العرب والعالمموضوع مميز

جمال بن سماعين …شاب متطوع أراد انقاذ الأرواح فتم حرقه أمام الجميع

خاص برواز

تمر الجزائر بظروف قاهرة وصعبة مثل العديد من البلدان بسبب موجة الحرائق الهائلة التي ضربت البلاد في الأيام الماضية.

وشهدت منطقة القبائل الكبرى في الجزائر حرائق غير مسبوقة، خلفت أكثر من 60 ضحية وهدمت مئات المنازل والممتلكات.

وامتدت الحرائق بعد ذلك إلى مدن أخرى، إلا أن الأضرار كانت هائلة في مدينة تيزي وزو، ونزح الآلاف من بيوتهم بين ليلة وضحاها.

تحذير بعض الصور قد تكون غير ملائمة للبعض.

قافلة التضامن 

 

في وسط هذا الفوضى والكارثة الطبيعية، هرع الجزائريون من كل مدينة لتقديم يد المساعدة، وانطلقت قوافل الإمدادات الغذائية والطبية.

كما تجد مئات الشباب بإمكانياتهم الخاصة للانضمام إلى رجال الإطفاء وجهود السيطرة على الحرائق.

وفي ساعات قليلة سجلت المدينة قفزة كبيرة في عدد المساعدات وطغت روح التضامن والأخوة رغم الكارثة الكبرى.

 

تراشق الاتهامات 

 

ورغم أن كل التوقعات والمعطيات العلمية تشير إلى أن الحرائق اندلعت بتأثير الطبيعة، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة.

إلا أن الاتهامات كانت موجهة نحو مجهولين كان وراء اشعال النار بشكل متعمد في الغابات.

ومع التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت الأكاذيب والاشاعات حول المتسبيين في الحرائق.

خاصة وأن الكارثة حصدت أرواح 25 عسكريا وأكثر من 35 مدنيا.

 

المتهم بريء حتى تثبت إدانته

 

ومع حلول عشية أمس الأربعاء، تداولت وسائل إعلامية محلية القبض على مشتبه بهم، وكانوا على متن سيارة للقيام بمخطط اضرام النار مرة أخرى.

انفجرت الأوضاع بين سكان منطقة الأربعاء في تيزي وزو، واقتحموا مركز الشرطة بعنف كبير، واختطفوا أحد المشتبه بهم بالقوة.

بعد ذلك، ودون أي تحقيق أو دليل رسمي وملموس، انهال العشرات بالضرب على الشاب الذي لم يحصل على فرصة لتوضيح الحقيقة.

 

جريمة بشعة، تنكيل وسيلفي مع الجثة !

بعد صدور خبر القبض على المشتبه به، بدأت الصور والفيديوهات البشعة تتداول على مواقع التواصل بشكل رهيب.

ونشرت عدة مصادر فيديو مباشر لشخص يحترق حيا أمام أعين المشاهدين، وبدأت المقاطع البشعة في الانتشار بشكل رهيب.

وتبين أن السكان اتخذوا قرار قتل الشاب المشتبه به حرقا، والأسوأ من هذا التنكيل بجثته بطريقة لا يمكن وصفها.

وفي الليل ظهرت مقاطع أخرى أكثر بشاعة، يظهر فيها أحد الاشخاص وهو يحاول قطع رأس الضحية ليجعله عبرة.

 

الحقيقة الصادمة

 

لم يستغرق الأمر طويلا، أقارب وجيران الضحية الشاب تعرفوا على ابنهم وصديقهم، ونشروا مقاطع وبث مباشر لتأكيد هويته.

بعد ساعات، تبين أن الشاب يدعى جمال بن سماعيل، وهو متطوع ينحدر من ولاية عين الدفلى، فنان ورسام وموسيقى مبدع.

جمال بن سماعين كان قد جمع أموال التبرعات في منطقته وانطلق ليقدم يد المساعدة والوقوف إلى جانب اخوانه.

وقبل ساعات من اغتياله بتلك الطريقة، ظهر على قناة محلية يطالب الشعب بالوحدة والتضامن لمحاربة هذه الكارثة.

وفي لمح البصر تم القبض عليه وحرقه والتنكيل بجثته، لتزداد الأمور سوءا، رغم المطالب باهداء الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

تحقيق ومؤامرة 

 

وزارة العدل الجزائرية أصدرت بيان رسمي اليوم الخميس، أكدت فيه بداية التحقيق الموسع في الحادثة المأساوية.

في حين انتشرت عدة فرضيات حول مؤامرة من أيادي خارجية تريد قيام حرب أهلية داخل الجزائر.

خاصة وأن التضامن الكبير بين الجميع، كان له صدى كبير على المستوى العربي والعالمي.

فهل ستأخذ العدالة حق الشاب جمال بن سماعين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى