دراسة: مواد كيميائية في مستحضرات تجميل تضعف المناعة

تبدو مستحضرات التجميل المقاومة للماء والثابتة طوال اليوم خياراً مثالياً للمرأة العصرية، لكن خبراء يحذرون من أن سر ثبات هذه المنتجات يكمن في احتوائها على ما يسمى “المواد الكيميائية الأبدية” (PFAS).
تضم هذه المواد نحو 10 آلاف مركب صناعي تُستخدم لإنتاج أسطح ناعمة لامعة ومقاومة للماء، إلا أن الدراسات ربطتها باضطرابات هرمونية، وضعف المناعة، وحتى بعض أنواع السرطان. وتتميز هذه المواد بقدرتها على البقاء في البيئة لعقود أو قرون، ما أكسبها لقب “الأبدية”، والأخطر أنها تتراكم داخل جسم الإنسان عند الاستخدام المتكرر.
وقالت البروفيسورة ميريام دايموند، الكيميائية البيئية بجامعة تورنتو: “إذا دخلت هذه المواد إلى العين، فإن قناة الدمع تمثل طريقاً مباشراً إلى الجسم، وجلد الجفن رقيق ونفاذ”. وأضافت: “أما بالنسبة لأحمر الشفاه، فالمقلق أن المرأة قد تبتلع كمية كبيرة منه خلال حياتها”.
وأظهرت الدراسات أن هذه المواد تقلل من فعالية الجهاز المناعي، وتؤثر على استجابة الجسم للقاحات، كما تعطل التوازن الهرموني وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى قدرتها على عبور حاجز الدم في الدماغ، ما يهدد الصحة العصبية على المدى الطويل.
وتنصح الخبراء المستهلكين بقراءة ملصقات المنتجات بعناية وتجنب أي مستحضرات تحتوي على مركبات مثل PTFE أو مشتقات البيرفلورو والبولي فلورو، مع التحول إلى البدائل الطبيعية الآمنة التي تقدم نتائج تجميلية مماثلة دون المخاطرة بالصحة.
كما تؤكد الخبيرة آنا واتسون من منظمة “تشيم ترست” ضرورة دعم الحملات التي تضغط على الشركات المصنعة لتطوير منتجات أكثر أماناً، والمطالبة بتشريعات صارمة تحظر هذه المواد الكيميائية لحماية صحة الإنسان والبيئة على حد سواء، مشددة على أن الانتقال إلى مستحضرات آمنة أصبح ضرورة صحية عاجلة.



