علوم وتكنولوجيا

الطفرات الجينية والاستجابة المناعية فى COVID-19

منذ انتشار جائحة فيروس كورونا (COVID-19)، حيث أصاب حتى الآن أكثر من 39 مليون شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر من مليون ومائة ألف شخص، فى وقت مبكر من الوباء لاحظ العلماء أن بعض الأشخاص كانوا عرضة للإصابة بمرض شديد، بينما تظهر أعراض خفيفة إلى متوسطة على آخرين، ومجموعة من المرضى لا تظهر عليهم أعراض المرض والمعروفين باسم حاملى الأعراض.

الآن يهدف فريق دولى مكون من حوالى 140 باحثًا إلى تحديد سبب إصابة بعض الأشخاص بمرض شديد عند الإصابة بفيروس كورونا وهو الفيروس المسبب لمرض COVID-19.

الإنترفيرون (IFNs) عبارة عن بروتينات يتم إنتاجها وإطلاقها بواسطة الخلايا المضيفة استجابةً لمسببات الأمراض فى الجسم، بما فى ذلك البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو الخلايا السرطانية، وهى تعمل كجسر اتصال بين الخلايا لتحفيز الدفاعات الوقائية لجهاز المناعة للتخلص من مسببات الأمراض، وبمجرد اكتشافهم للغزاة الأجانب يقومون بتنبيه جهاز المناعة مما يؤدى إلى استجابة مناعية لمنع حدوث العدوى.

علاوة على ذلك فإن الإنترفيرون عبارة عن مجموعة من السيتوكينات ذات الخصائص المضادة للفيروسات، والتى تمت دراستها على نطاق واسع فى المعركة ضد COVID-19.

لاحظ الباحثون فى هذه الدراسة الطفرات الجينية التى تعيق إنتاج ووظيفة الإنترفيرون، مما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية، وقد شوهدت هذه الطفرات فى الأشخاص المصابين بالأنفلونزا ويأمل الفريق فى العثور على طفرات مماثلة فى المصابين بـ COVID-19.

ويهدف الباحثون إلى تحليل عينات من 500 مريض مصابين بفيروس COVID-19 الحاد حيث بدأوا فى تحليل عينات المرضى واكتشاف الطفرات فى كل من الصغار والكبار، وقد وجد الفريق أن 23 من أصل 659 مريضًا لديهم أخطاء فى الجينات المشاركة فى إنتاج مضاد للفيروسات.

بدون المضادات الطبيعية الحيوية التى ينتجها الجسم لمقاومة الفيروسات، لن يتمكن مرضى COVID-19 من محاربة العدوى الفيروسية، مما قد يؤدى إلى مرض شديد قد تصل للوفاة.

للوصول إلى نتائج الدراسة اختبر الباحثون الأخطاء التى تلعب دورًا حيويًا فى التعرف على مسببات الأمراض وتفعيل المناعة الفطرية للجسم، والتى تعتبر استجابتها مناعة ضد الفيروسات، هذه الاستجابات تكمن وراء الالتهاب الرئوى الذى يهدد الحياة.

نظر الفريق فى ثلاثة مواضع والتى ثبت سابقًا أنها تساعد فى تحور المرضى وهم الذين يعانون من الالتهاب الرئوى، ونظر الفريق أيضًا فى مواضع أخرى تم تحورها فى مرضى يعانون من أمراض فيروسية أخرى.

وجد الفريق أن الأخطاء الفطرية فى المناعة من النوع الأول المعتمد على TLR3 و IRF3 تكمن وراء الإصابة بـ COVID-19 بشكل حاد.

ومن المثير للاهتمام أن هذه الأنماط الجينية كانت صامتة أو نائمة حتى الإصابة بفيروس COVID-19.

تم اختبار مريض واحد مصاب بنقص IRF7 إيجابيًا للعديد من الفيروسات الشائعة، بما فى ذلك فيروسات الأنفلونزا A و B المختلفة.

وأضاف الفريق أن هذه العيوب الجينية تظهر تغلغلًا غير مكتمل لضائقة الجهاز التنفسي للإنفلونزا، وتتجلى فقط سريريًا عند الإصابة بفيروس COVID-19 الأكثر ضراوة.

استنادًا إلى نتائج الدراسة التى نُشرت فى مجلة Science توصل الفريق إلى أن الأخطاء الوراثية أو العيوب الجينية هما المسببان الرئيسيان للإصابة بـ COVID-19 ، وتشير النتائج إلى أن المرضى الذين يصابون بفيروس COVID-19 والمهدِّد للحياة قد يكون لديهم عيوب وراثية فى أجهزتهم المناعية الطبيعية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى