الأمم المتحدة: حرمان سكان غزة من وسائل البقاء على قيد الحياة متعمد من طرف اسرائيل

قال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، اليوم الأربعاء، أن المشاهد المؤلمة لمقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة، تعكس “خيارات متعمدة” تهدف إلى حرمانهم من مقوّمات البقاء، في القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي مشدد.
وكانت فرق الدفاع المدني في غزة قد أعلنت، يوم الثلاثاء، استشهاد 27 مواطنًا جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عبر نيران أُطلقت من دبابات وطائرات مسيرة، أثناء تجمعهم قرب دوار العلم في طريقهم إلى مركز توزيع المساعدات الأميركي في مدينة رفح، جنوب القطاع.
وقال فليتشر في بيان رسمي: “يشاهد العالم، يوماً بعد يوم، صوراً مروعة لفلسطينيين يُصابون أو يُقتلون بينما يحاولون ببساطة الحصول على الطعام”.
وأضاف: “ما شهدناه أمس، حيث نُقل عشرات القتلى إلى المستشفيات عقب إطلاق القوات الإسرائيلية النار، هو نتيجة مباشرة لسلسلة من القرارات المتعمدة التي أدت إلى حرمان ممنهج لنحو مليوني إنسان من أساسيات الحياة”.
ودعا فليتشر إلى فتح تحقيق مستقل في هذه الحوادث، مجددًا مطلب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن ضرورة المساءلة.
وقال: “هذه ليست حوادث فردية، ويجب محاسبة المسؤولين عنها. لا ينبغي لأحد أن يخاطر بحياته من أجل إطعام أطفاله”.
وشدد على ضرورة تمكين العاملين في المجال الإنساني من أداء مهامهم داخل القطاع المحاصر، قائلاً: “نمتلك الفرق والخطط والإمدادات والخبرة. افتحوا المعابر كافة. اسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية بشكل واسع ومن جميع الاتجاهات. أزيلوا القيود المفروضة على نوعية وكمية ما يمكن إدخاله. أوقفوا التأخيرات وعمليات الرفض. أطلقوا سراح الرهائن. ونفذوا وقفاً فورياً لإطلاق النار”.
وكانت إسرائيل قد فرضت حصارًا مشددًا على غزة منذ الثاني من مارس، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، قبل أن تخفف القيود جزئيًا بعد قرابة شهرين.
غير أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تؤكد أن كميات المساعدات التي سُمح بإدخالها لا تفي سوى بجزء ضئيل من الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.



