العرب والعالمتحقيقات وتقاريرعلوم وتكنولوجيا

صراع ساخن بين أمريكا والصين واتهامات بسرقة أسرار الذكاء الاصطناعي

حرب من نوع آخر دائرة بين الولايات المتحدة والصين وهي الحرب المعلوماتية بهدف تسجيل أي تفوق في الذكاء الاصطناعي، حيث يسعى الخصمان إلى الحصول على أي ميزة للقفز إلى الأمام في إتقان التكنولوجيا، التي لديها القدرة على إعادة تشكيل الاقتصادات والجغرافيا السياسية والحرب.

وعلى الصعيد الأمريكي تظن واشنطن أن الصين بإمكانها استخدام الذكاء الاصطناعي، لجمع وتخزين البيانات على نطاق واسع.

في حين وأدرج مكتب التحقيقات الفيدرالي الذكاء الاصطناعي ضمن قائمة التكنولوجيا الأمريكية التي يجب حمايتها، كما وضعته الصين على قائمة التقنيات التي أرادت من علمائها تحقيق اختراقات فيها بحلول عام 2025.

وتثار الشكوك بالفعل أن قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي هائلة، وأصدرت الاستخبارات الأمريكية مؤخرًا تحذيرات جديدة، تتجاوز التهديد المتمثل في سرقة الملكية الفكرية.

https://x.com/WSJ/status/1739134149078778278?s=20

ومن جانبها كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير اليوم الإثنين، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى تعتقد أن الصين يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي، لجمع وتخزين البيانات عن الأمريكيين على نطاق واسع لم يكن ممكناً من قبل.

وبدوره صرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، إن “الصين ارتبطت بعدد من السرقات الكبيرة للبيانات الشخصية على مر السنين، ويمكنها استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم المزيد من عمليات القرصنة”.

فيما ذكر “إنهم يعملون الآن على استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحسين عمليات القرصنة الضخمة باستخدام التكنولوجيا الخاصة بنا ضدنا”.

على الصعيد المقابل كذبت الصين تورطها في اختراق الشبكات الأمريكية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين إن “الولايات المتحدة كانت أكبر امبراطورية قرصنة ولص إلكتروني عالمي في العالم”، رداً على المزاعم بأن بكين اخترقت أنظمة البريد الإلكتروني للعديد من كبار المسؤولين في إدارة بايدن.

https://x.com/thehill/status/1738342663869370476?s=20

وطبقا لتقرير، أولى من مكتب التحقيقات الفيدرالي في السنوات الأخيرة، أن الإهتمام بحماية الابتكارات الأمريكية، يستهدف أن يقدم الحماية بشكل أكثر مباشرة للشركات المصنعة للرقائق القوية القادرة على معالجة برامج الذكاء الاصطناعي، بدلاً من شركات الذكاء الاصطناعي ذاتها”.

وكشف العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين إنه “حتى لو تمكن المتسللون من سرقة الخوارزميات التي يقوم عليها نظام متقدم اليوم، فإن هذا النظام يمكن أن يصبح قديمًا بعد 6 أشهر فقط، بسبب تطورات أخرى تضاف إليه من قبل مطورين آخرين.

الجدير بالذكر أنه في عام 2022، رفعت شركة “Applied Materials”، الموردة لتكنولوجيا تصنيع الرقائق، دعوى قضائية ضد شركة منافسة مملوكة للصين، وهي شركة “Mattson Technology”، زاعمة أن مهندساً سابقاً في “Applied” سرق أسراراً تجارية من الشركة وأوصلها إلى “Mattson”.

وجذبت القضية اهتمام المدعين الفيدراليين، على الرغم من عدم توجيه أي تهم جنائية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

ولا تزال القضية في طور التقاضي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رفعت ماتسون دعوى قضائية ضد شركة أبلايد، مدعياً أن المهندسين في شركة أبلايد تقدموا بطلب للحصول على براءات اختراع باستخدام الملكية الفكرية التي تم تطويرها أثناء عملهم في ماتسون.

تخوف صانعي التكنولوجي

ووفقاً للصحيفة، تزايدت المخاوف بشأن كيفية استخدام الصين للذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، لدرجة أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وقادة وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى التقوا في أكتوبر (تشرين الأول) مع قادة التكنولوجيا في هذا المجال لمناقشة هذه القضية.

وأوضحت أن صانعي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يشعرون بالقلق، بشأن وصول أسرارهم إلى الصين أيضاً.

ويشعر محللو المخابرات الأمريكية بالقلق منذ سنوات، بشأن مكاسب التجسس طويلة المدى التي يعتقد أن الصين تجنيها، جراء جمع كميات هائلة من المعلومات الشخصية التي تخص مسؤولين أمريكيين ومديري أعمال تنفيذيين.

وعلى مدى العقد الماضي، ارتبطت بكين باختراق مئات الملايين من سجلات العملاء من شركة ماريوت الدولية، ووكالة الائتمان إيكويفاكس، وشركة التأمين الصحي أنثيم (المعروفة الآن باسم إليفانس هيلث)، بالإضافة إلى أكثر من 20 مليون شخص شملت الملفات الخاصة بموظفي الحكومة الأمريكية الحاليين والسابقين، وعائلاتهم من مكتب إدارة شؤون الموظفين.

وكانت عمليات القرصنة ضخمة ومتكررة، إلى حد أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون، اتهمت الصين “بمحاولة اختراق كل شيء”، ونفت الصين مسؤوليتها عن تلك الاختراقات.

كنز معلوماتي ضخم

وقال رئيس شركة مايكروسوفت، براد سميث، في مقابلة مع (وول ستريت جورنال): “نعتقد أن الصين تستخدم بالفعل قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من البيانات التي حصلت عليها في عمليات القرصنة”.

تهديد الأمن القومي

وأشار التقرير إلى أن السلطات الأمريكية تعتقد أن عملاء المخابرات الصينية، يربطون المعلومات الحساسة عبر قواعد البيانات التي سرقوها على مر السنين لتحديد وتعقب الجواسيس الأمريكيين السريين وتحديد المسؤولين.

وقال المستشار العام السابق في مجلس النواب الأمريكي، جلين جيرستيل: “تستطيع الصين تسخير الذكاء الاصطناعي لبناء ملف عن كل أمريكي تقريباً، يتضمن تفاصيل تتراوح من السجلات الصحية إلى بطاقات الائتمان، ومن أرقام جوازات السفر إلى الأسماء والعناوين والأقارب”.

وعلى الرغم من القلق جراء الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التكنولوجيا قد تستخدم أيضاً في اكتشاف الهجمات.

وقال سميث: “نعتقد أنه إذا قمنا بعملنا بشكل جيد، فيمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي كدرع دفاعي أقوى من استخدامه كسلاح هجومي، وهذا ما يتعين علينا القيام به”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى