العرب والعالمغير مصنفموضوع مميز

زووم برواز (06): الذباب الإلكتروني…من أزمة الخليج إلى حراك الجزائر !!

 

خاص- برواز

تنتشر المصادر الإعلامية الكاذبة في كل بلدان العالم، وتؤثر بشكل سلبي على الرأي العام وتحرف الأخبار والمعلومات، وتسبب مشاكل عويصة خاصة إذا ما حصلت على اهتمام المتابعين.

وفي هذه الحلقة السادسة من سلسلة ”زووم برواز“، سنسلط الضوء على ظاهرة ”الذباب الإلكتروني“ كما أصبح يطلق عليها في الجزائر، بعدما حاولت تحريف مسار الحراك الشعبي التي تشهده البلاد منذ 22 فبراير، ومحاولة نشر الأكاذيب وتدليس الأخبار وتوجيه الرأي العام بطريقة سلبية.

هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الجزائر، ولكنها مصدر خطر لكل البلدان خاصة مع تطور الاعلام الإلكتروني، وكثرة المصادر الغامضة والمواقع ذات الشعبية الكبيرة التي تقدم محتوى فيه توجهات سياسية ودينية وثقافية مختلفة وتؤثر سلبيا على الشعب بشكل عام.

ما هو الذباب الإلكتروني ؟

الذباب الإلكتروني هو مصطلح استُحدث لوصف الحسابات الآلية أو المُبرمَجة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عادة ما يكون الهدفُ منها هدفا سياسيًا بحتاً.

يُستخدم مُصطلح لجنه إلكترونية أو اللجان الالكترونية لِذات المعنى، هي اتحاد بين مجموعة من الأشخاص أو مجموعة من المنظمات الإلكترونية تعمل على توجيه أو تغيير اتجاه الرأي العام إلى فكر معين سواء كان فكر أو معتقد منافي للحقيقي أو معها. وتعتبر اللجنه إلكترونية أحد أدوات حروب الانترنت.

ومع ازدهار عصر الشبكات الاجتماعية، بدأت تعمل مجموعات من أجل إنشاء عدد كبير من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة لتغيير مفهوم المتصفحين حول قضية معينة.

أزمة الخليج وحرب الانترنت 

خلال الأزمة الدبلوماسية مع قطر، والصدع الخليجي الذي جدث في السنوات الماضية، تمكّن متخصصون من الكشف عن حسابات تدار عبر خوارزمية خاصة، تبين أنها تشترك في التغريد على نفس القضايا والوسوم، كما تشترك بذات القوائم من المتابعين الذين يحملون أسماء عائلات  في الخليج ويضعون صور لقادة أو أعلام، لكنهم يشتركون جميعا في قوائم متابعين تحتوي على عدد كبير من أصحاب الأسماء الروسية والأوكرانية التي يتبين عند الدخول إليها أنها حسابات مهمتها الوحيدة رفع معدل التفاعل.

تتمثلُ الوظيفة الأساسية لهذه الحسابات في نشر وإعادة نشر تغريدات في العالم الافتراضي لتصبح وكأنها رأي عام لمستخدمين يبدون وكأنهم مُجمعون على رأي واحد، هذا الأمر يدفعُ مغردين طبيعيين إلى التغريد كذلك والسيرِ في معمعة ما أراد الذباب لباقي المستخدمين الحديث حوله.

وفي خضم أزمة الخليج والمقاطعة الرباعية، ساهم الذباب في الحفاظ على فتيل الأزمة مُشتعلا، ففي كل مرة كانت تتصدر هاشتاجات عدوانية الترند العالمي ثم ما لبث وأن تحول الأمر لصراع وجدال بين الشعبين على كل المنصات.

دعم خفي ونوايا خبيثة 

خلال جولتنا وتحقيقنا الحصري، مع العديد من الصفحات في الجزائر على سبيل المثال، وأيضا في بعض البلدان العربية، يمكن تعريف الذباب الإلكتروني أنهم مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل، من خلال صفحات عبر فايسبوك، أو حسابات على تويتر واسنتغرام، يروجون لكل شيء سيئ وخاطئ، ويقومون بتدليس وتحريف تصريحات المسؤولين واللعب على الوتر الحساس وإثارة الجدل في كل مرة.

ولا يقتصر الأمر على أصحاب الصفحات والحسابات ذات المتابعة العالية، بل أيضا المتابعين والردود، التي تكون عن طريق حملة منظمة ومتقنة، يدخل فيها أكثر من 100 شخص في وقت واحد ويطالبون بأشياء مخالفة لأرض الواقغ ولا تصب في مصلحة الشعب، ثم يتم تصوير تلك المطالب على أنها شعبية ويروجون لها بشكل كبير لتظهر إلى الواجهة.

وقد تم الكشف عن العديد الخليات الإعلامية التي نشطت بشكل كبير في الجزائر خلال الحراك الشعبي، وكانت تتلقى دعما ماليا خفيا من معارضي الحراك، نفس الشيء حدث سابقا في تونس خلال الثورة، وأيضا في مصر ويحدث حاليا في سوريا والسودان.

الجدل والفضائح حكاية أخرى

في بلدان أخرى يمكن تعريف الذباب الإلكتروني أنه المصدر الذي يركز كثيرا على الجدل والفضائح غير الأخلاقية وحصر العمل الإعلامي في هذا الشيء فقط، دون اتباع قواعد واساسيات المهنة، وايصال المعلومة باتقان وسهولة إلى القارئ.

وحسب رأي بعض أستاذة أكبر جامعة في الشرق الجزائري، جامعة منتوري بمدينة قسنطينة، في كلامهم لموقعنا، أكدوا أن 71 بالمئة تقريبا من المصادر التي تركز على الجدل لجلب المتابعين تخسر مصداقيتها في ظرف 6 إلى 9 أشهر، بسبب طبيعة القارئ في البحث عن المعلومة والخبر دون دراما مبالغ فيها، وفي كل مرة يكون العنوان مخالفا تماما لمحتوى الموضوع.

مستقبل الإعلام أصبح في الانترنت ولكن ..

يمكن أن يتفق الأغلبية أن الإعلام الإلكتروني قد فرض نفسه بقوة في الفترة الأخيرة، وأصبح يسيطر على نسبة القراء والمتابعين بشكل يومي، رغم القيمة الثابتة التي تمثلها الصحف الورقية، ولكن يمكن القول أن المضي على نهج الاحترافية والدقة والمهنية في الاعلام الالكتروني مهمة صعبة وتحتاج إلى تركيز ومراعاة للقراء ومنحهم الأهم بلغة سليمة ودون أي تعقيدات وخلفيات وشفرات بين السطور.

ولهذا يرى الباحثين في أرقى الجامعات الأمريكية، خلال دراساتهم الأخيرة أن الاعلام الإلكتروني سلاح ذو حدين، وانتشار ما يطلق عليه بـ(الذباب) يمنح صورة سيئة على التطور الإعلامي على مستوى الإنترنت، خاصة مع استعمال الحيل والعناوين المزيفة والمعلومات الخاطئة لجلب المتابعين واثارة الجدل وكسب أكبر عدد من الزوار دون التركيز على المحتوى، وتوجيه الرأي العام والتأثير على قضية معينة بشكل كاذب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى