الشيخ زايد آل نهيان.. حكيم العرب الذي حفر اسمه في التاريخ
هو أحد أشهر حكام العرب في التاريخ المعاصر، يلقبونه باسم “زايد الخير” أو “حكيم العرب”، هو رئيس دولة الإمارات العربية الراحل الشيخ زايد آل نهيان والذى توافق ذكرى وفاته يوم 2 نوفمبر.
نشأة وميلاد الشيخ زايد آل نهيان
وُلد زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان في 6 مايو 1918م، بمدينة أبوظبي في قصر الحصن، وسُمي على اسم جده الذي كان حاكمًا لإمارة أبوظبي في الفترة بين عام 1855م وحتى عام 1909م.
كان الشيخ زايد الابن الأصغر للشيخ سلطان بن زايد من الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، وكان الشيخ زايد يواظب على حضور مجلس والده الذي كان يستقبل فيه المواطنين للاستماع إلى شكواهم خلال فترة حكمه، وكان دائم توجيه الأسئلة لوالده للتعرف على كل الأمور.
اقرأ أيضًا: رفيق الحريري.. سياسي لبناني بدرجة زعيم شعبي
التدرج في المناصب السياسية
أصبح الشيخ زايد آل نهيان ممثلاً لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي في المنطقة الشرقية، حيث امتدت فترة ولايته فيها لمدة 20 عامًا، واشتهر خلالها بشخصيته القيادية بين سكان المنطقة وحظى بسمعة طيبة بين الأهالي.
ومع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينيات القرن الماضي، بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي ساهم في قلب المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962م باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الأصعدة.
حينها جاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون حاكمًا لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966م، وذلك بما يواكب تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي.
وبدأ الشيخ زايد آل نهيان بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، فشرع يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وقضايا الإسكان لأفراد الشعب، ووضع برنامجًا ضخمًا لعملية الإنماء، وبدأ يدفع أبناء شعبه إلى المشاركة بكل طاقاتهم في هذه العملية، داعيًا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات.
ولم تمضِ أيام على تسلمه مقاليد الحكم حتى أعلن إقامة حكومة رسمية حديثة بالإدارات والدوائر، حيث أوكل لها المهام اللازمة لتسيير أمور الدولة.
الشيخ زايد وتأسيس دولة الإمارات
حينما أعلنت بريطانيا عام 1968م نيتها سحب قواعدها من شرق السويس، أصبح لزامًا على الإمارات أن تخطو خطوة تغير بها وجه التاريخ بالمنطقة، لا سيما أن منطقة الخليج العربي تُعد لقمة سائغة للطامعين.
فقام الشيخ زايد آل نهيان مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي آنذاك ببادرة كان لها عظيم الأثر فيما جاء بعدها من أحداث؛ فكانت اتفاقية السميح التي تم توقيعها في 18 فبراير 1968م، والتي فتحت الباب لخطوات كبيرة تلتها؛ حيث نتج عنها مباحثات الاتحاد التساعي بين الإمارات السبع وبين شقيقتيها البحرين وقطر، ونتج عن ذلك قيام اتحاد الإمارات باسم “دولة الإمارات العربية المتحدة” بعد أن أعلنت البحرين وقطر استقلالهما.
وقام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971م، وتم انتخاب الشيخ زايد بإجماع حكام الإمارات أول رئيس للدولة الفتية لمدة خمس سنوات، وجَدَّد له المجلس الأعلى ثقته فيه بانتخابه عدة مرات، فكان هو الرئيس طوال هذه المدة حتى وفاته.
واتفق حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى على وضع دستور اتحادي مؤقت من أجل حكم فعّال ونظام تُحدّد فيه سلطات المؤسسات الاتحادية في دولة تأخذ بأساليب الإدارة الحديثة، وتسعى في الوقت نفسه إلى المحافظة على الشكل التقليدي الذي يتصف بصفة الديمقراطية المباشرة.
وتوفي الشيخ زايد آل نهيان في 2 نوفمبر 2004م، والموافق 19 من رمضان 1425هـ، وتولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم إمارة أبوظبي، وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسًا للدولة في 3 نوفمبر من العام نفسه، ليترك الشيخ زايد تاريخًا مشرفًا كأحد أبرز حكام العرب في التاريخ المعاصر.