم حساسية منخفضة للجلوكاجون مما يزيد من إفراز الجلوكاجون ويؤدى إلى زيادة كميات الجلوكاجون فى الدم، ونجد الشيء نفسه فى مرضى السكرى من النوع الثانى الذين زادت الغالبية العظمى منهم من الدهون فى الكبد.

تعنى الحساسية المنخفضة للجلوكاجون أن إفراز الجلوكاجون يزداد عبر ما يسمى بنظام التغذية المرتدة بين الكبد والبنكرياس، وإن ارتفاع مستوى الجلوكاجون أمر غير مرغوب فيه لأنه يزيد من إنتاج السكر فى الكبد وبالتالى يؤدى إلى ارتفاع مستوى السكر فى الدم.

من خلال هذه الدراسة يقدم الباحثون مفهومًا جديدًا تمامًا فى مجال مرض السكرى، وهو مقاومة الجلوكاجون، حيث يعتقدون أن هذا المفهوم أساسى جدًا لفهم مرض السكرى بحيث لا ينبغى أن يقتصر على المختبرات وبيئات البحث فقط.

يقول أحد الأطباء الباحثون أن مقاومة الجلوكاجون هى مفهوم بيولوجى جديد تمامًا سوف ندرجه فى تعليم طلاب الطب فى المستقبل، تمامًا كما نفعل اليوم مع مقاومة الأنسولين.

قد يساعد انخفاض حساسية الجلوكاجون فى تفسير العلاقة بين الكبد الدهنى ومرض السكرى من النوع الثانى، ومع المعرفة الجديدة تأتي فرص جديدة للعلاج النهائى إذا تمكنت من اكتشاف انخفاض حساسية الجلوكاجون فإنه يمكنك بدء العلاج فى وقت مبكر، وبهذه الطريقة يمكنك إيقاف مستوى الجلوكاجون وبالتالى توقف السكر فى الدم عن الهرب.

تشير الدراسة إلى رمز حيوى جديد وهو مؤشر الجلوكاجون ألانين الذى قد يكون مفيدًا فى تحديد الأشخاص الذين يعانون من ضعف حساسية الجلوكاجون.

فإذا تمكنا من اكتشاف مقاومة الجلوكاجون من خلال فحص الدم، فيمكننا بدء العلاج مبكرًا وبالتالي منع تطور مرض السكرى من النوع الثانى، كما تقول مارى وينتر سورنسن وهى طالبة فى الدكتوراه فى مركز أبحاث البروتين فى مؤسسة نوفو نورديسك وقسم العلوم الطبية الحيوية.

يتكون العلاج فى المقام الأول من فقدان الوزن، والذى سيحد من كمية الدهون فى الكبد، ولكنه قد يشمل أيضًا الأدوية التى تدخل فى تثبيت هرمون الجلوكاجون.

يقول الأطباء الباحثون: نحن نعلم أن صناعة المستحضرات الصيدلانية قد بدأت للتو فى استخدام محددنا لحساسية الجلوكاجون فى الدراسات التى يتم فيها اختبار العلاجات الجديدة.

كما تقول مارى وينثر إن دراستنا لديها القدرة على إثبات مقاومة الجلوكاجون فى الكبد الدهنى بناءً على اختبار دم بسيط، ويجب علينا الآن التحقيق فى ذلك بما يسمى بتجربة اليانصيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى