القمر يستعد لعرض فلكي استثنائي!

تستعد سماء نصف الكرة الشمالي لعرض فلكي فريد مساء الخميس 10 يوليو، حيث يكتمل أول بدر في فصل الصيف، والمعروف تقليديًا باسم “قمر الغزال”، في مشهد يخطف الأنفاس ويجمع بين الجمال البصري والأهمية الثقافية والعلمية.
ويبلغ القمر ذروة اكتماله في الساعة 20:38 بتوقيت غرينتش، إلا أن اللحظة الأجمل ستكون عند شروقه مع الغسق، عندما يظهر القمر بحجم ضخم ولون برتقالي ذهبي على الأفق الشرقي، بفعل مرور ضوئه عبر الغلاف الجوي الأرضي الكثيف.
ويمثل هذا المشهد فرصة ذهبية لعشاق التصوير والفلك لتوثيق واحدة من أروع الظواهر الطبيعية.
ويمتاز هذا القمر بمساره المنخفض جدًا في السماء، إذ يأتي بعد نحو ثلاثة أسابيع من الانقلاب الصيفي، فيعكس موقع الشمس المرتفع حينها، ليحاكي القمر بذلك مسار الشمس الشتوي. ويزيد هذا التموضع من تأثير ظاهرة “الوهم القمري” (Moon Illusion)، التي تجعل القمر يبدو أكبر من حجمه الفعلي عند قربه من الأفق.
وتعود تسمية “قمر الغزال” إلى قبائل الأمريكيين الأصليين الذين لاحظوا أن هذا الوقت من السنة يشهد اكتمال نمو قرون غزلان الأدغال (Buck). بينما تطلق عليه الثقافات الأوروبية اسم “قمر القش”، في إشارة إلى موسم حصاد القش في منتصف الصيف.
وتتنوع التسميات حول العالم لتشمل “قمر العواصف الرعدية” و”قمر السلمون”، في دلالة على ارتباط الإنسان منذ القدم بدورات الطبيعة والسماء.
ومن الزاوية العلمية، يتميز قمر الغزال هذا العام بكونه الأبعد عن الشمس مقارنة بباقي الأقمار، إذ جاءت ذروة اكتماله بعد أسبوع من وصول الأرض إلى نقطة “الأوج”، أي أبعد مسافة لها عن الشمس في مدارها السنوي.
ويمنح هذا التزامن القمر طابعًا علميًا فريدًا، حيث يبرز الفوارق المدارية التي تتحكم في المشهد السماوي.
ويدعو خبراء الفلك الجميع للاستمتاع بهذا العرض الفريد، لاسيما مع إمكانية استخدام الحاسبات الفلكية الإلكترونية لتحديد وقت الشروق بدقة حسب الموقع الجغرافي، ما يتيح لكل مراقب معرفة أفضل لحظة لمشاهدة أو تصوير القمر.
ومع قرب اكتمال “قمر الحفش” في أغسطس المقبل، يستمر موسم الأقمار الصيفية التي تأسر القلوب والأبصار، لكن “قمر الغزال” يبقى الأبرز هذا العام، لما يحمله من تناسق بصري وأبعاد تراثية وعلمية، في عرض سماوي لا يتكرر بهذا الشكل إلا مرة واحدة كل عام.



