العرب والعالممحليات

الإطاحة بقادة داعش خلال حرب داخلية بين العراقيين والسوريين

كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن تمكن قوات تابعة لها من قتل عبد الهادي محمود الحاج، أحد مسؤولي العمليات الخارجية في داعش والذي خطط لشن هجمات في الشرق الأوسط وأوروبا من بينها اختطاف مسؤولين أجانب، وبعد ساعات، أفصح منشقون عن التنظيم عن مقتل إبراهيم المعن (إبراهيم شيخ موسى)، الأمني العام لولاية الشام والنائب الأول لوالي الشام، خلال نفس العملية الأمريكية التي وقعت في قرية السويدة التابعة لناحية غندورة في ريف جرابلس التي تُسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري.

في حين أن البيان الأمريكي بجانب تصريحات خاصة من المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الأمريكية اكتفت بالإشارة إلى مقتل عبد الهادي محمود الحاج، ولم تشر إلى أسماء القتيلين الآخرين الذين قتلا معه في الهجوم، إلا أن المعلومات المتوافرة حتى الآن تؤكد مقتل الأمني العام لداعش في سوريا إبراهيم المعن، والذي يظهر أن هويته الحقيقية لم تكن معروفة لدى القوات المُغيرة.

وقد شدد البيان الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية إلى جانب المعلومات التي كشفها منشقون عن داعش من بينهم قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي”، استمرار حالة النزيف القيادي التي يُعاني منها التنظيم خلال الفترة الأخيرة، والتي خسر خلالها ثُلة من كبار قادته بما في ذلك أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر أمير الإدارة العامة للولايات، أهم الهيئات التنفيذية لداعش حاليا، ونائبه إياد الجبوري/ خالد الجبوري وغيرهم.

على أن تلك الضربات التي تلقتها قيادة داعش العليا أثبتت عجز التنظيم وذراعه الأمني المعروف بـ”ديوان الأمن العام” عن حماية أمراء التنظيم وفشله في تأمين القيادات الأمنية البارزة كإبراهيم المعن، نائب والي الشام والأمني العام للولاية، كما ألمحت إلى وجود صراع واحتراب في القيادة العليا للتنظيم أدى إلى تشظي تلك القيادة وانقسامها، وانشغال الأمراء والقادة بالبحث عن ملاذ آمن يقيمون فيه.

وفي الحقيقة، فإن البحث عن دار الأمن أو الملاذ الآمن كان الشاغل الأساسي لقادة داعش منذ بدأ سقوط معاقل خلافته المكانية والمدن الكبرى التي سيطر عليها التنظيم خلال عام 2017، فخلال تلك الفترة بدأ كبار القادة ومن بينهم خليفة التنظيم، وقتها، أبو بكر البغدادي الانتقال من الجانب العراقي إلى الأراضي السورية.

ولجأ كبار قادة داعش إلى المناطق التي تُسيطر عليها الفصائل السورية المسلحة في شمال سوريا، وكانت المناطق التي تُسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا)، وجهة مفضلة للقادة والأمراء العراقيين الذين دفعوا آلاف الدولارات لأمني وكوادر الفصائل السورية من أجل الإيواء والحماية، حسبما تُبين وثائق مسربة من أرشيف داعش وتقارير أخرى نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت سابق.

وحتى الآن، لا تتوفر إحصائية دقيقة عن عدد قادة داعش العراقيين وغيرهم الذين انتقلوا إلى مناطق الشمال السوري وأبرموا صفقات مع الفصائل المسلحة من أجل الأمن والحماية، لكن تتبع عمليات استهداف كبار قادة التنظيم يُبين أن هذه البقعة الجغرافية صارت وجهة مفضلة لهم حتى مع استهداف وقتل أمراء وقادة بارزين في التنظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى