سمو نائب الأمير يفتتح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الـ17 لمجلس الأمة

افتتح سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الثلاثاء دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة.
وألقى سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة اليوم الثلاثاء وفيما يلي نص النطق السامي: “بسم الله الرحمن الرحيم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) .. صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين الذي أمرنا في كتابه الحكيم بالتمسك بحبله المتين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وصفوة المرسلين.. سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين: من بيت الأمة.. ومن قاعة عبد الله السالم يسرني أن ألتقي بكم بالإنابة عن قائدنا ووالدنا حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لألقي أمامكم النطق السامي لمقامه الكريم.. ونفتتح بأعظم الأسماء (بسم الله وعلى بركة الله) وبمباركة سموه الكريمة دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر المجلس الأمة سائلين الله في علاه أن يوفقنا جميعا ويسدد خطانا لما فيه خير وطننا العزيز ورفع شأنه وأن يديم عليه الأمن والرخاء والازدهار.. إنه ـ سبحانه وتعالى – على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
كما يطيب لي أن أنقل إليكم جميعا بالغ تحيات سموه حفظه الله.. وأمده بالصحة والعافية.. ورعاه وصادق دعواته ودعواتنا بأن يوفق الله الجميع إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأن يلهمنا التوفيق والسداد.. مهنئين أعضاء مجلس الأمة لنيلهم ثقة شعب الكويت الكريم واختيارهم ممثلين عنه..
متطلعين إلى ممارسات ديمقراطية راقية هادفة تساهم في تحقيق النهضة المنشودة لكويتنا الغالية.
إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين: بعد أن قال الشعب صدق كلمته وأثبت وفاءه لقيادته التي تقدره وتحترم كامل إرادته.. واستجاب لتصحيح المسار وعلم أن الإصلاح سبيل النهضة والاستقرار.. وبعد أن عدنا للأمة مصدر السلطات لاختيار أعضاء مجلس الأمة نلتقي اليوم لنؤكد أننا نعمل سويا من أجل هدف واحد ومصلحة واحدة. يجمعنا كيان عظيم.. اسمه الكويت.
نلتقي اليوم.. وبعد العرس الديمقراطي الذي شهدته البلاد وتابعه العالم وافتخرنا به جميعا فإن هناك صفحة من ممارسات خلت من التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وأمامنا مرحلة جديدة عنوانها العمل والإصلاح من أجل الكويت.. مليئة بالتطلعات والطموحات وتحقيق الغايات متوكلين على الله لرسم وتحقيق مستقبل مشرق لشعبنا الكريم ولأجياله القادمة في ظل القيادة الرشيدة والحكمة المعهودة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
أخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين: نؤكد أنه لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانات في صراعات وتصفية حسابات وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة باتت محل استياء وعقبة أمام الإنجازات وإننا لن نسمح بأن تضل الرؤية وتختلط الأمور.
ونحن على ثقة بإدراككم ووعيكم بما نواجهه من تحديات ماثلة وبحرصكم على البر بقسمكم العظيم وحمل الأمانة الغالية وتجسيد التعاون والارتقاء لمستوى الآمال والطموحات التي يعلقها عليكم أهل الكويت ليظل وطننا العزيز – كما عهدناه – منارة للإنسانية ومحطة للدبلوماسية ورائدا للتنمية.
وانطلاقا من دور مجلس الأمة في دفع مسيرة الإنجاز الوطني وتصويب ممارسة العمل البرلماني وتنقيته من الشوائب التي تعيق أداء دوره في التشريع الإيجابي والرقابة الموضوعية الجادة والنأي به عن النزاعات والصراعات.. فإننا نوجه أعضاء مجلس الأمة نحو تفعيل التعاون البناء مع الحكومة لإزالة كل أسباب الاحتقان التي تعرقل تكامل الجهود وانسجامها.
وعليكم الارتقاء بالممارسة الديمقراطية والتركيز على تعزيز دور مجلس الأمة الرقابي وتفعيل دوره التشريعي بما يحقق طموح المواطنين وتطلعاتهم.. وإعطاء الحكومة مهلة كافية للإنجاز ثم استخدام الوسائل الدستورية بحكمة ورشد إذا كان لها محل والارتقاء بالخطاب البرلماني لتبقى الكويت –
كما عهدها الجميع – نموذجا أصيلا في ممارسة الديمقراطية.
راعوا في تقديم مقترحاتكم العدالة الاجتماعية وأن تعود بعد إقرارها بالنفع على أبناء الوطن جميعهم.. مقترحات تحافظ على ثروات الوطن وتنميتها وتنويعها وتكون ذات نتائج إيجابية بنظرة مستقبلية.. فضلا عن إنجاز المتأخر من التشريعات التي تهدف إلى صالح البلاد والعباد وتسريع الخطى لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين والتحلي بالمسؤولية في التعامل مع معطيات المواقف وتقديرها بما يتماشى مع مصالح وطننا العزيز.
إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين من هذا المكان.. وفي هذا المقام أؤكد أن شعب الكويت الكريم شريك أساسي في بناء وطننا الغالي.. لذا أوصي أبناء وطني العزيز بالمساهمة في بناء الكويت ببذل مزيد من الجهد والعطاء وتسخير كافة الطاقات الإبداعية.. والمحافظة على نسيجه ووحدته الوطنية.
وليعلم الجميع أن الكويت أمانة تركها لنا الأجداد والآباء وعلينا جميعا العمل على تطويرها وازدهارها لنسلمها لأجيالنا مزينة بثياب النهضة والعزة والإباء. (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
كلمة رئيس السن
وأكد رئيس السن لمجلس الأمة النائب مرزوق الحبيني “اننا في هذه الحقبة والفترة الحساسة من تاريخ الكويت نصبو جميعا إلى نقل الدولة لمرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية منعا للخلاف ودرءا للتعسف في استخدام السلطة من أي من السلطتين التشريعية والتنفيذية والتعاون المثمر بينهما وضمان حياد ونزاهة السلطة القضائية”.
وقال الحبيني في كلمته بانطلاق دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة الذي افتتحه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الثلاثاء إنه “لا بد أن تتضافر جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية لإنتاج أفضل ما يمكن من مشاريع الإصلاح التشريعي والسياسي والتنفيذي لتنعم الكويت ببرلمان يعكس رغبات شعبها الكريم”.
وأضاف أن السبيل الواحد والمسار الأمان لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الكويتي من إصلاحات هيكلية وإنجازات مستقبلية يكمن في المعاونة الصادقة بين الحكومة وأعضائها من جهة وتعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة أخرى.
وتابع “نجني اليوم ثمار الدعوة الكريمة بانعقاد مجلس الأمة الذي كان نتيجة لانتخابات عامة جرت تحت إشراف قضائي كامل اتسم بالنزاهة والشفافية” مستطردا “نحن أعضاء مجلس الأمة نعاهد سموكم على أن نعمل جاهدين على أن نكون عونا لكم ديدننا التعاون المثمر وعدتنا بذل الجهود وسبيلنا توحيد الصفوف لنعبر بالبلاد الى مستقبل زاهر والى الكويت التي عهدها العالم أجمع في جميع المواقف الدولية والاقليمية”.
وأشار إلى أن “الشعب الكويتي قال كلمته في اختيار ممثليه مدركين أن مشاركتهم الفعالة في الانتخابات فرصة لحماية وطنهم وأن دافعهم الأكبر أن عليهم التحرك بسرعة وقوة نحو صناديق الاقتراع لحماية وطنهم مما قد يهدد واقعه ومستقبله.
وأكد أن على الحكومة والمجلس ان يعملا في تناغم تام وتوافق كامل يضمنان تحقيق المصالح والاهداف الوطنية وإعلاء شأن الوطن ويحققان الحياة الطيبة الكريمة للمواطنين على أن تكون المرجعية والاحتكام للدستور في تحديد وتنظيم هذه العلاقة بين السلطتين.



