العرب والعالم

الحريري: حزب الله “مشكلة” على مستوى المنطقة وأخشى من اندلاع حرب بالشرق الأوسط

أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن حزب الله يمثل “مشكلة” على مستوى المنطقة، معربًا عن مخاوفه من اندلاع حرب محتملة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار الحريري، في مقابلة مفصلة بثتها قناة CNBC الأمريكية اليوم الأربعاء، ردًا على سؤال عن مخاوف المستثمرين الدوليين بشأن تصرفات “حزب الله” خارج سيطرة حكومة بيروت، والخوف من الثمن الذي سيدفعه لبنان على ذلك، إلى أن “حزب الله ليس مشكلة لبنانية فقط، بل إنه مشكلة إقليمية”.

وقال الحريري: “أن إسرائيل تحاول تطبيق سيناريو يحمل لبنان المسؤولية، مع ما يقوله نتنياهو، وبإمكانكم تصديق ذلك إذا أردتم، لكنه يعرف والمجتمع الدولي يعرف أن ذلك ليس حقيقة، لا نوافق على هذه التصرفات، لا أوافق على تصرفات حزب الله هذه”.

ولفت الحريري إلى أنه “شخص براغماتي يعرف مدى قدراته ومدى قدرات المنطقة”، مشيرًا إلى أنه ليس مسؤولًا عن زيادة نفوذ حزب الله اليوم، متابعًا: “لو كان الناس جادين في هذه المسألة لبدؤوا بفعل شيء قبل 10 أو 15 أو 20 أو 30 عامًا”، قائلًا: “حزب الله لا يدير الحكومة اللبنانية الحالية، لكنه كحزب سياسي يملك مقاعد في الحكومة والبرلمان، هم لا يديرون الدولة لكنهم يسيطرون على شرارة أو حرب قد تندلع لدواع إقليمية”.

وأضاف الحريري أنه كرئيس للوزراء يواجه حزب الله ليلًا ونهارًا في هذه المسألة ويعمل على إجراء إصلاحات لتعزيز مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي والبنك المركزي والحكومة المركزية، مشيرًا إلى مبادرة الرئيس اللبناني ميشال عون، بشأن إطلاق حوار استراتيجي في البلاد، بغية حماية لبنان من أي تدخلات أجنبية وحروب، لافتًا إلى أن بحث الأمور بهدوء حول طاولة الحوار يتطلب وقتًا لكن ذلك سيعطي ثماره.

وأكد الحريري أنه لا يتعاطف مع أي مؤسسات مالية تدير تعاملات مع حزب الله في مخالفة للمعايير الأوروبية والأمريكية، موضحًا أنه آسف إزاء فرض الولايات المتحدة عقوبات على جهات لبنانية في هذه المسألة، لكن على تلك المؤسسات إدراك تداعيات تصرفاتها.

وشدد الحريري على إن الشيء الوحيد الذي يخيفه هو الحرب، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو محتمل على خلفية التصعيد الأمريكي الإيراني القائم في المنطقة، غير أنه أقل ترجيحًا من سيناريو التفاوض، لأنه لا أحد يتطلع إلى اندلاع نزاع جديد واسع النطاق.

وأوضح الحريري أن العدو الأكبر للبنان هو لبنان نفسه، قائلًا: “أحيانًا يؤلمني عندما أرى أشخاصًا آخرين من جنسيات أخرى يتحدثون عن إعجابهم بلبنان وحبهم له، وأرى في الوقت نفسه ما نفعله في بلدنا”، مبديًا قناعته بأن السنوات الثلاث الأخيرة هي المرة الأولى التي يدير فيها اللبنانيون أنفسهم، مشيرًا إلى أن الإصلاحات التي تجريها حكومته تأتي لجعل المواطنين يدركون أن الأمور لا يمكن أن تستمر كما هي عليه الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى