أطلقت أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة مشروع “الشارع الموسيقي”، في خطوة غير مسبوقة على مستوى الإمارات والمنطقة العربية، يمتد على مسافة 750 متراً عند مدخل مدينة الفجيرة، ليمنح السائقين والركاب تجربة سمعية فريدة تتناغم مع عجلات سياراتهم.
وعند القيادة على هذا الطريق، تعزف عجلات السيارات مقطعاً من السيمفونية التاسعة للموسيقار العالمي لودفيج فان بيتهوفن، بفضل تصميم هندسي مبتكر يدمج الفن بالمجال العام.
وقال علي عبيد الحفيتي، مدير عام الأكاديمية، إن المشروع يمثل رؤية الفجيرة في تحويل الفنون إلى جزء من الحياة اليومية، موضحاً أن: “الموسيقى لغة عالمية قادرة على خلق لحظات استثنائية، حتى أثناء القيادة. نسعى إلى تقديم تجربة تلامس الحواس خارج الإطار التقليدي للفن، وتغرس الجمال في كل زاوية من الإمارة.”
ويعد المشروع أحد مبادرات الأكاديمية الهادفة إلى تعزيز الثقافة الموسيقية وتجميل الفضاء العام، وربط الفنون بأنشطة الحياة اليومية بأسلوب تفاعلي ممتع.
يعتمد الطريق على تقنية تقوم بحفر أخاديد دقيقة في سطحه، موزعة بمسافات محسوبة بدقة. وعند مرور الإطارات فوق هذه الشقوق بسرعة تتراوح بين 40 و60 كلم/ساعة، تصدر اهتزازات تنتج عنها أنغام متناغمة يسمعها الركاب داخل المركبة.
وتختلف النغمة تبعاً لتغير المسافات بين الأخاديد، مما يسمح بعزف لحن متكامل. وتدفع هذه التقنية السائقين للالتزام بالسرعة المحددة لسماع اللحن بشكل صحيح، ما يعزز السلامة المرورية بطريقة تفاعلية ومبتكرة.
ويُذكر أن أول طريق موسيقي في العالم أنشئ في اليابان عام 2007، وانتشرت الفكرة لاحقاً في عدد من الدول مثل كوريا الجنوبية، الدنمارك، الولايات المتحدة، وهولندا. وها هي الفجيرة تنضم اليوم إلى هذه القائمة، كأول مدينة عربية تطبّق هذا المفهوم.
