علوم وتكنولوجياغير مصنفموضوع مميز

الجازي العجمي حولت معاناة جدها لاختراع يخدم كبار السن

 

المهندسة الجازي العجمي حولت معاناة جدها لاختراع يخدم كبار السن

 

 

حوار: أمل نصر الدين

 

بأي الكلمات تعرفين نفسك؟
الجازي ناصر العجمي، مهندسة كمبيوتر، خريجة جامعة الكويت سنة 2017 شريك مؤسس في شركة “تكنوكير” يقدم ساعات ذكية لكبار السن والأطفال.

 

من أين بدأت قصة مشروعك؟
بدأنا هذا المشروع من منتصف 2015 كمشروع تخرج، كنا نود عمل مشروع تكنولوجي ولكن في الوقت ذاته يخدم المجتمع، بدأنا نبحث عن المشاكل المجتمعية والتي ليس لها حلول تقنية، وبالصدفة جاء حديثي مع زملائي أن لدي حالة شخصية متعلقة بجدي -رحمة الله عليه- حيث كان مصابًا لمدة 13 سنة بمجموعة من الأمراض المزمنة، منها الخرف وألزهايمر، ولقد عاصرنا التجربة وكانت تجربة صعبة على جميع أفراد العائلة أبناء وأحفاد.

 

ألم تتوافر تقنيات لمساعدة لك الحالات؟

في ذلك الوقت بحثنا عن بعض التقنيات الحديثة والتكنولوجية لتساعدنا في تحسين حياة جدي ولم نجد شيء حقيقي، من هنا جاءت الفكرة وانطلقت الشرارة لتتحول لمشروع واختراع منتج تقني يستهدف ويخدم فئة كبار السن، فوقع الاختيار على عمل نظارة ذكية تحديدا نظارة “جوجل” وتوظيفها وبرمجتها لتقديم خدمات خاصة تسهل حياة كبار السن.

 

وما مميزاتها؟
تحتوي النظارة الذكية على كاميرا وشاشة تستطيع التقاط صورة للشخص، وتعريف للوجه والإخبار عن اسم الشخص وصلة القرابة من خلال الصوت والكتابة، بالإضافة لاحتوائها على محدد للموقع يمكن حفظ عنوان البيت وتحديد حدود الأمان في المنطقة، كما تتيح لكبير السن التحرك بمفرده والعودة للبيت بضغطة زر، كما أنها تحتوي على منبه للتذكير بمواعيد الأدوية ومراجعة العيادات الطبية ومواقيت الصلاة، كما بإمكان الأهل في الوقت ذاته في حالة الفقد أن يصلوا للمكان المتواجد فيه من خلال تطبيق محمل على هاتفهم.

 

ألم تكن تلك الخدمات متوفرة في تطبيقات أخرى؟

 الفكرة والحبكة التي ميزت مشروعنا أننا قمنا بتجميع خدمات توفرها عدة تطبيقات مختلفة في تطبيق واحد. فبعد بحث عميق ودقيق نعد أول ما قام بتجميع كافة تلك الخدمات في تطبيق أو نظام واحد يناسب كبار السن وعدم تقبلهم لاستخدام التكنولوجيا وهذا كان المبهر في الأمر، فبعد بحوث عميقة ودقيقة لم نجد منتج أو تقنية أو تطبيق يشمل كل تلك الخدمات في مكان واحد، وفي الوقت ذاته قمنا بتصميم تطبيق يوضع على الهاتف المحمول الخاص بالأهل يتم من خلاله إدراج المعلومات والصور والمواعيد وصلة القرابة والعنوان وحدود الأمان. 

 

وماذا كانت النتيجة؟

حصلنا على أفضل مشروع تخرج باسم كلية الهندسة قسم الكمبيوتر، كذلك تم تكريمنا من قبل “كيفاز”، وكذلك حصلنا على تكريم من هيئة الشباب ضمن جائزة التميز والإبداع وحصلنا على تكريم من قبل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وما زلنا نشارك في المعارض ونحصد الجوائز آخرها كانت جائزة “كبيكو تمكين”.

نجاح الفكرة والمشروع أتاح لنا فرصة ظهور مدى التقدير الابتكار، ومدى حاجة المجتمع الحقيقية لتواجد هذا المنتج خاصة مع عدم وجود منتج يقدم خدمات مماثلة.

 

 

وكيف قمتم بتنفيذ المشروع؟
قمنا بعمل اختبارات في مستشفى الطب النفسي لكبار السن، وعيادة كبار السن في مستشفى الصباح للتعرف على رأيهم وردة الفعل، فقمنا بتجربة النظارة عمليا مع كبار السن، وبالنسبة للأهل يجربون التطبيق، ونأخذ ملاحظتهم لتحسين النظام وتقديم منتج مناسب.

 

وماذا بعد؟

بعد بحوث ودراسات استمرت لمدة عام كامل وجدنا أن كبار السن يصبحون حساسين جدا ولم يحبذوا فكرة النظارة ولا يريدون لفت النظر لهم بوجود أي شيء غير مألوف ولا يريدون أن يعتقد الناس أنهم مصابين بمرض، ومن هذا المنطلق وأننا نريد تقديم خدمة حقيقة لهم قمنا بإلغاء فكرة النظارة الذكية وتحويلها إلى ساعة يد ذكية.

 

وماذا أثمرت الجهود؟
قمنا بتأسيس الشركة وقمنا في نهاية 2018 بتطوير المنتج وقمنا بالاستعانة بشريك ثالث الشركة المصنعة لأننا لم يكن بإمكاننا اقتحام مجال التصنيع الذي يحتاج لإمكانيات كبيرة. وبالفعل طرحنا الساعة الذكية من عام تقريبا والحمد لله لاقت نجاح في السوق، ولكننا مازلنا خلال هذه السنة في تطوير مستمر للمنتج.

 

كيف؟
سوف نطرح تطبيق يتم تنفيذه على ساعات ذكية موجودة بالفعل في السوق لشركات عملاقة بسبب رغبة كبار السن بعدم حمل ساعة غريبة بل يريدون ساعة منتشرة، بالإضافة إلى أننا بصدد تكبير الشريحة المستهدفة لكي نخدم أيضا فئة ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم وأعمارهم إلى جانب كبار السن وأيضا الأطفال، فهؤلاء هم الفئة المستهدفة فكل من يحتاج مساعدة نساعدهم عن طريق التكنولوجيا.

 

هل هذا يعني أن فكرة النظارة انتهت؟
نحن نعيش ثورة تكنولوجية كبيرة وحتى الآن في المجتمعات العربية لم نصل بالوعي والثقافة إلى استخدام النظارة الذكية، فنحن محتفظين بالنظارة كمرجع وأتوقع خلال 5 سنوات يمكن إعادة طرحها مرة أخرى، قد نكون استطعنا تغير فكر وسلوك المجتمع ومدى أهمية التكنولوجيا في تسهيل حياتنا.

 

ما التحديات التي واجهتكم؟
التحدي الأول كان رفض الأهل وعدم اقتناعهم كوننا فتيات وسنقوم بعمل مشروعنا الخاص في بداية حياتنا، وكانوا يحثوننا على البحث عن وظيفة ثابتة كالفكر السائد، التحدي التالي كانت مرحلة الدعم المادي حيث قمنا بالاعتماد على أموالنا الخاصة بالإضافة إلى دعم الصندوق الوطني، أما التحدي الأكبر كان اقتحام المنتج للسوق، فمسألة تغيير سلوك الناس وتشجعهم لاستخدام التكنولوجيا ورفع الوعي أمر ليس سهل ويحتاج لتكاتف جهود المجتمع. كذلك أحد المشاكل التي واجهتنا مشكلة إنكار الأهل لحاجة كبار السن لمثل هذه التقنية.

 

هل المنتج حقق لكم الأرباح؟
بالنسبة للساعة فقد طرحت بمبلغ معقول 95 دينار، يوازي أسعار الساعات الموجودة، وبالنسبة للتطبيق سوف يتم تقسيمه لقسمين، قسم سيطرح مجاناً يحتوي أسس التشغيل، والقسم الآخر سيكون باشتراك رمزي يحتوي على خدمات ومميزات إضافية بتكلفة 5 إلى 7 دنانير في الشهر، وبهذه الطريقة نستطيع مساعدة الناس والوصول لأكبر شريحة ممكنة لتسهيل وتحسين حياة أفراد المجتمع وفي الوقت ذاته تحقيق هامش ربح معقول يغطي التكلفة.

 

ما النصيحة التي توجهينها للشباب؟
بكل صدق أقول شبابنا فيهم البركة والخير، ويومياً ألتقى بشباب في شتى المجالات عباقرة يحتاجون فقط لاستثمار موهبتهم في مكانها الصحيح. فنحن نمتلك أفكار وكفاءات جبارة مشكلتها أنها لا تعرف من أين تبدأ.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى