علوم وتكنولوجيا

ارتفاع مخاطر الاستشفاء من COVID-19 لكبار السن

أظهرت دراسة حديثة نُشرت فى موقع medRxiv عن تأثير العمر والجنس على معدلات الاستشفاء لـ COVID-19 فى الولايات المتحدة وذلك بغرض أن تساعد هذه الدراسة على فهم كيفية مشاركة الوظيفة المناعية فى هذا الوباء.

تعكس الزيادة المرتبطة بالعمر فى خطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة من COVID-19 وذلك فى الأنماط السابقة التى شوهدت مع العدوى التى قد تساعد هذه الاتجاهات فى فهم الآليات الكامنة وراء الميزة السريرية.

من المعروف الآن أن فيروس COVID-19 يحدث على ثلاث مراحل:

أولاً الأعراض الخفيفة للسعال الجاف والحمى، وبعد ذلك يتعافى معظم المرضى.

ثانياً يصاب بعض المرضى بالتهاب رئوى فيروسى ويحتاجون إلى دخول المستشفى.

ثالثًا يعانى بعض هؤلاء المرضى داخل المستشفيات من صعوبة تنفسية حرجة، وأحداث تشبه السكتة الدماغية، وتدمير العقدة الليمفاوية بعد حوالى ثلاثة أسابيع من ظهور الأعراض، مما يتطلب دخول وحدة العناية المركزة.

يُظهر العديد من مرضى COVID-19 قلة اللمف فى وقت مبكر من مسار المرض، والذى يعد بمثابة علامة على تطور المرض والوفيات، لهذا تتم التجارب السريرية جارية لتقييم العلاجات المناعية واللقاحات القائمة على مناعة الخلايا التائية حيث ثبت أن هذه التجارب ذات فعالية أكبر من المناعة الخلطية وحدها فى هذه الحالة، وهذا ما يثبت أن مرضى COVID-19 الذين لم تظهر عليهم أية أعراض لديهم استجابة قوية للخلايا التائية بدون أو قبل اكتشاف أى أجسام مضادة.

وقد وجدت العديد من الدراسات أن خطر الإصابة بفيروس COVID-19 الحاد يزداد مع تقدم العمر ويكون أقل عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، ما إذا كانت مخاطر العدوى منخفضة أيضًا لدى المرضى الأصغر سنًا أمر مثير للجدل فى الوقت الحالى، ولكن تطور المرض أقل شيوعًا فى هذه الفئة العمرية.

تستكشف الدراسة الحالية الصلة بين الزيادة المرتبطة بالعمر فى خطر الإصابة بـ COVID-19 وكذلك إنتاج الخلايا التائية.

تظهر علاقة عكسية بسيطة بين مخاطر المرض وإنتاج الخلايا التائية، هذا بالإضافة إلى أنه يزيد خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المعدية لدى الرجال بمقدار 1.5 مرة ، ويقل إنتاج الخلايا التائية بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالنساء.

قد يشير هذا إلى خطوتين من المخاطر المتزايدة لدى الرجال، واحدة تسبق دخول المستشفى والأخرى لاحقة بعد الدخول، ويتم التوسط بعد دخول المستشفى من خلال تنشيط IL-6 وما ينتج عنه من وفرة خلوية غير منظمة وهو ما يسمى بعاصفة السيتوكين، وربما تكون هذه النتيجة من ضعف الخلايا التائية.

يعلق الباحثون على هذا النحو بأنه يمكن ربط الأنماط الأساسية فى حدوث المرض فيما يتعلق بكل من العمر والجنس بشكل مباشر بالاختلافات فى جهاز المناعة التكيفى، لذلك قام الباحثون بعمل اختبار لمعرفة ما إذا كان COVID-19 يتبع نفس الاتجاه.

اختار الباحثون استخدام بيانات الاستشفاء باعتبارها أكثر موثوقية من عدد الحالات التى تعتمد على استراتيجيات الاختبار، ووجدوا أن حالات الاستشفاء لهذا المرض فى العديد من البلدان تتضاعف مع كل 16 عامًا من العمر، ومع ذلك لا يختلف معدل حدوث الحالات كثيرًا عبر الفئات العمرية بعد 20 عامًا، وقد يكون هذا بسبب تعرض جميع البالغين بشكل موحد للفيروس، فإن خطر الاستشفاء يتضاعف مع كل 16 عامًا إضافية.

استخدم الباحثون العدوى الشديدة كمؤشر على الاستشفاء، مع تصنيف جميع الحالات الأخرى على أنها خفيفة باستخدام نموذج عرضة للإصابة بالعدوى، وافتراض أن خطر الإصابة بمرض شديد بعد الإصابة هو 0.044 سنويًا من العمر، فقد تضمنت أيضًا عوامل أخرى مثل المشاركة الاجتماعية المعتمدة على العمر، والاتصال بعدوى خفيفة أو شديدة، والانتقال البيئى دون اتصال مباشر بالحالة، فبهذه الطريقة توقعوا التوزيع العمرى لدخول المستشفيات فى فرنسا، حيث كان لديها مجموعة بيانات شاملة بشكل منظم للحالات المؤكدة حسب العمر.

ووجدوا أنه كما هو متوقع، فإن خطر الإصابة بمرض حاد يزيد بشكل كبير مع تقدم العمر، وذلك نتيجة انخفاض وظيفة الغدة الصعترية مع تقدم العمر فوق 20 عامًا، حيث تتمتع الفئة العمرية التى تقل عن 20 عامًا بحماية مناعية إضافية بنسبة من 53 إلى 77٪ من COVID-19 الحاد، وذلك ربما بسبب الأجسام المضادة التفاعلية ضد فيروسات كورونا الأخرى أو فيروسات الجهاز التنفسى الأخرى.

كما تم العثور على عوامل مربكة مثل الاختلافات فى التعرض للعدوى من جهات الاتصال على أنها لا تلعب أى دور فى معدل الاستشفاء المعتمد على العمر.

منحنى الوفيات فى COVID-19 أعلى بشكل كبير مع تقدم العمر مقارنة بمنحنى الاستشفاء، حيث يمكن دمج هذا مع مؤشر كتلة الجسم وعوامل الخطر الأخرى، بما فى ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والتى لها أيضًا معدل زيادة أكثر مع تقدم العمر.

من خلال الجمع بين زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتراجع الخلايا التائية مع تقدم العمر، حصلوا الباحثين على الزيادة الملحوظة فى خطر وفيات COVID-19 مع تقدم العمر، ويقول الباحثون أنه فيما يتعلق بالمخاطر بالنسبة لكل من معدل حدوث المستشفى والوفاة، يكون الرجال أكبر بنحو 6 سنوات من النساء.

بعبارة أخرى ، يتناسب خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا المستجد مع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويتناسب عكسياً مع إنتاج الخلايا التائية، وبالتالى أشاروا إلى أنه من غير المرجح أن تكون أمراض القلب والأوعية الدموية عامل خطر لدخول المستشفى ولكن يمكن أن تكون ذلك لتطور المرض لاحقًا.

يكون خطر الإصابة بـ COVID-19 أعلى عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات ولكنه ينخفض بعد ذلك إلى أدنى المستويات الملاحظة حتى سن 17 عامًا، كما يظهر أيضًا مع الالتهابات البكتيرية، وقد يكون هذا بسبب تأثيرات العمر على التعرض للفيروس وعلى تطور المرض، وعلى معدلات الإصابة بعد التعرض، وعلى إصابة الفرد نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى