العرب والعالم

قلق حول مصير المدنيين في غزة بعد قرار محكمة العدل الدولية

تبقى المخاوف متعلقة بمصير المدنيين في غزة ، حيث يشهد الجنوب المحاصر من أشد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في ظل قرار محكمة العدل الدولية بمنع إسرائيل من ارتكاب أي عمل يمكن أن يؤدي إلى “إبادة جماعية”.

ويتركز هذا القلق على مدينة خان يونس التي تشهد قصفاً لا هوادة فيه وقتالاً عنيفاً، مما دفع آلاف المدنيين للفرار في الأيام الأخيرة، وتقلصت قدرة مستشفيي ناصر والأمل على تقديم الخدمات الطبية بشكل كامل.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بوفاة 135 شخصًا إثر القصف الليلي في خان يونس ومناطق أخرى في غزة، فيما تعرض مخيم خان يونس ومحيط مجمع ناصر الطبي لقصف مدفعي مكثف، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في هذا المستشفى وتوقف العديد من الخدمات وغرف العمليات، وهو ما يعزز المخاوف المتزايدة حول مصير المدنيين في المنطقة.

وأعرب منظمة أطباء بلا حدود عن أسفها لأن القدرة الجراحية لمستشفى ناصر أصبحت شبه معدومة، وأشارت إلى أن الطاقم الطبي القليل الذي يعمل في المستشفى يتعامل مع مخزونات منخفضة جدًا من المعدات الطبية. وقد صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس بأن القتال حول مستشفى ناصر أدى إلى فرار مئات المرضى والأطباء، وهناك 350 مريضًا و5000 نازح في المستشفى، ويشير إلى أن الوقود والغذاء والإمدادات في المستشفى تنفد، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

وفي الوقت نفسه، يقول المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الأمطار الغزيرة تغرق آلاف الخيام للنازحين في عدة مدن، مما يسبب معاناة للنازحين، وأن الكهرباء لم تعد متوفرة، ولا يوجد غاز كافٍ، وهذا يزيد فرص انتشار الأمراض المعدية ويفاقم الوضع الإنساني الصعب. كما أفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات عنيفة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في عدة محاور في مدينة خان يونس.

قرار تاريخي

 

أصدرت المحكمة الدولية يوم الجمعة قراراً يحث إسرائيل على منع أي عمل يرتقي إلى “إبادة جماعية” في غزة. وقد وُصِف هذا القرار بأنه “تهمة مشينة” من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وفيما تتحكم إسرائيل بدخول المساعدات الدولية إلى غزة، يجب عليها أن تتخذ “خطوات فورية” لتمكين توفير “المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل”. ومع ذلك، لا تملك هذه الهيئة القضائية أي وسيلة لتنفيذ قراراتها.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل للنظر في قرار المحكمة الدولية بطلب من الجزائر التي تسعى إلى إعطاء الحكم “قوة إلزامية”. ومع ذلك، لم تطلب المحكمة وقف إطلاق النار في غزة، حيث يستمر الجيش الإسرائيلي في حملته المدمرة ردًا على هجوم شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

 

تعاطف

 

أدانت الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة في غزة، وحثت المجتمع الدولي على إجراء تحقيق دولي. وفي الوقت نفسه، طلب الاتحاد الأوروبي تنفيذ القرار الفوري، بينما نددت الولايات المتحدة وفرنسا بالقرار. وعلى الرغم من الترحيب بالقرار من بعض الدول، مثل تركيا وإيران وإسبانيا وقطر، دعت السعودية إلى “محاسبة” إسرائيل على “انتهاكاتها” للقانون الدولي. وعلقت مها ياسين، وهي فلسطينية نزحت من غزة، على القرار: “أشعر بالتعاطف العالمي معنا بعد أن قال العالم لإسرائيل إنها تتجاوز الحدود. لقد تعرضنا للقصف والمعارك لمدة 4 أشهر، ولم يحدث ذلك في التاريخ من قبل”.

 

اجتماع في باريس

 

يتضمن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة (سي آي إيه)، ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر، يهدف إلى التوصل إلى “هدنة” في مقابل إطلاق سراح الرهائن، وذلك على الرغم من رفض إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية. وفي سياق متصل، ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك جهود إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم حماس، ولكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي تطورات جديدة في هذا الصدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى