غير مصنف

“عيد الأم”.. الأصل فرعوني وليس أمريكي وما علاقته بعيد الربيع

موكبًا محمل بأجمل الأزهار وأكثرها إشراقًا لتجوب بها مصر القديمة كلها، مشهد منتظر من العام إلى الذي يليه، تكريمًا وتتويجًا لأسمى معاني العطاء، التي لم يمحوها الزمن من على جداريات المعابد، إنها أن إيزيس الملكة الفرعونية الجالسة وهي تحتضن صغيرها تعبيرًا عن حبها الذي لا ينقطع والحنان التي تحمله بين راحتيها لصغيرها فباتت ايزيس رمزًا للإحتفال كل عام بما تقوم به الأم من عطاء ومجهود لإسعاد أبنائهم.

فيحتفل العالم العربي اليوم 21 مارس من كل عام بعيد خاص لكل أم وتكريمًا وإعترافًا بالمجهود منقطع النظير الذي تقدمه لأبنائها 24 ساعة في اليوم دون توقف، لكن كيف بدأ الاحتفال بهذا اليوم

قد يظن البعض أن بداية تخصيص يوم للأم أصله أمريكي في عام 1908 إلا أن الجداريات الفرعونية تثبت الحقيقة كاملة، لنجد أن عيد الأم بدأ كفكرة فرعونية ثم إغريقية ثم أمريكية وأخيرًا مصرية وعربية مع اختلاف اليوم المخصص للإحتفال فمن دولة إلى أخرى عدا الدول العربية التي حددت 21 من مارس ويعود تحديده في ذلك اليوم ليتزامن مع عيد الربيع الي ينطلق في نفس التوقيت، لعكس الربيع وتفتح الأزهار مقدار ما تقدمه الأم في حياة أطفالها، وما يأتي معها من حياة جديدة تضيف البهجة على الكون.

أما في العصر الحديث فكانت البداية في الولايات المتحدة حيث سعت المؤلفة الأمريكية جوليا وورد هاوي، عام 1872، إلى تخصيص يوم في كل عام احتفالًا بدور الأم، بجانب تمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام وقتها، إلا أن الفكرة قُبلت بالرفض من قبل القساوسة، إلا أنه في عام 1908 نظمت مجموعة من الأمهات بقياة آنا جارفيس حملة للاحتفال بيوم للأم في ثاني أحد من شهر مايو/أيارحيث ذكرى وفاة والدتها، وبالفعل وافقت على الدعوة العديد من المدن في الولايات المتحدة، وتم إقرار اليوم بشكل رسمي عام 1914 حيث أقر الرئيس الأمريكي ويلسون هذا التاريخ عيداً للأم، وهو عطلة عامة في الولايات المتحدة.

أما على الصعيد المصري فكان الكاتب الصحفي علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، مقترح تنفيذ الفكرة في مصر، وذكر أمين من خلال مقاله وقتها “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله (عيد الأم)”

وبالفعل تم تحديد يوم 21 مارس أول أيام الربيع ليصبح رمز للجمال وتفتح الزهورو الجدير بالذكر أن أول احتفال به في مصر كان سنة 1956.

ولا ننسى أن بريطانيا كانت سابقة في ذلك الاحتفال في القرن الـ17،تزامنًا مع يوم نهاية الصوم الكبير (صوم الـ40 يوما)، حيث يذهب كافة الأبناء بعد انتهاء الصلاة في الكنائس للاحتفال بأمهاتهم والتعبير عن محبتهم وتقديرهم لهم.

وعن اليابان نجدهم يحتفلوا به لكن في شهر مايو،حيث يوم الأحد الثاني من مايو، ويقيم الأطفال معرضاً للصو رللأمهات، وتقوم الهند بالأحتفال لمدة 10 أيام ويطلقون “درجا بوجا” وهو اسم أحد الآلهة التى تبعد عنهم الشر، أما كندا فتخصص الأحد الأول من مايو للإحتفال بكافة الأمهات.

وتتفق معهم أسبانيا هي الأخرى مع شهر مايو، حيث يرتبط لديهم بالاحتفال بتكريم السيدة مريم العذراء، وأما النرويج فيحتفلون في 2 .فبراير، والأرجنتين يوم 3 أكتوبر، وفي جنوب أفريقيا يوم 1 مايو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى