علوم وتكنولوجيا

تحديد سبب تجلط الدم لدى مرضى كورونا

قدمت كلية الطب بجامعة كنتاكى دراسة جديدة تضيف إجابات عن سبب إصابة العديد من مرضى COVID-19 بتجلط الدم، أو تكوين جلطات دموية تعيق تدفق الدم عبر الدورة الدموية.

أكد البحث الذى قام به الأطباء فى قسم الطب الباطنى بالجامعة فى علم الأحياء الدقيقة والمناعة وعلم الوراثة الجزيئية. وفى الكيمياء الحيوية الجزيئية والخلوية، إلى أن الالتهاب الموضعى فى الرئتين الناجم عن الإصابة بـ COVID-19 قد يكون مسؤولاً عن زيادة وجود جلطات الدم لدى المرضى، وتقدم الدراسة أيضًا أدلة تشير إلى أن خطر الإصابة بتجلط الدم يمكن أن يستمر بعد زوال العدوى والشفاء من فيروس كورونا.

قامت الدراسة بفحص عينات دم أكثر من 30 مريضًا بفيروس كوفيد -19، بما فى ذلك 15 مريضًا داخليًا فى وحدة العناية المركزة، و 15 ممن تلقوا الرعاية كمرضى خارجيين فى عيادة الأمراض المعدية فى المملكة المتحدة، إلى جانب ثمانية متطوعين خالين من الأمراض عملوا كمجموعة ضابطة.

مقارنة بخط الأساس كان لدى مرضى COVID-19 مستويات مرتفعة من عامل الأنسجة، وهو بروتين موجود فى الدم يبدأ عملية التجلط، وكان لدى المرضى أيضًا مستويات منخفضة من البروتين S وهو مضاد للتجلط يساعد على منع تجلط الدم.

واستنتج الباحثون أن التهاب الرئة الناجم عن COVID-19 هو ما يؤدى إلى انخفاض فى البروتين S، وهذا الالتهاب يتسبب أيضًا فى تنشيط الخلايا البطانية والمناعة مما يؤدى إلى زيادة بروتين عامل الأنسجة.

وأن الالتهاب الموضعى في الرئتين هو ما يقود هذه العملية برمتها مع زيادة عامل الأنسجة ونقص فى البروتين S، يحصل مرضى COVID-19 على المزيد من تخثر الدم دون القدرة على إيقافه أو السيطرة عليه.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن مستويات البروتين S ظلت منخفضة فى بعض المرضى حتى بعد اختبارهم سلبيًا لـ COVID-19، مما يشير إلى أن مشاكل تجلط الدم قد تستمر بعد الإصابة وقد يكون من الضرورى مراقبة مخاطر الجلطات على المدى الطويل.

يقول الدكتور “وود إن” المشرف على البحث أن هذه البيانات الأولية قد تكون مدعاة للقلق، حيث أنها ترتبط فيروسات معينة مثل فيروس نقص المناعة البشرية بنقص طويل الأمد فى البروتين S ، مما يسبب خطرًا مستمرًا لتجلط الدم لدى المرضى.

وقال أيضاً أن عامل الأنسجة والبروتين S هما علامات جيدة لرصد مخاطر تجلط الدم على المدى الطويل، وأن البيانات تشير إلى أننا بحاجة إلى مراقبة هؤلاء المرضى لأننا لا نرى هذه المعايير وقد تم تصحيحها على الفور.

هذا وقد تلقى فريق البحث مؤخرًا منحة من مركز المملكة المتحدة للعلوم السريرية والتحويلية لبدء دراسة طولية للنظر فى هذه المستويات لدى المرضى خلال العام المقبل، حيث سيساعد هذا فى التوصل إلى ما إذا كان سيبقى هذا الخطر كما هو فى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية أم أنه سيزول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى