منوعات

د. عذاري الفضلي :المرحلة الخامسة للمرض النفسي تؤدي الى الإنتحار

الدكتورة عذاري الفضلي المتخصصة في العلاج النفسي الإكلينيكي:

 

• المرحلة الرابعه هي الانفصام
80% من علاج الأمراض النفسية عن طريق الإيجابية

 

حوار: أمل نصر الدين

 

ما هو المرض النفسي؟ وما مراحله المختلفة؟ وكيف يمكن أن نحمي أنفسنا من الإصابة؟ ومن هم الفئة الأكثر عرضة للمرض؟ وكيف يمكن لتغير نمط التفكير إلى التفكير الإيجابي أن يكون علاجاً نافعاً بشكل فعال في علاج المرض النفسي؟ الدكتورة عذاري الفضلي المتخصصة في العلاج النفسي الإكلينيكي تجيبك عن كل تلك التساؤلات..

————————————————————–

ما تعريف المرض النفسي؟
بناء على تعريف الجمعية الأمريكية للطب النفسي وفي دليلها الخامس للأمراض النفسية عرفت المرض النفسي بأنه أي انحراف أو خلل في التصرفات أو السلوكيات المنطقية التي تؤثر على نشاط الشخص اليومي وحياته.

 

ما مراحل المرض النفسي؟
المرض النفسي خمس مراحل تبدأ بالدرجة الخفيفة للمتوسطة للمرحلة الشديدة.
المرحلة الأولى المرحلة العصبية، حيث تكون أعراض المرض خفيفة جدا فيكون لدي الشخص سيطره على مشاعره وسلوكياته، ومازال لديه القدرة على التكيف مع تفاصيل حياته. فيظل الشخص في هذه المرحلة باستطاعته مساعدة نفسه والتحكم وإزالة تلك الانحرافات دون مساعدة غالبا، ويصاب العديد منا بتلك المرحلة نتيجة التعرض لظرف صعب أو ضغط نفسي.

وفي حال لم يستطع الشخص السيطرة على تلك الانفعالات ننتقل بعد ذلك للمرحلة التالية والتي تسمى اضطراب، في هذه المرحلة قد لا يستطيع الشخص اجتيازها بمفرده ويحتاج للتدخل العيادي للخضوع لبرنامج علاجي، ومن المهم أن لا يتأخر الشخص في هذه المرحلة ولا يستهين بها حتى لا تتطور الحالة للمرحلة التالية. ومن أعراض تلك المرحلة أن يصاب الشخص بالقلق والتوتر والخوف الهلع، الوساوس والهوس وسيطرة الأفكار السلبية والاكتئاب.

 

وماذا عن المرحلة الثالثة؟
مرحلة الانحسار، حيث يفقد الشخص في هذه المرحلة السيطرة على عواطفه وسلوكياته وبالتالي يحدث تغير في شخصية الفرد يؤدي لصدور تصرفات سلوكية غير طبيعية من المريض في تعامله مع الناس والآخرين ويصاب المريض بخوف كبير وقلق ويبدأ في الانعزال والابتعاد، وقد تتحول سلوكياته إلى تصرفات وسلوكيات عدوانية مع الآخرين ونحو المجتمع، وإذا وصل المريض لهذه المرحلة يصبح المريض في حالة خطرة ويصل إلى فقدان السيطرة الكامل على عواطفه وسلوكياته.
وإذا تطورت الحالة نصل للمرحلة الرابعة وهي فقدان السيطرة وعدم القدرة على الإحساس بالواقع والتي تسمى “الانفصام” في المشاعر والعواطف “الشيزوفرينيا” ويكون الشخص ذا مزاج وانفعالات متقلبة ويصنف المرض بالمرض الشديد جدا حيث يفقد فيها الشخص إدراكه وإحساسه بالواقع ويصبح من الصعب عليه التواصل مع حياته ومجتمعه.

 

ماذا عن المرحلة الخامسة؟
مرحلة اليأس وعدم الرغبة في الحياة وفقدان أي شعور بالمتعة والتي قد توصل الشخص للانتحار، وهي أقسى درجات المرض النفسي.

 

في أي المراحل المرض النفسي يحتاج المريض لطلب الاستشارة؟
يجب على الشخص طلب الاستشارة من المرحلة الأولى خاصة في حال لم يستطيع التعامل والسيطرة على الأعراض أو في المرحلة الثانية بحد أقصى وذلك لتجنب تفاقم المرض وتطوره لمراحل أخرى..

 

كيف نساعد المرضى النفسيين الذين لديهم حالة إنكار للمرض؟
إما نستخدم الطريقة غير المباشرة مع المريض بسرد قصة مشابهه، أو الطريق المباشر إن كانت شخصية المريض وحالته تسمح من خلال التحفيز والتشجيع بحب على التخلص بعض السلوكيات التي تعيقه. مع ضرورة التأكيد أنه ليس من السهل إقناع المريض.

 

من أكثر عرضة للإصابة بالمرض النفسي الذكور أم الإناث؟
لا يوجد حتى الآن دراسات أو إحصاءات علمية تثبت إصابة فئة معينة أكثر من غيرها يمكن التعامل مع المرض بدون وعي يزيد من تفاقم المرض لدى الشخص، فالوعي هو مفتاح علاج العديد من الأمراض النفسية والشخص يمكنه أن يعالج نفسه بنفسه في حال امتلك الوعي.

 

ولماذا يعتقد البعض أن النساء أكثر عرضة؟
النساء بسبب طبيعة التغيرات الهرمونية التي تحدث في أجسامهن بشكل شهري ومستمر على مراحل حياتهن المختلفة تؤدي بهن إلى تقلب حالتهن المزاجية، بالإضافة أن المرأة أكثر تعبير عن مشاعرها وحالتها النفسية من الرجال مما يثير اعتقاد أنها أكثر عرضة.

 

هل يمكن من خلال تغير نمط أفكار المريض أن يتم العلاج؟
العلاج الإكلينيكي يعتمد على استخدام تقنيات حديثة من العلاج المعرفي السلوكي القائم على تغيير الأفكار للتعامل مع المشاعر وتدريب الشخص لعلاج نفسه بنفسه، وكيف يمكن للشخص التكيف والتأقلم مع الحالة النفسية للشخص، فنحن لا نلجأ للأدوية وهذا توجه علم النفس الحديث الذي يحث على استخدام الأفكار الإيجابية، 80% من علاج الأمراض النفسية عن طريق تغيير طريقة التفكير السلبية للإيجابية.

 

ماذا نعني بالإيجابية؟
الإيجابية تعني أن تكون طريقة تفكيرنا المعتادة في الحياة أن نرى الجزء المضيء والمفيد من المشكلة، والتفكير في الفوائد ونبذ الشكوى والتذمر.

 

هل يمكن استخدام الإيجابية في علاج المرض النفسي؟
مليون في المئة يمكن ذلك بل هو مفتاح علاج المرض النفسي. لأن الإيجابية عادة وطريقة ونهج حياة يقوم الشخص بتبنيه يحدث لديه حالة التوازن وبدلا أن يعيش في المشاكل يفكر في الحلول ويتحول الأمر لعادة وسلوك ثابت وطريقة حياة.

 

ما الطرق التي تعين الشخص ليتحول للفكر الإيجابي؟
أن يتعلم كيف يترجم أفكاره وصوته الداخلي على الورق على شكل مميزات وعيوب ويعدد المزايا ويبحث عن الحلول ويحدث نفسه بأمل وتفاؤل بأن لكل مشكلة حل، وأن يصادق أفراد إيجابيين فالصحبة لها تأثير قوي.

 

ما سمات الشخص الإيجابي؟
نجد الشخص الإيجابي مسترخي وهادئ ليس لديه انفعالات ولا ردود عصبية، وهو شخص مبدع ومبتكر لأنه يتمتع بالهدء والسلام والتوازن الداخلي ففكره ثابت وهادئ يمتلك الثقة بالنفس، شخص يجد حلول لمشاكله بشكل سريع جدا فهو يحيا بإيجابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى