هل تساءلت يومًا ما إذا كان المشروب الذى تناولته مع العشاء قد تسبب في حدوث صداع شديد شعرت به في وقت لاحق من تلك الليلة؟ قد يكون الجواب نعم.
يقول توماس بيرك طبيب أعصاب واختصاصي الصداع في جامعة نيويورك لانجون هيلث، وأستاذ طب الأعصاب المساعد في كلية جروسمان للطب في جامعة نيويورك، أن العديد من الدراسات تظهر وجود صلة بين الطعام والمشروبات والصداع النصفي.
يؤثر الصداع النصفي على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، و 39 مليون في الولايات المتحدة وحدها.
ويجب علينا التعرف أكثر على المزيد حول هذا المرض، بما في ذلك الأطعمة الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تسبب الصداع النصفي.
يرجع الإختلاف بين الصداع والصداع النصفي بنسبة كبيرة إلى شدة الألم، فيمكن أن يكون الصداع مزعجًا ويستمر من ساعات إلى أيام.
في حين أن الصداع النصفي يعتبر مرضًا عصبيًا وأكثر أنواع الصداع المنهكة، حيث يعاني أكثر من 90٪ من المصابين به من عدم القدرة على العمل، أو القيام بالأنشطة العادية أثناء نوبة الصداع النصفي.
يقول بيرك أن الصداع هو أي نوع من الألم في الرأس أو الوجه، وهناك أكثر من 120 نوعًا مختلفًا من الصداع بما في ذلك الصداع النصفي.
أعراض الصداع النصفي:
ويتضمن الصداع النصفي عمومًا ألمًا شديدًا نابضًا، يكون عادةً في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن يستمر من أربع إلى 72 ساعة.
وقد تشمل الأعراض الإضافية الحساسية للضوء والصوت والرائحة والغثيان والقيء، وإضطراب بصري يُعرف باسم الهالة.
يقول دكتور بيرك أنه لا يوجد طعام أو شراب محدد ومعروف يسبب الصداع النصفي، فكل شخص معرض للإصابة بالصداع النصفي بمسببات مختلفة عن غيره.
بعضها قد يكون متعلقًا بالطعام أو الشراب، ومهما كان السبب فإن جميع مسببات الصداع النصفي تؤثر على الدماغ بنفس الطريقة.
ويضيف: إذا قام شخصاً ما بتناول مشروب معين، وهو ما سبب له الصداع النصفي، فإن هذا المشروب يؤدي إلى تكوين نواقل عصبية إلتهابية يتم إنتاجها في الدماغ.
وتعمل هذه الناقلات العصبية على جعل الأوعية الدموية حول الدماغ تتمدد، وترسل إشارات إلى الدماغ لتشعر بأعراض مثل الألم، والحساسية للضوء، والغثيان، وأكثر من ذلك.
واستنادًا إلى أبحاث دكتور بيرك ومناقشاته مع المرضى، إليك قائمة بأكثر ثمانية أطعمة ومشروبات شائعة، ومحفزات مرتبطة بالأغذية للصداع النصفي:
مادة الكافيين:
أظهرت دراسة أجريت فى عام 2016 أن إنسحاب الكافيين من الجسم، وكذلك الإستهلاك المفرط للكافيين أى أكثر من 200 ملليجرام في اليوم، يمكن أن يسبب الصداع النصفي لدى بعض الناس.
الكحول:
أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن الكحول سبب لأكثر من 35٪ من المشاركين في الدراسة المصابين بالصداع النصفي، وكان النبيذ الأحمر هو أكثر المشروبات الكحولية.
ولم تحدد الدراسات ما إذا كانت الكبريتات أو أي مواد كيميائية أخرى، موجودة بشكل طبيعي في النبيذ هي التى تسبب الصداع النصفي.
مادة MSG:
هى مادة تستخدم كمُحسِّن للنكهة في الطبخ الآسيوي، وأيضاً تُستخدم في العديد من أنواع الأطعمة المصنعة.
بما في ذلك الوجبات الخفيفة والأطعمة المجمدة والحساء والكاتشب والتوابل الأخرى، ووجدت الأبحاث أن مادة MSG هي من أهم مسببات الصداع النصفي.
الشوكولاتة:
في بعض الأحيان وربما بسبب نسبة الكافيين الموجودة، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2020، وُجد أن الشوكولاتة تسبب الصداع النصفي في نسبة صغيرة من المشاركين.
اللحوم الباردة:
أحد مسببات الصداع النصفي الشائعة هو المواد الحافظة، بما في ذلك النترات والنتريت التى يتم استخدامها للحفاظ على اللون والنكهة في اللحوم الباردة والهوت دوج.
الأسبارتام:
يستخدم في أكثر من 6000 عنصر من الأطعمة والمشروبات، أظهرت العديد من الدراسات أن الأسبارتام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية والسرطان ومرض الزهايمر والصداع النصفي.
الجبن المعتق:
إذا كنت عرضة للصداع النصفي، ففكر في الإبتعاد عن الجبن البارميزان والجبن البري والسويسري والشيدر والجبن الأزرق.
حيث تحتوي هذه الأجبان القديمة على نسبة عالية من التيرامين، وهو الذي يحدث بشكل طبيعي في الأطعمة القديمة أو المخمرة عندما يتفكك الحمض الأميني التيروزين.
وقد ثبت أن التيرامين يسبب الصداع عن طريق تضييق وتوسيع الأوعية الدموية.
الأطعمة المالحة:
وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، يقول دكتور بيرك إنه حتى الملح المزيف، أو المواد الكيميائية من التوابل التي تم استخدامها للتذوق.
مثل الملح في الوجبات الخفيفة، والأطعمة المصنعة مثل رقائق البطاطس، تحتوي على مواد حافظة يمكن أن تسبب الصداع النصفي.
ولكن توجد بعض الخطوات التي يمكن إتخاذها لتقليل محفزات الصداع النصفي، وتفادى إلى حد كبير الإصابة به وهى:
تناول طعام صحي ومستمر، فإن قائمة مسببات الصداع النصفي كانت تفتقر إلى المجموعات الغذائية الرئيسية أو الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضروات والبروتين على وجه الخصوص.
أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن معظم خطط الأكل الصحي، مثل الأنظمة الغذائية قليلة الدسم توفر انخفاضًا في وتيرة نوبات الصداع النصفي.
ومن المهم أيضاً الحفاظ على جدول منتظم لتناول الطعام لتجنب الصداع النصفي، وذلك لتفادى إنخفاض نسبة الجلوكوز في الدم.
والتى تؤدى أيضاً إلى حدوث الصداع، وللحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم، يجب تناول الطعام الصحى في نفس الوقت تقريبًا كل يوم دون تأخير فترة طويلة من الوقت بين الوجبات، وهو ما يجعل الجسم بشكل كبير محافظاً على نظام غذائي جيد، ووزن صحي.
وينصح الأطباء والباحثين أنه إذا تم تحديد طعام أو مشروب معين، أو مادة مضافة معينة كمحفز محتمل للصداع النصفى، فيجب تجنبها لمدة شهر لمعرفة ما إذا كان الصداع سيحدث أم لا.
ومن المهم القضاء على تعرض محتمل واحد فقط كل شهر، وإلا فلن تكون متأكدًا مما يؤدي إلى حدوث الصداع.
