تحقيقات وتقاريرموضوع مميز

تقرير برواز: وفاة #محمد_مرسي.. السياسي الذي ينعيه معارضوه قبل مؤيديه

خاص ـ برواز 

يُقال أن السياسة مواقف تتغير مع تغير الظروف، قد يصبح العدو حبيبًا، ويمسي النصير معارضًا، لكن أن تجد أشد معارضين رئيس دولة سابق هم أول المعزيين فيه أمر قلما يحدث، لكن هذا ما وقع بعد وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، فبعد إعلان نبأ وفاته أثناء محاكمته تسارع عدد من السياسيين المصريين المعروفين بمعارضتهم الشديدة لمرسي أثناء حكمه بتقديم التعازي لعائلته على مواقع التواصل الاجتماعي.

البداية كانت من أبرز قيادي في جبهة الانقاذ الوطني المعارضة لمرسي والتي سعت لاسقاطه عبر دعوتها لتظاهرات الـ30 من يونيو 2013، وهو الدكتور محمد البرادعي ـ نائب الرئيس المصري المؤقت بعد 30 يونيو، فقال البرادعي على حسابه عبر تويتر: “رحم الله الدكتور محمد مرسى وألهم آله وذويه الصبر والسلوان”.

كذلك أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور عمرو حمزاوي المعروف بأنه كان من معارضي الرئيس المصري الأسبق، لكن معارضته لم تكن بقوة البرادعي فكتب على حسابه على تويتر: “رحم الله الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي، له الرحمة ولأسرته وذويه الصبر والسلون”.

المرشح الرئاسي السابق وأحد أبرز القياديين في جبهة الانقاذ الوطني في عهد مرسي، حمدين صباحي، لم يتأخر كثيرًا في تقديم العزاء في الرئيس المصري الأسبق، فنشر على صفحته الرسمية على فيسبوك: “إنا لله وإنا إليه راجعون، ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقيت خبر وفاة الدكتور محمد مرسي.. أسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته في واسع جنته، وأن يبارك في حسناته ويتجاوز عن سيئاته، وأن يلهم أسرته وأحباءه جميل الصبر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

https://www.facebook.com/Hamdeen.Egypt/posts/2241463345937042?__xts__%5B0%5D=68.ARBx8O9EUdj8R37YQt7LtZDYhwVIVOMQW5gRnGTxUI4sHbAomPk7qGl3a9foVCMHhAXg2NBzLwELQAcl3q3l20w1nJMdH9rO49VGWChYA21qyBUoWwMlANpxa9RKPm4qr19Paem8ntBOCdwbSDBtWVVuFjrS3-dIJQr2vO3nITa668q56ljgdzp-IqbXBx-hJmcuSYB9bZg9wpqNcP1Pipnk3Ts0s7rlGARlE00D7vxMyB6WNmhzI31Bq_ZRUQ6Z6nx1IgNln-x7ZCgtu4ySQMzWDBBjFse8wBWiwS_cm7L9cspbaX6f9QqqYHucZn3bWlaMfi9KATDcQD_Iwd_O-g&__tn__=-R

الناشط الحقوقي خالد علي، كان معارضًا معتدلًا لسياسات الرئيس الأسبق، فكتب على حسابه الرسمي على موقع فيسبوك فقال: “الإهمال الطبى، وسياسات الموت البطيء عبر السجن الإنفرادى والانعزالي جميعها أدوات للقتل، اتفقوا واختلفوا ما شئتم سياسيًا مع الدكتور محمد مرسي، لكن ما تعرض له إنسانيًا منذ القبض عليه ووضعه في هذه الظروف التي انتهت بوفاته على هذا النحو هي جرائم تستحق المحاكمة والعقاب.. أدعوا له بالرحمة والمغفرة، وأقدم خالص التعازى لأسرته ولجماعة الإخوان المسلمين، ولكل من ألمه هذا الرحيل الموجع فى مصر والعالم”.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1695515013927183&set=a.667441923401169&type=3

كما قام الدكتور عصام حجي، الذي شغل منصب نائب الرئيس المصري المؤقت بعد 30 يونيو، بتقديم العزاء للدكتور محمد مرسي فكتب: “درس الدكتور محمد مرسي دراسته العليا بجامعة سوثرن كاليفورنيا العريقة بالولايات المتحدة بكلية الهندسة التي أشرف بالعمل بها في نفس الكلية، تخرج من نفس الكلية نيل آرمسترونج ( أول إنسان يمشي على القمر) و رئيس ناسا الأسبق شارلز بودن”.
وأضاف حجي: “عمل (مرسي) أيضًا كأستاذ مساعد بجامعة ولاية كاليفورنيا في نورث ريدج قبل أن يعود لمصر في 1986م، دكتور مرسي ضحى بنجاحه المثالي في أمريكا و عاد لمصر؛ ليقتسم تعليمه المتميز وفكره مع أبناء وطنه”.وتابع حجي: “تختلف معه أو تتفق، وبعيدًا عن المشهد العبثي للإعلام والسياسة في مصر، هناك حقيقة أكيدة أنه امتلك الشجاعة والنية الصادقة في العودة للبناء في أرض الوطن، شجاعة يفتقدها كل من وصلوا لما وصل إليه، أنا احترمه ولا يخجلني ذلك، وباسم كل الزملاء المصريين في الجامعة أنعي الرئيس و الإنسان و الزميل.. كان رئيسًا منصفًا للعلم ومات محاربًا للجهل.. رحمة الله عليه”.

https://www.facebook.com/essam.heggy/posts/10157075514996138?__xts__%5B0%5D=68.ARA3z7CcA1gUmyZUgoyhMfXna7W4oh-6BhSxZVtvm4P6Oxc_m0rMX4t3SO4PGrhwteRD0yFISfUgMt2Ykk2myr4HxP6Fg2ptYln7ZTmziULonTSyhszeyrTBp2Hwp6VDrC1gquBUbR7UxJE1jgam3JSE64vKTPRiyrSjclFiuzN3tnVyhCdU10S6ES6BPOCGTtYKxEBX1XpsF6Lg3-aoQUHMYLt8hzKzokFc7xuMgR_5OT4TgAD7AcHFNiu0sEusWEdiLuuxSZg8iN_TIhULPDSPE5Hokg&__tn__=-R

أما حركة 6 أبريل، فكانت واحدة من أشد الكيانات السياسية المعارضة للرئيس المصري الأسبق أثناء فترة حكمه، وعُرف عنها تنظيمها للكثير من الفعاليات المعارضة لسياساته بشدة، لكنها شاركت في التعزية أيضًا كما فعل السابقون مما ذكرناهم في التقرير، فقالت: “وفاة الدكتور محمد مرسي أثناء مثوله أمام المحكمة في واحدة من القضايا بعد سنوات طويلة من ظروف اعتقال غير إنسانية وإهمال طبي (متعمد وتنكيل به) وبأسرته ومؤيدينه.. خالص التعازي لاسرته وتلاميذه ومحبينه وكل من آلمه رحيله المؤلم”.

في النهاية تظل السياسة لعبة لا تعترف بالمواقف الثابتة، ويبقى السؤال هنا عن سبب تغير مواقف الساسة المصريين المذكورين في هذا التقرير، هل كان من باب التعاطف مع موت إنسان بصرف النظر عن أيدولوجيته؟ أم كان طريقة للتعبير عن الندم من مواقف سياسية سابقة لهم؟ أم أن الدافع وراء ذلك أنهم يُعدون من معارضي النظام المصري الحالي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى