غير مصنفمحليات

معالي العسعوسي: كويتية تحلق بالأمل بين معاناة اليمن

كتب : محمد الشمري

في يوم المرأة العالمي نسلط الضوء على شخصيات نسائية كويتية مشرفة ، اذ ليس غريبا أن تنجب الكويت شخصية نسائية معطاءة وهبت حياتها للعمل الإنساني، ضحت بالغالي و النفيس و تخلت عن أملاكها و شركتها في الكويت  لتساعد أطفال اليمن المحتاجين لأبسط ضروريات الحياة الكريمة .

هي رائدة العمل الإنساني و صاحبة الكف الأبيض معالي سعود العسعوسي، المصنفة  سنة 2013 م من ضمن 35 امرأة عربية ممن غيروا في وجه العالم العربي وفق كتاب (Arab Women Rising) والذي أصدرته جامعة وارتون (Wharton).

عام 2015 م اختيرت عبر أريبيان بزنس ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية نظير إنجازاتها في تنمية المجتمع و العمل الإنساني.

وتعد معالي العسعوسي أول امرأة تتسلم إدارة مكتب لمنظمة العون المباشر في اليمن، بأخلاقها و عطاءها في الميدان الصحي وفقت في حيازة لقب دكتورة الأمل.

 

من هي معالي العسعوسي ؟

من مواليد الكويت 1975 م، انتقلت للدراسة في أمريكا فتفوقت وحصلت على امتياز مع مرتبة الشرف، حائزة على شهادة البكالوريوس في علوم تخطيط وإدارة السياحة وإدارة الأعمال من جامعة Virginia Commonwealth University في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2002 م.

 

وشهادة معتمدة في مجال التنمية المجتمعية كمنحة من مبادرة الشراكة الأميركية  الشرق أوسطية

The Middle East Partnership Initiative  ((MEPI  في عام  2007 م.

هي أول كويتية حاصلة على شهادة معتمدة في إعداد تقارير الاستدامة من Global Reporting Initiative (  (GRI سنة 2011 م،

و في 2015 م حازت على تدريب متخصص في القانون الدولي الإنساني International Committee of The Red Cross (ICRC)، كما حصلت على العديد من الشهادات المتخصصة في مجالات التخطيط و الإدارة.

 

تخرجها ونقطة التحول 

بعد تخرجها في 2002 م من الجامعة عملت كمنسقة لإدارة التسويق والتخطيط والدراسات في Virginia Tourism Corporation في الولايات المتحدة الأمريكية لكن سرعان ما عادت للكويت في 2003 م و عملت في القطاع السياحي التابع لوزارة الإعلام.

لكن العمل في القطاع الحكومي لم يشعرها بالرضا عن نفسها فانتقلت إلى الإذاعة والتلفزيون و أسست العسعوسي شركة سنة 2006 م تحمل اسم “United Purse Group ” لإدارة مشاريع متخصصة في الإعلام والإعلان وإدارة المؤتمرات.

وحبها للسفر و اكتشاف المجهول قادها في جولة سياحية لكينيا وهناك قامت بتنفيذ فكرة و سيناريو لفيلم سياحي ثقافي تحت عنوان ” رحلة إلى كينيا” تطلب ستة أشهر من العمل و قد كانت أول امرأة عربية تقوم بهذا الإنجاز و قد عرض في عدة قنوات تلفزيونية فضائية ( 2006- 2008 م) وذهب ريعه إلى المحتاجين في كينيا.

بوادر العمل التطوعي

منذ ريعان شبابها و في عمر الخامسة عشر بدأت بوادر العمل التطوعي تظهر للعلن و قد كانت نتاجا لتربية مشبعة بالقيم و المبادئ و حب العطاء و المساعدة و التي استقتها من عائلتها.

فقد شاركت سنة 1991 م في حملات الإغاثة و الإسعاف أثناء الغزو العراقي للكويت و كانت أصغر متطوعة مع الهلال الأحمر الكويتي.

و من هول ما رأت من الدمار و التهديم ترسخ بداخلها حب العمل التطوعي فمن شب على شيء شاب عليه و تجلى ذلك أثناء دراستها في أمريكا و بعد رجوعها للكويت.

فخلال دراستها في أمريكا في التسعينات من القرن الماضي تعلمت معنى الخدمة الاجتماعية و الاعتماد على النفس فقد عملت كمساعدة في مأوى المشردين لرعاية النساء والأطفال في ولاية فرجينيا لمدة ثلاث سنوات و اختلطت بعدة ثقافات صقلت خبرتها في الحياة و العمل الاجتماعي الطوعي و زادتها هذه التجربة غنى.

كانت معالي العسعوسي متطوعة في الدفاع المدني الكويتي والجمعية الكويتية للعمل التطوعي وبرنامج إيمانيات التوعوي والجمعية الاقتصادية الكويتية.

ومشاركة فعالة في عدة مشاريع لدعم النساء و الشباب في الكويت، كمشروع “من كسب يدي” للأرامل و المطلقات في 2008 م  لمساعدتهن في إيجاد دخل مستدام .

في 2009 م شاركت في تأسيس نادي سيدات الأعمال والمهنيات التابع لمنظمة سيدات الأعمال والمهنيات العالمية (BPWI).

 

الهجرة إلى اليمن

بعد عودة معالي من أمريكا، عملت في الجمعية الاقتصادية الكويتية و قد تم تكليفها بدراسة جدوى مشروع خيري تعليمي للفتيات باليمن، وأثناء زيارتها لليمن للقيام بالدراسة تفاجئت معالي بكم المعاناة والفقر والحرمان الذي يعيشه اليمنيون و خاصة المرأة.

بعد عودتها قررت المساعدة ووضعت إستراتيجية و كونت فريق عمل، وقررت الاستعانة وأخذ النصيحة من الدكتور عبد الرحمن السميط وهو طبيب كويتي آثر العمل الإغاثي في أفقر مناطق العالم و له خبرة في هذا المجال.

عندما قابلته نصحها بثلاث نصائح:

أن تغلق أذنيها و لا تتأثر بما يقوله الآخرون وأن تختار فريق عمل يساندها و يؤمن بفكرتها و ثالث نصيحة هي أن لا تجعل المال هدفها لأنه سيأتي وحده لا محال.

 

تقول معالي: بعد أن صارحت د.السميط بخبر هجرتها لليمن والتفرغ للعمل الخيري قال لها ” إن الله سبحانه وتعالى خلقك لليمن وأنا خلقني لأفريقيا” فكانت خليفة السميط في اليمن.

 

 

في 2007 م قامت معالي العسعوسي بتأسيس مبادرة “تمكين” في الجمهورية اليمنية و التي تحولت في ما بعد إلى مؤسسة تنموية غير ربحية، و قد ساهمت في إنشاء مشاريع تنموية للمجتمع اليمني وركزت على المرأة والشباب وأطلقت حملات طبية و مشروع  قوافل النور لمعالجة المصابين بالمياه البيضاء و إجراء عمليات زرع القرنية و إعادة النور لمن فقد بصره.

في 2015 م ترأست جمعية العون المباشر فرع جمهورية اليمن و بذلك كانت أول امرأة تترأس مكتب ميداني للعون المباشر. و قد دامت هجرتها لليمن 10 سنوات من العطاء اللامتناهي.

 

انجازات معالي العسعوسي بالأرقام:

  • بلغ عدد الأسر المستفيدة من المشاريع التنموية التي ساهمت فيها معالي العسعوسي ما يفوق 250.000 أسرة يمنية و بفضل جهودها أصبحت هذه الأسر منتجة.
  • استطاعت تحصيل 637 منحة دراسية للفتيات و الشباب في عدة مجالات دراسية.
  • شاركت في تنفيذ 22 حملة طبية في مجال طب العيون حيث أجريت 5000 عملية جراحية لمكافحة العمى و تكلل جلها بالنجاح، و في طب الأطفال و أمراض النساء و الفحص المبكر للسرطان و قد تم علاج 60.000 مريض خلال 10 سنوات.
  • بلغ عدد المستفيدين من الحملات ت الإغاثية و الموسمية ( أضاحي، كسوة و إفطار في رمضان) ما يقارب الربع مليون مستفيد.
  • نفذت خلال عشر سنوات 15 مشروعا للمياه استفاد منه أكثر من 45.000 يمني.

 

خلال رحلتها في عالم الخدمة الاجتماعية و التطوع و العطاء استطاعت معالي العسعوسي بفضل تفانيها وحرصها على العطاء الدائم أن تكون أول كويتية أو خليجية و حتى في منطقة الشرق الأوسط تتخلى عن حياة الرفاهية و تنتقل لحياة أسمى غيرت فيها مصير ألاف الأشخاص عبر العالم و لقنت الجميع درسا في الإنسانية و صناعة الأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى