منوعات

إنشاء أطول نفق تحت الماء فى العالم

من المقرر البدء في بناء أطول نفق مغمور تحت الماء في العالم ليخدم كل من حركة مرور السيارات على الطرق والسكك الحديدية، وسيكون النفق بين الدنمارك وجزيرة فيهمارن الألمانية، يأتى ذلك بعد أن تلقى المشروع المشترك لشركة Femern Link Contractors إشعارًا من الحكومة الدنماركية بالبدء فيه.

سيتكون النفق المعروف باسم “Fehmarnbelt Fixed Link” من طريق سريع لسير السيارات ووصلة سكك حديدية بما في ذلك نفق بطول 18 كم يسمح بالسفر بشكل أسرع وأكثر أمانًا بين الدول الاسكندنافية وأوروبا القارية، سيستغرق السفر بالقطار أقل من 3 ساعات بين هامبورج الألمانية وكوبنهاجن الدنماركية، وهو أقل من الوقت الحالى بحوالى ساعة ونصف.

يتكون النفق المغمور تحت الماء من عناصر خرسانية مجوفة مصبوبة على الأرض ومجمعة قسماً تلو الآخر لتشكيل النفق.

ستقوم الشركة المنفذة أولاً بحفر خندق للنفق في قاع البحر من أجل بناء رابط يصل عرض هذا الخندق إلى 60 مترا وعمقه 16 مترا وطوله 18 كيلومترا في المجموع، سيتم حفر حوالي 19 مليون متر مكعب من الحجر والرمل من قاع البحر، وسوف يتم استخدام الأحجار والرمال المستخرجة فى إنشاء ما يقرب من ثلاثة كيلومترات مربعة من المناطق الطبيعية الجديدة في مدينة لولاند الدنماركية، وبدرجة أقل في جزيرة فيهمارن الألمانية.

عندما يكون أنبوب النفق جاهز في مكانه، يمكن إكمال التركيبات الفنية الباقية، وتشمل مسارات القطارات الكهربائية وأنظمة الاتصالات والإضاءة والتهوية والمحولات والمضخات، حيث سيحتوي نفق فيهمارنبلت على 10 عناصر خاصة مع أرضية سفلية إضافية.

سيتم وضع عنصر خاص على مسافة كيلومترين تقريبًا من النفق وسيكون به معدات للتشغيل والصيانة، وهذا يعني أن نفق Fehmarnbelt سيكون أرخص وأسهل في الصيانة، وسيتطلب خرسانة أقل بشكل ملحوظ لأن العناصر القياسية يمكن تصغيرها.

يعود تاريخ المشروع إلى عام 2008 عندما وقعت ألمانيا والدنمارك اتفاقية لبناء النفق، ولكن استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن لإقرار التشريع اللازم من قبل البلدين، وإجراء دراسات عن الآثار البيئية وغيرها.

هذا ويعد النفق الذي سيبلغ طوله 18 كيلومتراً، والذي ينحدر حتى 40 متراً تحت بحر البلطيق، أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في أوروبا، حيث تزيد ميزانية عملية بنائه عن 7 مليارات يورو، أي 8.2 مليار دولار.

وسيكون النفق أيضاً أطول نفق طريق وسكة حديد مشتركة في أي مكان بالعالم، وسيتألف من طريق سريع بمسارين لمرور السيارات يفصل بينهما ممر خدمة وصيانة، ومسارين آخرين لخطوط السكك الحديدية الكهربائية.

سيكون للنفق تأثيراً إيجابياً على سيارات الشحن والقطارات، على حد قول جينس كاسلوند وهو المدير الفني بشركة “Femern” الدنماركية المسؤولة عن المشروع، لأنه سيخلق طريقاً برياً بين السويد وأوروبا الوسطى، بحيث يكون أقصر بـ160 كيلومتراً مما هو عليه اليوم، وأن النفق سيكون مفيداً للشركات خارج الدنمارك نفسها.

وبينما اكتملت العملية على الجانب الدنماركي، كان عدد من شركات العبارات والمجموعات البيئية والبلديات المحلية ضد الموافقة على المشروع بسبب مزاعم المنافسة غير العادلة، والمخاوف البيئية والضوضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى