توصل فريق دولى من الباحثين إلى اكتشافات حقيقة مهمة حول تعطيل أشعة الشمس لفيروس كورونا الحاد، والتى تشير إلى أن هذه العملية غير مفهومة بشكل كافٍ حاليًا.
يقول الفريق إن الافتراض السائد بأن تثبيط الفيروس بواسطة ضوء الشمس مدفوع فقط بالأشعة فوق البنفسجية لا يتوافق مع الأدلة المتاحة حتى الآن.
يقترح الباحثون أن ضوء الشمس فوق البنفسجى قد يلعب دورًا مهمًا فى تعطيل تنشيط فيروس كورونا، وأن التجارب المستقبلية يجب أن تختبر تأثيرات أشعة UVA وUVB على COVID-19 بشكل منفصل، كما يقترحون أيضًا أنه يجب تضمين UVA فى نماذج تعطيل أشعة الشمس COVID-19.
يقول باولو لوزاتو فيجيز البروفيسور بجامعة كاليفورنيا إنه إذا وجد أن الفيروس المسبب فى مرض كورونا حساس للأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA)، فإن هذا يعنى أن ضوء الشمس يمكن أن يساعد فى الحد من انتقال الفيروس فى الهواء الطلق أكثر مما كان يُعتقد سابقًا.
علاوة على ذلك يمكن استخدام المصادر غير المكلفة للأشعة فوق البنفسجية لتحسين أنظمة تنقية الهواء ذات المخاطر المنخفضة نسبيًا على صحة الإنسان، لا سيما بين الأماكن عالية الخطورة مثل أنظمة النقل العام والمستشفيات.
هذا وقد تم نشر هذا المقال على موقع bioRxiv الخاص بالعلوم البيولوجية.
أظهرت الدراسات مؤخرًا أن ضوء الشمس المحاكى يمكن أن يبطل نشاط الفيروس المسبب للكورونا، لكن النماذج المستخدمة حتى الآن ركزت فقط على الآليات التى تنطوى على التأثيرات المباشرة للأشعة فوق البنفسجية على الحمض النووى الريبى الفيروسى.
ذكر الدكتور أنه لا يزال هناك العديد من الأشياء المجهولة فى هذا الصدد، بما فى ذلك آلية العمل وأى جزء من طيف الضوء مسؤول بشكل أساسى على تعطيل نشاط الفيروس.
يقول الباحثون إنه لم يتم التحقيق بعد فى آثار التعرض للأشعة فوق البنفسجية UVA فقط على COVID-19.
اختبرت إحدى الدراسات التى أجريت عام 2004 آثار تعريض فيروس كورونا السابق فى هذا الوقت إلى ضوء UVC أو UVA على مدار 15 دقيقة، وقد أظهرت هذه التجربة أن الأشعة فوق البنفسجية UVC قد عطلت الفيروس بشكل واضح، فى حين أن تأثير ضوء UVA كان أقل تأثيراً.
نظرًا لأن الشدة النسبية للأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة الحجم تختلف اختلافًا كبيرًا فى ضوء الشمس، فإن تحديد حساسية UVA لـ COVID-19 ضرورى للحصول على تنبؤات قيّمة عمليًا.
علاوة على ذلك فإن تعرض COVID-19 للأشعة فوق البنفسجية يعنى أن أشعة الشمس لديها قدرة أكبر على تعطيل الفيروس مما كان يعتقد سابقًا، وأنه يمكن أن تتيح هذه الثغرة التطهير باستخدام مصادر ضوء UVA غير المكلفة والتى تكون فعالة.
اختبر فريق البحث الفرضية القائلة بأن استخدام نموذج تعطيل يتضمن UVA قد يحسن الاتفاق عبر تجارب COVID-19 ويكشف عن حساسيات UVA التى يمكن مقارنتها بتلك التى لوحظت مع فيروسات أخرى.
وجد الباحثون أن النموذج الذى يعتمد حصريًا على آلية مدفوعة بالتأثيرات الداخلية المباشرة للأشعة فوق البنفسجية لم يكن كافياً لتفسير التحلل السريع لـ COVID-19 عند التعرض لأشعة الشمس، وأنه يجب اختبار تأثيرات التعرض لأشعة UVA و UVB بشكل منفصل.
يقول الباحثون إن هناك حاجة لإجراء تجارب مستهدفة تقيم آثار تعرض COVID-19 للأشعة فوق البنفسجية الطويلة (أ) و(ب) بشكل منفصل وأن نماذج تعطيل أشعة الشمس المستقبلية قد تحتاج إلى تضمين تأثير الأشعة فوق البنفسجية الطويلة.
إذا تم تأكيد حساسية أشعة UVA، فإنه يمكن لضوء الشمس أن يخفف من انتقال العدوى فى الهواء الطلق على نطاق أوسع من خطوط العرض وأوقات النهار مما كان متوقعًا فى السابق، نظرًا لأن الأوزون الجوى يمتص بشدة أقل من أشعة UVB.
