محليات

إرادة كويتية – صينية مشتركة لدفع «ميناء مبارك» نحو التنفيذ السريع.. مشاورات مكثفة وتعاون استراتيجي

تتسارع الخطى وتتفق الإرادتان الكويتية والصينية على الدفع بقوة لتنفيذ مشروع ميناء مبارك الكبير الاستراتيجي في جزيرة بوبيان، انطلاقاً من القناعة المشتركة بأهميته المحورية كمركز إقليمي للنقل وبدوره الحيوي في تحقيق التنمية الشاملة وتطوير منطقة الشمال كمنظومة اقتصادية وعمرانية متكاملة.

وتجلت هذه الإرادة بوضوح في أعقاب توقيع عقد مباشرة أعمال المرحلة الأولى للمشروع في مارس الماضي، حيث عكست المواقف والتصريحات المتجانسة من الجانبين عزماً راسخاً على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي، بالتوازي مع تكثيف الاجتماعات الهادفة إلى تذليل العقبات وتسريع وتيرة التنفيذ.

مشاورات مكثفة وتعاون متنامٍ:

أسهمت الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الكويت والصين، التي اختتمت أعمالها مؤخراً، في توسيع قنوات التشاور ودفع التوافقات القائمة نحو آفاق أرحب. وشهدت المشاورات استعراضاً لمستجدات تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، لا سيما متابعة المشاريع التنموية الكبرى وعلى رأسها مشروع ميناء مبارك، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين ومستشاري لجنة التنمية والإصلاح.

وفي هذا السياق، أكد سفير الصين لدى البلاد، تشانغ جيناوي، أن بلاده تعمل مع الجانب الكويتي على تعجيل وتيرة العمل للدفع بالمشروع إلى مرحلة جديدة متقدمة، واصفاً إياه بالمشروع الضخم والاستراتيجي للكويت والمهم للتعاون الثنائي. وأشار السفير إلى أهمية الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام بها نائب وزير النقل الصيني للميناء، والاتفاق الذي تم مع وزيرة الأشغال العامة د. نورة المشعان على تعجيل وتيرة العمل.

أولوية كويتية ودعم سياسي:

من جانبها، أكدت الحكومة الكويتية في مناسبات عدة على الأولوية القصوى التي توليها لمشروع ميناء مبارك، انطلاقاً من رؤية البلاد التنموية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل واستعادة دور الكويت التجاري والمالي المحوري. وتجسد هذا الالتزام بتوقيع عقد دراسة وتصميم وتقديم خدمات ما قبل التنفيذ مع الشركة الصينية الحكومية للبناء والمواصلات في فبراير الماضي.

وشددت الوزيرة المشعان عقب التوقيع على أن استكمال المشروع يمثل إحدى أولويات القيادة السياسية العليا ويحظى بتوجيهات سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ودعم رئيسي من سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله. وأكدت أن منهجية التواصل والتشاور بين القيادتين أصبحت فعالة ومستمرة، مشيرة إلى أهمية الارتقاء بالتعاون العملي بين البلدين واستدامته.

خطوات تنفيذية ومستقبل واعد:

وانطلقت أعمال عقد المشروع فعلياً في 16 مارس الماضي، بالتزامن مع جولات ميدانية متواصلة للموقع ضمت مسؤولين من البلدين لمتابعة سير الأعمال وتذليل العقبات. وتعكس الاجتماعات الثنائية التوافق المشترك على توسيع آفاق العلاقات ودعم استراتيجية الكويت التنموية وتوفير المناخ الجاذب للاستثمارات.

ويُعد الميناء ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ويهدف التعاون الكويتي-الصيني بشأنه، وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة، إلى إقامة نقطة ارتكاز جديدة لتسهيل التجارة بين الشرق والغرب، وليصبح الميناء “الحصاد المبكر” بقطاع النقل ضمن مسيرة التنمية المشتركة لمبادرة الحزام والطريق بين البلدين.

وتأتي هذه التطورات في ظل الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والصين التي أُرسيت عام 2018، والتي تم تعزيزها بحزمة مذكرات تفاهم خلال زيارة سمو الأمير للصين في سبتمبر 2023 شملت مجالات حيوية متنوعة. وتنسجم هذه الجهود مع التوجيهات السامية بضرورة الإسراع بتنفيذ المشاريع التنموية الاستراتيجية التي طال انتظارها لتحقيق تطلعات الشعب وطموحاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى