“إعانة المرضى”.. أربعة عقود من العطاء الخيري داخل #الكويت وخارجها

شعر عدد من الأطباء الكويتيين بآلام المرضى الفقراء في المستشفيات فعزموا على رفع معاناتهم ورسم الابتسامة على محياهم بتأسيس (صندوق مساعدة المرضى) الذي انطلق من مستشفى الصباح عام 1979 كإحدى لجان جمعية النجاة الخيرية مشكلا بهذا أول لجنة طبية خيرية بالكويت ومنطقة الخليج العربي.
ويستهدف (الصندوق) الذي أشهر في 2005 (جمعية خيرية مستقلة) بناء على قرار من مجلس الوزراء مساعدة السقماء ممن أقعدهم الداء عن مناشدة الرزق وتأمين علاجهم وتوفير لقمة العيش الكريم لهم فضلا عن خدمة المرضى المعوزين عبر تقديم أرقى خدمة وأنسب إنعاش طبية بأفضل المقاييس.
ويتولى (الصندوق) التي يحتفي تلك الأيام بمرور أربعين عاما على تأسيسه توفير الأدوية لكثير ممن يفتقر علاجهم أدوية باهظة السعر بخاصة مرضى السرطان والتهاب الكبد الوبائي والتهابات التنفس والتصلب الذائع وغيرها.
في ذلك الصدد أفاد رئيس مجلس إدارة (الجمعية) الدكتور محمد الشرهان اليوم يوم الاربعاء إن (معاونة المرضى) فتح صفحة مشرقة للعمل الخيري الكويتي إذ أنجز نجاحات منقطعة النظير لصالح عشرات الآلاف من المرضى المعسرين داخل البلاد وخارجها.
وأزاد الشرهان أن (الصندوق) رِجل منذ تأسيسه مساعدات بثمن ناهزت تسعين مليون دينار كويتي (صوب 297 مليون دولار) انتفع منها زيادة عن مائة 1000 مريض عن طريق دعم الحالات المرضية في مستشفيات البلاد فضلا عن مشروعات خارجية.
وذكر أن انطلاقة الوعاء الأولى كانت من مستشفى الصباح عام 1979 كخطوة نهض بها بعض الأطباء تجاه المرضى لتوفير ثمن العلاج أو إعالة أسرهم بعدما أعاقهم الداء عن إلتماس الرزق وواكب هذا تشكيل لجنة احتضنتها جمعية النجاة الخيرية.
وأوضح أن هؤلاء الأطباء قرروا العمل بهدف معاونة المرضى والعاجزين المعسرين وأسرهم ورفع المعاناة عنهم إذ حددوا عدد من الأهداف لتكون منارة يسيرون على ضوئها فى ممر العمل الخيري.
وأشار الشرهان حتّى من أهداف (الصندوق) المشاركة في تأسيس المستشفيات والمراكز الصحية وتجهيزها داخل الكويت وخارجها والمساهمة في أصدر الوعي الصحي بالإضافة إلى مساعدة الذين يتحتم مداواتهم خارج البلاد والمساهمة في مد يد الدعم الجوهري والصحي لمتضرري الكوارث بشأن العالم.
وأفاد بأن هنالك لجنة تتكفل بدراسة الحالات الإنسانية التي تتقدم بطلبات المساعدة وتحولها إلى الباحثين والباحثات المختصين للتحقق من أن طالب المعاونة يقيم في البلاد بصورة مشروعة ومعه معيشة سارية المفعول ويمتلك ما يثبت أنه فعلا يحتاج إلى المعاونة من خلال الأوراق الثبوتية.
وقال إن (الصندوق) قام بتغطية تكاليف آلاف الحالات المحتاجة إلى التصوير الإشعاعي والأطراف التعويضية والنظارات الطبية والمفاصل الاصطناعية وغيرها من الخدمات الإنسانية.
وفي شأن المساعدات والمشروعات الخيرية التي ينفذها ويديرها (الصندوق) في الخارج بناء على طلب من المتبرعين أوضح الشرهان أن (الصندوق) قام بمساعدة أكثر من 35 ألف مريض من مرضى السرطان والكبد الوبائي والقلب.
وذكر أن الصندوق يركز اليوم إلى جانب المشاريع القديمة من مستشفيات ومراكز صحية يديرها في المناطق الفقيرة على مشروع (مخيمات العيون) إذ تأكد من جدواه بعد أن أسهم في إعادة الإبصار لمئات الحالات المرضية التي كانت قد فقدت نعمة البصر خصوصا في النيجر وتشاد وجيبوتي والسودان ومصر.
وأشار إلى أن من المشاريع الخارجية المتميزة التي دشنها (الصندوق) مشروع (مركز الأمل لغسيل الكلى) في بنغلاديش التي يعاني نسبة كبيرة من سكانها من مرض الفشل الكلوي.
وأوضح أن المشروع افتتح عام 2000 بالتعاون مع لجنة القارة الهندية في جمعية إحياء التراث الإسلامي التي تولت تأجير المبنى في حين قام الصندوق بتجهيز المركز بأجهزة غسيل الكلى ومستلزماته والأسرة اللازمة والمختبر والأجهزة الطبية وسيارة إسعاف ومولد كهربائي احتياطي كما تم تزويده بـ 13 جهازا لغسيل الكلى.
وذكر أنه تم أيضا إنشاء فرع الصندوق في السودان ليقدم خدمات إغاثية طبية لأكثر من نصف مليون نسمة كما أقام مجمعا صحيا في محافظة كفر الشيخ المصرية فضلا عن دعم المشاريع الطبية في كل من الصومال والبوسنة والهرسك وألبانيا واليمن وغيرها من الدول.
وفي ما يتعلق بالأنشطة الخيرية الأخرى للصندوق قال الشرهان إن لدى (إعانة المرضى) 17 ناديا تستهدف رعاية الأطفال المرضى في مستشفيات البلاد ومشروع الحضانات الذي يدعم موظفات وزارة الصحة فضلا عن توزيع الحقائب المدرسية والنشرات التوعوية والمصاحف على المرضى في المسشفيات.



