العرب والعالمغير مصنفموضوع مميز

تقرير برواز: قايد أحمد صالح….الرجل الذي منع الربيع العربي من دخول الجزائر !

خاص برواز

تجمهر الملايين من الجزائرين في كل أنحاء البلاد، اليوم الأربعاء لتوديع قائد الأركان العسكرية، الفريق قايد أحمد صالح، الذي وافته المنية عن عمر الـ80 سنة.

جنازة مليونية عبرت بشكل واضح العلاقة العميقة، بين الجيش والشعب الجزائري، بعد التغلب على أسوأ مرحلة في تاريخ البلاد، والوقوف في وجه الفتنة والربيع العربي، الذي توقف وعجز عن التسلل بين الجزائريين على مدار 10 أشهر من الحراك المستمر والاحتجاجات والمظاهرات.

في 22 فبراير الماضي، خرج الشعب الجزائري إلى الشارع، لرفض الانتخابات، ووضع حد لنهب رؤوس الفساد، في تلك المرحلة توقع الجميع انهيار النظام وتحوله إلى عسكري والمضي قدما في ربيع عربي أسود، بعد عشرية سوداء مرت بها الجزائر في بداية التسعينات، خلفت أكثر من 250 ألف ضحية في 8 سنوات.

  • من هو القايد صالح ؟

ولد أحمد قايد صالح في 13 يناير عام 1940 في بلدة عين ياقوت بولاية باتنة شرق الجزائر.

انضم إلى جيش التحرير الوطني إبان الثورة في عام 1957 وعمره 17 سنة، وبعد الاستقلال تلقى دورات تدريبية في الاتحاد السوفييتي سابقا و تخرج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية فيستريل.

القايد صالح شارك في حرب الاستنزاف في مصر عام 1968، وتدرج في السلك العسكري حتى وصل لرتبة لواء عام 1994 وتولى قيادة القوات البرية، وفي عام 2004 تم تعيينه في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وفي 2006 رقي إلى رتبة فريق.

وفي سبتمبر 2013 رقي أحمد قايد صالح نائبا لوزير الدفاع خلفا لعبد الملك قنايزية، مع احتفاظه برئاسة أركان الجيش، وبات بإمكانه المشاركة في اجتماع مجلس الوزراء.

وقلد الفريق أحمد ڤايد صالح، وسام جيش التحرير الوطني، ووسام الجيش الوطني الشعبي (الشارة الثانية)، ووسام الاستحقاق العسكري، ووسام الشرف ووسام صدر من مصف الاستحقاق الوطني.

أسدي له يوم أداء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليمين الدستورية يوم الخميس الفارط.

  • 10 أشهر مصيرية 

بعد اندلاع المظاهرات الشعبية، جند القايد صالح كل المؤسسة العسكرية الجزائرية، بأسلاكها لحماية الشعب قبل كل شيء.

على مدار 10 أشهر، كان مبدأ القايد صالح هو عدم نزول قطرة دم واحدة من أي جزائري مهما حدث، عبر الجميع عن أرائه الخاصة، وتم إجراء انتخابات دستورية ديمقراطية، وانتخب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية.

خلال هذه الفترة تعرف الشعب أكثر على نوايا وشخصية القايد صالح، الذي كان يملك في يده زمام الحكم والسيطرة، واستغلال فرصة شغور المنصب الرئاسي والحكومية لـ10 أشهر، ولكنه أدى واجبه، وفقط ورحل وسط احترام وتقدير الملايين من الجزائرين على أدائه مهمته.

  • جنازة مهيبة 

بعد أيام قليلة على تكريمه، ومنحه وسام الاستحقاق والتقدير، تجمع الجزائريين لتوديع الرجل الذي وصفته الصحف العالمية بأنه “القائد الذي رفض اطلاق النار على شعبه”.

ربما المتابع للشأن السياسي العربي والمغاربي بشكل خاص، يعرف جيدا حجم المنطقة الاستراتجية التي تتواجد فيها الجزائري، وحساسية الحدود مع ليبيا والمغرب ومالي والنيجر والعديد من القضايا الشائكة.

ولهذا فإن جهود واوامر وقيادة قايد أحمد صالح جنبت الجزائر ربيع عربي كان ليكون دمويا مثل العشرية السوداء، التي تعتبر كابوس الجزائرين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى