دراسة تكشف أسرار العيش لـ100 سنة

كشفت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المعمرين قد يمتلكون جهازا مناعيا فريدا يظل فعالا في سن الشيخوخة، ما يساعدهم على تحقيق طول عمر استثنائي، رغم أن الأعمار بيد الله.
وقال الباحثون، بينهم فريق من كلية الطب بجامعة بوسطن، إن هذه المجموعة النادرة من الأفراد الذين يصلون إلى 100 عام أو أكثر لديهم تركيبة مميزة من الخلايا المناعية التي توفر لهم أجهزة مناعية عالية الوظائف.
ووجد الباحثون الذين درسوا الحمض النووي لسبعة من المعمرين أنهم جميعا يشتركون في شيء واحد، وهو محاربتهم الكثير من البكتيريا والفيروسات.
وكان لدى الأشخاص الخاضعين للدراسة عدد كبير من الخلايا البائية والخلايا المناعية والأجسام المضادة اللازمة لمحاربة “الأعداء القدامى”.
وتعد الخلايا المناعية وراء آليات مهمة للتعافي من المرض، ما يعزز طول العمر.
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخرا في مجلة EBioMedicine حاول الباحثون معرفة ما إذا كان التقاط العدوى ومكافحتها هو المفتاح، أو ما إذا كان المعمرون هم فقط أقوى وراثيا في قسم المناعة.
وكان المعمرون جزءا من “دراسة نيو إنجلاند المئوية”، وهي واحدة من أكبر الدراسات للأفراد في أمريكا الشمالية الذين عاشوا لفترة أطول.
ثم استخدم الباحثون تقنيات حسابية متقدمة لتحليل كيفية تغير نسبة أنواع الخلايا المختلفة وأنشطتها الداخلية مع تقدم العمر.
وحددوا التركيب الخاص بنوع الخلية والتغيرات الوظيفية التي ينفرد بها المعمرون، ما يعكس الاستجابة المناعية الطبيعية مع تقدم العمر.
ولاحظ الفريق تحولا جذريا في مزيج الخلايا المناعية لدى المعمرين: عدد أكبر بكثير من الخلايا البائية مقارنة بخلايا CD4 + T، ما يشير إلى أن نظام المناعة لديهم اكتسب عقودا من الخبرة المكتسبة في محاربة الالتهابات الطبيعية والبيئية.
وأخيرا، فحصت الدراسة 13 نوعا فرعيا من الخلايا البائية والخلايا التائية، ولاحظت تحولا كبيرا في النسبة بعيدا عن المقاتلين الفطريين إلى أنواع الخلايا الأكثر تكيفا وخبرة.
وخلصت الدراسة إلى أن “المعمرين لديهم أجهزة مناعية فريدة من نوعها عالية الأداء تكيفت بنجاح مع تاريخ من الإهانات، ما يسمح بتحقيق طول عمر استثنائي”.



