العجمي: أهمية تطوير آليات حماية الأطفال من العالم الرقمي باعتباره “أولوية قصوى” لدول الخليج

أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة الدكتور خالد العجمي أهمية العمل على تطوير آليات الوقاية للحفاظ على الأطفال وحمايتهم من العالم الافتراضي الرقمي باعتباره “أولوية قصوى” في أجندة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور العجمي، اليوم الأربعاء، في افتتاح الجلسة الحوارية في المنامة حول حماية الأطفال في العالم التي ينظمها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية في دول الخليج العربية.
وأضاف أن حماية المجتمع من الفضاء الإلكتروني تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الجميع بشكل عام والأطفال بشكل خاص، مؤكدًا أهمية عقد مثل هذه الجلسات الحوارية لتبادل التجارب والأفكار بين دول مجلس التعاون الخليجي والتعرف على مخاطر الإنترنت.
وأوضح أن تلك الجلسات الحوارية ستنعكس إيجابًا على حماية أطفالنا من أية مخاطر تهدد سلامتهم وتؤثر على أفكارهم وسلوكياتهم وتسهم في زيادة مستوى الوعي الخاص بهم والارتقاء بمجتمعاتهم.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور خالد العجمي، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)، إن مشاركته في الجلسة الحوارية تأتي بحكم أن الكويت هي رئيس الدورة الحالية لوزارات الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدًا أهمية تسليط الضوء على التجارب والخبرات الخليجية وتبادل الخبرات في مجال حماية الطفولة خاصة في ضوء ما نشهده من تسارع وتيرة التحول الرقمي.
وأوضح ان هذه التغييرات السريعة تتطلب تكثيف الجهود وتوحيد الرؤى بين وزارات الشؤون الاجتماعية في دول الخليج لحماية الأطفال من العالم الرقمي والاهتمام بتعزيز مستوى حمايتهم من المخاطر التي قد تهدد سلامتهم.
ولفت إلى ضرورة تثقيف المجتمع ونشر الوعي حول التحول الرقمي وتنظيم الحملات الخاصة المعنية بالتعرف على مزايا وسلبيات الرقمنة مع الحرص على استهداف جميع شرائح المجتمع والتركيز بشكل خاص على الأطفال.
كما أعرب عن أمله في أن تسفر هذه الجلسة الحوارية عن مجموعة قيمة من التوصيات المهمة تتناول جميع الجوانب والأبعاد لتتم دراستها من قبل المكتب التنفيذي بالتنسيق مع وزارات الشؤون الخليجية في دول الخليج.
وأكد العجمي ضرورة مناقشة مسودة قرارات ونتائج اجتماعات وزراء الشؤون بدول مجلس التعاون والاطلاع على التجارب الخليجية والاستفادة منها خاصة لما يربط بينها من قواسم مشتركة وتقارب المجتمعات في العادات مما يجعل الخطط والأهداف واحدة.
ولفت إلى أن دولة الكويت تكرس جهودًا في الاطلاع ومتابعة هذه التجارب لتقليل وطأة هذه المخاطر والتخفيف من حدتها، مشيرًا إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تولي مجال الطفولة اهتمامًا كبيرًا ولديها العديد من المراكز والنوادي المخصصة للأطفال التي تعنى بحمايتهم من العالم الفضائي من خلال استمالتهم وإشراكهم في البرامج والدورات اللازمة.
من جهته، قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل الخليجي محمد العبيدلي، في كلمته خلال الجلسة، إن عرض تجارب دول الخليج في حماية الطفل من مخاطر الرقمنة والتكنولوجيا من منظور التنمية الاجتماعية يعد جوهر العمل الاجتماعي وأساس بناء المجتمعات السليمة والمتوازنة.
وأضاف أن التحول الرقمي “أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وامتد تأثيره إلى كل بيت وكل أسرة وكل طفل وبينما نحصد ثمار التطور التكنولوجي في التعليم والصحة والتواصل لا بد أن نتعامل أيضًا بوعي ويقظة مع التحديات الاجتماعية التي تفرزها هذه التحولات خصوصًا على فئة الأطفال بوصفهم الفئة الأكثر تأثرًا”.
وذكر العبيدلي أنه من منطلق المسؤولية في الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية فـ”إننا معنيون ليس فقط بحماية الطفل من المخاطر الرقمية بل أيضًا بتمكينه من التفاعل الآمن والمتوازن مع العالم الرقمي ضمن بيئة أسرية ومجتمعية داعمة وتشاركية تسهم في صقل شخصيته وتعزيز قيمه ومهاراته”.
وقال إن تبادل التجارب بين دول الخليج في هذا المجال يفتح آفاقًا للتكامل، ويمنحنا فرصة لبناء سياسات اجتماعية مستدامة قادرة على حماية الطفل وتوجيه التكنولوجيا لخدمة نموه المتكامل ورفاهيته النفسية والاجتماعية.
بدوره سلط المندوب والمراقب لبعثة مجلس التعاون لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير عبد العزيز النصار الضوء على جهود دول المجلس في مجال حماية الطفل ومبادراتها السباقة مشيرا إلى ما حققته من خطوات متقدمة على مستوى التشريعات والتعاون الدولي.
وأكد أن حماية الأطفال في البيئة الرقمية لها أولوية استراتيجية مشددا على ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتقديم الدعم الفني للدول التي تواجه تحديات على هذا الصعيد.
كما لفت إلى أهمية إبراز تجارب دول المجلس الغنية والمتنوعة باعتبارها تمثل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها ونقلها إلى المستويين الإقليمي والدولي بما يدفع نحو تعزيز حماية الطفولة في الفضاء السيبراني.



