تقرير: حسني مبارك عند الثوار المصريين.. تناقض أم أداء واجب أم شعور بالندم؟

خاص – برواز
تُوفي الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 92 عامًا، عقب صراع طويل مع المرض؛ أدى كثيرًا إلى انتشار شائعات حول وفاته بين الحين والآخر، لكن الخبر هذه المرة كان حقيقيًا، لكن كان الصدى الذي أنتجه خبر الوفاة في الأوساط المصرية غريبًا، بين وصف مبارك بالطاغية ووصفه بالزعيم أنقسم المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي.
مبارك، الذي كان قائدًا للقوات الجوية في حرب 6 أكتوبر 1973م، والذي تم تنصيبه رئيسًا لمصر في عام 1981م بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وظل على عرش البلاد لمدة 30 عامًا انتهت عقب تنحيه عن الحكم نتيجة الضغط الشعبي عليه في ثورة 25 يناير 2011م، وتمت محاكمته في قضايا فساد مالي وقتل المتظاهرين في الثورة.
هل الثوار المصريون متناقضون؟
ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية هو تعامل بعض المعارضين البارزين للرئيس المصري الأسبق مبارك بطريقة معكسة لمواقفهم المعلنة، ومع إعلان الرئاسة المصرية الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام زاد الجدل، بين التعامل مع مبارك على أنه زعيم وطني وبين وصفه بالديكتاتور المستبد الذي قامت عليه الثورة، ومع عبارات التعزية التي قالها أنصار ثورة يناير فتح الباب لسؤال هام: هل ندم بعض الثوار على مواقفهم السابقة؟ أم أنها تندرج تحت باب أداء واجب العزاء؟
البداية من أحد مفجري الثورة المصرية في 25 يناير 2011م، والذي أسس صفحة كلنا خالد سعيد للدعوة للثورة آنذاك، الناشط السياسي وائل غنيم، والذي قال في تغريدة على صفحته في موقع تويتر: “رحمة الله على الرئيس حسني مبارك، كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم، ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده، كان محبًا ومخلصًا لمصر، تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرًا وأخطأ كثيرًا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره، وسيحكم التاريخ”.
رحمة الله على الرئيس حسني مبارك. كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم. ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده. كان محبا ومخلصا لمصر. تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره. وسيحكم التاريخ ❤️ pic.twitter.com/ZUtmQSRKRv
— Ghonim ? (@Ghonim) February 25, 2020
أما اللاعب المصري السابق الشهير محمد أبوتريكة، والمعروف بمناصرته لثورة يناير، كتب على حسابه تغريدة قال فيها: “رحم الله رئيس مصر الأسبق حسني مبارك وغفر الله له وتجاوز عن سيئاته، وخالص التعازي للأسرة، ورحم الله الجميع”.
رحم الله رئيس مصر الأسبق حسني مبارك وغفر الله له وتجاوز عن سيئاته وخالص التعازي للأسرة ورحم الله الجميع
— محمد أبوتريكة (@trikaofficial) February 25, 2020
وقال السياسي المصري عمرو حمزاوي، المشهور بتأييده لثورة يناير: “رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وألهم ذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وألهم ذويه الصبر والسلوان، انا لله وانا إليه راجعون
— Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) February 25, 2020
أما الدكتور محمد البرادعي، الذي يعتبره الكثير من الشباب أيقونة لثورة 25 يناير، أوضح سبب تقدمه بالتعازي في وفاة الرئيسين المصريين الأسبقين الدكتور مرسي ومبارك، فقال في تغريدة له: “نعيي للرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى والرئيس الأسبق حسنى مبارك هو اتساقًا مع قيم تربيت عليها والتزم بها، وهي قيم إنسانية تشكل ركيزة لكل الأديان والعقائد، ومنها طلب الرحمة من الرحمن الرحيم لكل روح انتقلت إلى بارئها (ورحمتى وسعت كل شيء)”.
نعيي للرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى والرئيس الأسبق حسنى مبارك هو اتساقًا مع قيم تربيت عليها والتزم بها، وهي قيم إنسانية تشكل ركيزة لكل الأديان والعقائد، ومنها طلب الرحمة من الرحمن الرحيم لكل روح انتقلت إلى بارئها "ورحمتى وسعت كل شيء" https://t.co/Ggm5BfQn5z
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) February 25, 2020



