هلا كندا – وكالات – أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ديفيس أن امتلاك الإنسان لهدف واضح في حياته قد يقلل من احتمالات الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28%.
وتابع الباحثون أكثر من 13,700 شخص تجاوزت أعمارهم 45 عامًا على مدى 14 عامًا (من 2006 إلى 2020)، مستندين إلى بيانات صحية ونفسية دقيقة لتقييم الأداء الإدراكي ومستوى الشعور بالغاية، بحسب موقع ساينس أليرت.
وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين يتمتعون بإحساس قوي بالهدف كانوا أقل عرضة للتدهور الإدراكي مع التقدم في العمر، كما تأخر لديهم ظهور أعراض الخرف مقارنة بغيرهم.
وقالت الطبيبة النفسية عليزا وينغو إن “الهدف في الحياة يعزز مرونة الدماغ حتى لدى من يحملون عوامل وراثية مثل جين APOE4 المرتبط بمرض ألزهايمر”.
وأخذت الدراسة في الحسبان عوامل متعددة مثل العمر والجنس ومستوى التعليم والاكتئاب والمخاطر الجينية، ما يعزز مصداقية العلاقة بين الشعور بالغاية وصحة الدماغ.
ورغم أن الدراسة لم تحدد ماهية الأهداف التي تحمي من الخرف، إلا أنها أشارت إلى أن العلاقات الاجتماعية والعمل والإيمان ومساعدة الآخرين قد تكون من بين أهم المصادر.
وأوضح الباحث نيكولاس هوارد أن “الهدف في الحياة يمثل وسيلة مجانية وآمنة للحفاظ على صحة الدماغ، على عكس الأدوية باهظة الثمن مثل ليكانيماب ودونانيماب التي تؤخر أعراض ألزهايمر لفترة محدودة فقط”.
من جانبه، أكد أخصائي علم الأعصاب الإدراكي توماس وينغو أن “البحث عن هدف في الحياة يمكن أن يحسّن الصحة العقلية في أي مرحلة عمرية”، مشددًا على أنه “لا يوجد وقت مبكر أو متأخر للبدء”.
وتتسق هذه النتائج مع دراسات سابقة، إلا أنها تميّزت بطول فترة المتابعة ودقتها المنهجية، مما يعزز موثوقيتها العلمية.
